شعار إسقاط القروض والمطالب الشعبوية تسقط مُطلقيها
دروس التغيير في فرعية «العوازم»
انتهت امس باكورة نتائج الانتخابات الفرعية الرئيسية في الدائرة الخامسة بمفاجأة مدوية في اكبر قبيلة، وهي قبيلة العوازم، بسقوط ممثليها الاربعة السابقين في مجلس الامة، وكان احدهم يشغل منصب نائب رئيس مجلس الامة الوزير الاسبق فهد اللميع، وكذلك نائب التكتل الشعبي البارز مرزوق الحبيني، بالاضافة الى صاحب الصخب الكبير في قضية شراء المديونيات أو اسقاط القروض عبدالله راعي الفحماء، في حين عزف النائب السابق جابر المحيلبي عن الترشح لاسباب شخصية.
نتيجة الانتخابات الفرعية لقبيلة العوازم في "الخامسة" تثبت حصول تغيير، اهم ملامحه ان صدى الشعارات الشعبوية لم يعد يعطي مفعوله لدى الناخبين، فلا قضايا الطبقة المحدودة ومحاربة ما سماه التكتل الشعبي بـ"الحيتان"، ولا رفع شعار شراء مديونيات المواطنين باتت تدغدغ مشاعر الناخبين ليصبوا اصواتهم لمصلحة من يرفع بيرق ذاك الشعار، كما ان قدرة النائب على تقديم الخدمات و"الواسطات" إلى قاعدة انتخابية كبيرة اصبحت مهمة شاقة وشبه مستحيلة، لذلك فإن الناخب الذي يسعى إلى نائب يقدم خدمات مميزة لابناء عمومته يخيب رجاؤه، فيسعى في كل موسم انتخابي الى تغيير طاقم ممثليه لعله ينال مراده.
وعلى هذا المنوال فإن اعتقاد البعض او مراهنته على الشعارات الشعبوية من امتيازات مالية واقتراحات تتعلق بالقروض وخلافه من الافكار المستحيلة التحقيق والتطبيق لا يمكن تسويقها في الانتخابات الحالية بعد ان اثبتت التجربة استحالة وضعها موضع التنفيذ، لذلك فإن الخطاب الانتخابي الذي سيرتكز على هذه القضايا لكسب ود الناخبين، او الاحاديث عن اقتراحات عادلة، ستلقى ردود فعل شعبية فاترة من جموع الناخبين إن لم تكن نتائج عكسية، وقد ترتد على من يتبناها بخسائر انتخابية كبيرة، لان الناس يعتقدون ان من يقوم بذلك يمارس الدجل السياسي عليهم، ويبيعهم الوهم معلبا في الاقوال المرسلة والشعارات.