شرم الشيخ تكرس المبادرة المصرية مرجعيةً للحل القمة الدولية تطالب بالانسحاب من غزة مقابل الصواريخ والتهريب حماس تتجاوب مع وقف النار في انتظار الانسحاب وفتح المعابر
أكدت القمة الدولية بشأن قطاع غزة، التي عُقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية أمس، ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وهو مطلب حظي بتأييد واضح من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، بعد أن عرضه الرئيس المصري حسني مبارك على القادة المشاركين، باعتباره النقطة التي تلي وقف إطلاق النار، في المبادرة التي طرحتها بلاده.
واقتصرت القمة على جلسة مغلقة وحيدة لم تستغرق أكثر من ساعة، إلا أنها حققت الهدف المصري من الدعوة إليها غداة سريان وقف إطلاق النار في غزة، إذ ثبتت «المبادرةَ المصرية» مرجعيةً للقرار الذي اتخذته إسرائيل من جانب واحد، وللخطوات اللاحقة المقرر بحثها، خصوصاً الانسحاب الإسرائيلي والتوصل إلى تفاهم بشأن المعابر. وشارك في القمة، إلى جانب مبارك وساركوزي، الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والعاهل الأردني عبدالله الثاني، ورؤساء وزراء بريطانيا غوردن براون، وإسبانيا خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو، وإيطاليا سيلفيو برلسكوني، وتشيكيا ميراك توبولانيك، إضافة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وصرح الناطق بلسان الخارجية المصرية حسام زكي بأن هدف هذه القمة هو «منع العودة إلى المواجهات وتوفير السبل لإعادة بناء غزة»، معتبراً أن استجابة إسرائيل للنقطة الأولى في المبادرة المصرية تتطلب مناقشة بقية النقاط. وجلس القادة المشاركون إلى جوار بعضهم أمام وسائل الإعلام، إذ أدلى كلٌ منهم بكلمة قصيرة، وكان لافتاً أن ساركوزي وبراون ركزا في كلمتيهما على أهمية الانسحاب الإسرائيلي من غزة. وقال ساركوزي إن «إسرائيل يجب أن تغادر غزة إذا أوقفت حماس إطلاق الصواريخ، ونقول لإسرائيل: إننا نقف إلى جانبها في تأكيد حقها في الأمن». كما أكد القادة الأوروبيون ضرورة وقف تهريب السلاح إلى غزة والبدء في الاتفاق على ترتيبات لضمان ذلك. وكرر الرئيس مبارك في كلمته رفضه القاطع وجود أي مراقبين دوليين على الأراضي المصرية، مطالباً الأمم المتحدة بحشد الموارد لإعادة إعمار غزة. وطالب كل من مبارك وعباس والملك عبدالله الثاني، بإعادة الحياة إلى عملية السلام في المنطقة. وأبلغ مصدر مصري مطّلع «الجريدة»، أن المفاوضات التي قادتها القاهرة بشكل متوازٍ مع الجانب الإسرائيلي وحركة «حماس»، كانت قد اتجهت إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة خلال أسبوع من وقف العمليات العسكرية، مؤكداً أن «الرئيس مبارك شرح بالتفصيل هذه النقطة للمشاركين في قمة شرم الشيخ». في غضون ذلك، انتهت حرب غزة مبدئياً أمس، بعدما وافقت اسرائيل وحركة «حماس» على وقف اطلاق النار، دون التوصل الى صيغة سياسية، تمنع تجدُّد العدوان، أو تحد من احتمال انهيار اي تهدئة، قد يُتوصل اليها بين الطرفين. وبعد انقشاع دخان المعارك، بدت الخسائر جسيمة ومهولة في الجانب الفلسطيني، إذ عُثر امس، على نحو 100 جثة تحت الانقاض، مما رفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان، قبل 22 يوما، إلى 1300 شهيد، وأكثر من 5500 جريح، الى جانب الخسائر المادية، التي زادت فقر الغزيين الذين يعانون أصلا شحا في الوظائف والاعمال والاشغال. وبعدما وافقت «حماس» أمس، على وقف الإطلاق النار تجاوباً مع موقف اسرائيل المماثل، مشترطة الانسحاب من غزة وفتح المعابر وفك الحصار في غضون أسبوع، شهد الموقف مزيداً من «الحلحلة» إذ بدأت القوات الاسرائيلية «انسحاباً تدريجياً» من المناطق التي دخلتها خلال الحرب. وكان شهود أفادوا في وقت سابق بأن الجيش الاسرائيلي انسحب من مواقع اساسية في مدينة غزة ومحيطها وفي شمال القطاع، وأعاد انتشاره على مقربة من الحدود.