الثلاثي الشعبي

نشر في 16-10-2008
آخر تحديث 16-10-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي هل تذكرون يا سادة الفرقة اليمنية «الشعبية» التي كانت تطلق على نفسها اسم فرقة «الثلاثي الكوكباني»؟!

لمن لا يتذكر سأحاول تذكيره لأقول له إنها كانت عبارة عن فرقة «شعبية» تغني الأغاني الشعبية وترتدي الزي الشعبي اليمني التقليدي، وكانت تسمى بالثلاثي لأنها تتألف من ثلاثة أشخاص أولهم يعزف، والثاني يطبل، والثالث يغني. ولا أخفي سراً إن قلت إنه في بداية بروز وظهور هذه الفرقة تعاطف الناس معها على اعتبار أنها تقدم لوناً جديداً، واستطاعت بسرعة فائقة جذب انتباه المستمعين لما تميزت به من حسن أداء وطريقة مبتكرة ومختلفة عما يقدم من ألوان شعبية تطرب الآذان وتأسر القلوب والألباب. وفي الحقيقة ورغم اختفاء هذه الفرقة منذ سنوات عديدة عن الساحة الغنائية، فإنها لاتزال في مخيلتي لأنني كنت ولازلت أعشق اللون اليمني الحضرموتي الرائع.

لا أعلم لماذا يطوي هذه الفرقة النسيان وتغيب عن ذاكرتي فترات طويلة، غير أنها تعود إلى الذاكرة من جديد وبقوة شديدة كلما تذكرت إحدى كتلنا البرلمانية السياسية؟!

الفن الشعبي، أو سمِّه إن شئت الطرب «الشعبي»، هو في ظني فن متواضع وتقليدي لا يُطرب. والمطرب «الشعبي» ليس كمطربي الصف الأول ونجوم الشباك؛ فشعبان عبدالرحيم وأحمد عدوية وخالد الملا هم من المطربين «الشعبيين»، لكنهم مطربون درجة خامسة وأغانيهم يتداولها ويتناقلها وينطرب لها المستمع الأقل ثقافة ووعياً وإدراكاً.

والحقيقة بحسب ما أعتقد، فإن «الشعبي» مستواه متواضع لأنه أحياناً يخاطب المشاعر والأحاسيس ويدغدغها ويسبح معها عبر عالم الأحلام والخيال... ومن المفروض أن الفن يخاطب العقول والقلوب والنفوس، لذلك لا يقبل عليه المستمع بنهم وعشق لأنه خال من الإبداع والتميز.

فنان العرب المبدع محمد عبده أحياناً ولفترات متباعدة يكون مضطراً أحياناً لتسويق بعض أغانيه المتواضعة بشريط كاسيت يطلق عليه اسم «شعبيات» ولا يلقى الصدى والشهرة التي تلاقيها أشرطته وحفلاته الغنائية الأخرى.

وهنا لا أستطيع أن أنكر أن للفن «الشعبي» محبيه ومريديه ومستمعيه، لكن هذا اللون الغنائي غير منتشر في الأماكن الراقية والمجالس الأرستقراطية لكنك تجده في الحواري والمقاهي البسيطة وعند أصحاب التاكسي.

لذلك لا يمكن لهذا «الشعبي» أن يستمر ويرسخ في أذهان النخبة وأصحاب الفكر ولو عمل مهما عمل، لأنه يعتمد دائماً على الصراخ والعويل ويصدر أصواتاً نشازا لا تطرب الشارع، والحقيقة لا أعلم لماذا تذكرت فرقة «الثلاثي الكوكباني» الشعبية وأنا أتابع هذه «الخبصة»؟!

back to top