البراك يحذر من خطورة الوضع في الكويتية... ويدعو رئيسها إلى الاستقالته
حذر النائب مسلم البراك من خطورة الوضع في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، في ظل الحوادث المتكررة التي تكاد ان تصل إلى مرحلة الكارثة لولا عناية الله ولطفه.وكشف البراك ما تعرضت له الطائرة الكويتية التي أقلعت قبل أيام من مطار كولومبو السيريلانكي، حيث كادت تسقط في المحيط بعد تعطل جهازين من أجهزة «الجنريتر» الثلاثة بسبب سوء الصيانة، لكن ارادة الله عز وجل هي التي انقذت الركاب.
ودعا البراك رئيس مجلس ادارة المؤسسة حمد الفلاح إلى تقديم استقالته بعد هذه الاخفاقات المتكررة، مشددا على ضرورة ان يتحمل وزير المواصلات مسؤولياته ليضع حداً لهذا الوضع المأساوي الذي تعيشه المؤسسة.وأكد ان «الادارة الهندسية في المؤسسة تتحمل ايضا مسؤولية وصول أعمال الصيانة إلى هذا المستوى المتدهور، والذي لا يضع في حساباته سلامة الطائرات والركاب».واعتبر أن مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية ورئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب حمد الفلاح، لايزالون يجيدون عملية التلاعب بالالفاظ لتغطية آثار اي حادث تتعرض له إحدى طائرات الخطوط، فأصبح ذلك سمة بارزة في مسيرة المؤسسة أخيراً.واضاف «كأن الاخ الفلاح حريص على ألّا يُنسب اي خطأ او خطيئة للادارة الهندسية المسؤولية بشكل مباشر عن القضايا الهندسية والصيانة للطائرات».وقال ان «حمد الفلاح قبل ان يتولى منصب رئيس المؤسسة كان مديرا للادارة الهندسية ويريد بشكل أو بآخر ان يغطي على هذا الكم من التراكمات والاخطاء الموجودة في الادارة، مع تأكيدي أن هناك مجموعة من الشباب الكويتي حريصة على اداء العمل بكل امانة ومسؤولية».وذكر البراك ان الفلاح قال عن الرحلة 541 التي كانت متجهة إلى القاهرة في 19 نوفمبر الماضي، انها تعرضت لانخفاض في مستوى زيت الهيدروليك، واراد كعادته ان يسطّح طبيعة الخطأ.واوضح ان اي طائرة في العالم لا يمكن ان تقلع إلّا بعد ان يوقع المهندس المسؤول للسماح لها بالاقلاع، فهل يريد الاخ مدير المؤسسة ان يقول إن زيت الهيدروليك وضرورة وجود الكمية المطلوبة منه ليسا من اختصاص الادارة الهندسية، ام ان سلامة الطائرات والركاب اصبحت ليست بذات الاهمية التي يجب ان تكون في ذهن رئيس المؤسسة.واشار الى ان «المؤسسة وصلت الى اسوأ اوضاعها، ولن نستغرب في يوم من الايام في ظل وجود هذه السياسة الخاطئة لرئيس المؤسسة وهذا الوضع المزري للادارة الهندسية، ان تتعرض اي طائرة من الخطوط الجوية الكويتية الى كارثة طيران، لكن رعاية الله تحمينا حتى هذه اللحظة». واضاف «الكل يعلم أنه عندما اراد وزير المواصلات السابق اتخاذ قرار لإحالة حمد الفلاح الى التقاعد، ما هي عملية الاستذباح التي مارسها من اجل ان يبقى في منصبه، حتى وصلت الحال الى تدخل جهات عليا لاعطائه الفرصة، لكن يبدو ان السيد حمد الفلاح لم يستفِد منها، اذ انه لن يترك المؤسسة الا بعد ان تتعرض احدى الطائرات الى كارثة لا سمح الله».واكد ان «مسلسل الاخفاق يتوالى، لكن لا حياة لمن تنادي، حيث اصبح التمسك بالمنصب اهم بكثير من سلامة الطائرات والركاب».وذكر ان رئيس المؤسسة تحدث في الصحف الصادرة الجمعة 5 ديسمبر، بعد ان بدأت تنشر واقعة ما تعرضت له الطائرة الكويتية التي كانت متجهة الى القاهرة في 19 نوفمبر الماضي، اي ان حديثه وتوضيحه كانا بعد 16 يوما من الواقعة، وهذا يدل على عدم الاهتمام واللامبالاة».واضاف «سأطرح هنا ما حصل للرحلة الرقم 362 المتجهة من كولومبو في سيريلانكا الى الكويت، حيث اقلعت في الخامسة فجرا بتوقيت الكويت يوم السبت الموافق 6 ديسمبر 2006، وهي من نوع إيرباص 300، علما بأن الطائرة لولا رحمة الله لأسميناها فعلياً الطائرة المنكوبة».وتابع «مع ان الطائرة دخلت في الكويت في السيرفس الشامل من الالف الى الياء، وخرجت منه قبل اسبوع، لكن بعد ان اقلعت بعشرين دقيقة وقبل ان تدخل المحيط تعرض مغذي البنزين للعطل، وحاول طاقم الطائرة ان يعمل المستحيل امام هذا العطل المفاجئ الذي اربك الجميع، لكنهم استطاعوا بجهد لا يعلمه الا الله ان يعودوا بالطائرة مرة أخرى الى مطار كولومبو وعلى متنها 220 راكبا، وقد استغرب المهندس في مطار كولومبو طريقة صيانة الطائرة التي اجريت في الكويت والطبيعة الفنية للمشرفين الذين اشرفوا عليها وعمل بعض الاصلاحات، وبعدها اقلعت الطائرة مرة اخرى».وتابع «بعد ان دخلت الطائرة المحيط بعشر دقائق حدثت المفاجأة الكويتية، اذ تعطل الجنريتر الأول الخاص بكهرباء الطائرة، علما ان الطائرة بها 4 جنريترات، وبعد محاولات حثيثة لاصلاح الجنريتر الذي تعرض للعطل، تعطل الجنريتر الثاني واصبحت الطائرة تعتمد فقط على الثالث، بعدها استشعر طاقم الطائرة خطورة الموقف بعد ان وصلت الامور الى مرحلة لا تنفع معها الا رحمة الله، حيث ان الجنريتر الثالث المعرض للعطل لو تعطل فإن الطائرة لا تستطيع ان تطير إلا 36 دقيقة وتسقط بعدها في المكان الذي هي فيه وهو المحيط».وتابع «بعد ذلك استطاع طاقم الطائرة ان يستجمع قواه ويرجع الى مطار كولومبو، ومرّة اخرى ارادة الله هي المنقذة في هذه الكارثة، فلو تصورنا ان العطل حدث بعد ان طاروا فوق المحيط لمدة ساعة وتعطل الجنريتر الثالث فلن يتبقى لهم الا 36 دقيقة طيران، وهذا لن يسعفهم لاجتياز المحيط».واشار الى ان «الطائرة الآن موجودة في مطار كولومبو وجميع الاطراف من اقارب وطاقم فني في وضع نفسي لا يُلامون عليه، وبالتالي أمام هذه الاخفاقات التي يتحمل مسؤوليتها السيد الفلاح والادارة الهندسية والفنيون، الا يكون ذلك سببا لأن تتحرك الحكومة لوقف هذا التدهور؟ الا اذا كان البعض يريد فعلا ان تحدث الكارثة حتى لا تساوي الكويتية وطائراتها ورخصتها فلساً واحداً».وتساءل «ألا يستدعي هذا الامر امام هذه الاخفاقات والمآسي وحالة الرعب التي يعيشها ركاب الكويتية في كل الاتجاهات، ان يتحمل رئيس المؤسسة مسؤولياته ويترك المجال لمن هو افضل منه في العمل والادارة؟ ألا يستدعي مثل هذا الامر وحالة الترويع، فتح تحقيق فاعل بعد اقالة رئيس المؤسسة والاطراف المسؤولة عما حصل في كارثة الكويتية القادمة من كولومبو؟ ام ان ترتيباتكم للخصخصة أعمت العيون وجعلت الاموال والممتلكات لا أهمية لها!».