آمال يالله بسرّاية

نشر في 12-04-2009
آخر تحديث 12-04-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي مستانسة يا سلطة الحين؟ بعدما كانت فترة الانتخابات عيدا نلبس له الجديد، وبعدما كانت العَبرة تخنقنا إذا ما تصادفت ندوتان لاثنين من المرشحين المفوهين في ليلة واحدة، وبعدما كان يوم استجواب الوزير، أي وزير، يوما مشهودا، يُشار إليه بالرأس والرقبة، ويتصادم فيه الناس على بوابة البرلمان، وتترك كل ذات شغل شغلها، وتضع الديرة يدا على عينيها والأخرى على قلبها، كمن تنتظر نتائج الثانوية العامة، وبعدما كنا وكان وكانت، وصلنا إلى مرحلة نقول فيها للنائب الذي يعتزم استجواب وزير: «عيب عليك، شكبرك شعرضك حاط رأسك برأس وزير، ما عندك خوات تخاف عليهم»، بل إنّ استجواب رئيس الحكومة بشحمه وعظامه لم يعد خبرا يهم المستلقي على ظهره ليعتدل في جلسته.

إحباط ألماني مكفول من المصنع وبقطع غيار متوافرة في الأسواق يخيّم على الناس، إحباط دكر، احباط بشنب شامي يصل إلى الأذنين استطاعت السلطة ادخاله بيوتنا. وهو، بالمناسبة، الشيء الوحيد الذي استطاعت السلطة عمله على مدى عقود.

السلطة سعيدة بسيطرة هذا الألماني الخبيث، وتدرك أن الأمر لم يعد يتطلب أكثر من حلّين دستوريين آخرين للمجلس وسيكفر الناس بالديمقراطية ويملّون الانتخابات، وسيرجمون المرشحين بالحجارة رجما جما، وسينسى بعض المرشحين موعد الانتخابات، وسينجح حينئذ من يحصل على سبعة أصوات، هي أصوات أختيه الشقيقتين ونسيبه وجاره وثلاثة آخرين اشتراهم.

السلطة سعيدة بذلك وتعتبره انجازا صحح غلطة عبدالله السالم، وأعاد الأمور إلى غاباتها. السلطة تعلم أن النجاح والبطولة والصعوبة تكمن في التنمية والتطوير، لكن ذلك بعيد عن شواربها.

والآن ماذا نقول وقد جفت حلوقنا وبحّت أقلامنا؟ ماذا نقول بعدما أوصلنا أعداء الديمقراطية إلى هذه الحالة ونجحوا في إبكائنا؟ ليس لنا إلا الدعاء ونحن في موسم «السرّايات»، وهي لمن لا يتحدث الكويتية، نوع من العواصف الشرسة، سريعة الحركة، لا تنشط إلا في الجو الصحو كجو هذه الأيام. سنرفع أيدينا بالدعاء: «يالله بسرّاية سياسية شعبية تأتينا من هناك عاقدة حاجبيها، تعض طرف فستانها بأسنانها وتجري نحونا بأقصى سرعتها وهي تشتم وتلعن، تجري جري يتيمة رأت قاتل أبيها أمام عينيها، فتنسف خيامنا وتكسر الأعمدة، وتفضحنا، وتتطاير بسببها دواشقنا وتوانكي المياه وقدور مطابخنا... يالله بسرّاية شعبية مثل السراية التي أفشلت تنقيح الدستور، أو سراية دواوين الاثنين، أو سراية نبيها خمس. يالله بسراية أقوى من السرايات الثلاث تلك وأشرس»... أمّنوا خلفي فلا أمل لنا إلا بسرّاية تنبّهنا وترش الماء على وجوهنا وتنتقم للكويت منا. أمّنوا خلفي فقد جربنا السرايات الشعبية وجربتها معنا السلطة وأعداء الديمقراطية وعرفوا أن «الله حق». أمّنوا خلفي فالشعوب تربح الرهان دائما.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top