النقي: الحكومة والتيارات الدينية خطفتا مؤسسات المجتمع المدني

نشر في 25-04-2009 | 00:00
آخر تحديث 25-04-2009 | 00:00
قال مرشح الدائرة الثانية الدكتور انور النقي، ان التنمية في الكويت تراجعت منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي حتى الآن، بسبب تآكل الدور القيادي لمؤسسات المجتمع المدني، مشيرا الى ان قطاع المجتمع المدني كان القوة الرئيسية في عملية التنمية داخل البلاد منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وشهد توسعا كبيرا من حيث نطاق عمله وحجمه وقدراته خلال تلك الفترة.

واضاف د. انور النقي «ان المجتمع المدني يساهم في خدمة تنمية الديمقراطية وتعزيزها، وهوعنصر مكمّل للتنمية البشرية، فلا يمكن لمجتمع غير مدني ان يساهم في بناء الديمقراطية وتطويرها وتنميتها، كما لا يمكن للافراد الديمقراطيين ان يبنوا مجتمعا ديمقراطيا من دون وجود المجتمع المدني ومؤسساته. مطالبا بالاهتمام بكل قطاعات الدولة التي تتمثل في المجتمع العام الرسمي، والمجتمع التجاري الخاص، والمجتمع المدني الذكي بشكل متوازٍ ومتكامل ومستاوٍ». وقال «ان بعض مؤسسات المجتمع المدني تراجع عن اداء دوره التنموي النشيط خلال الفترة الماضية»، معللا ذلك بما اسماه «خطف بعض هذه المؤسسات من قبل الحكومة او التيارات السياسية والدينية، وبالتالي تحول الى واجهات لقوى اخرى، وكذلك تعاظم دور الدولة بسبب الوفرة المالية، لدرجة انها تقوم بكل شيء، ما ادى الى تآكل الهامش الذي كان من الممكن ان يستوعب مؤسسات المجتمع المدني، وايضا اعتماد بعض هذه المؤسسات على الشخصانية والفردية، لدرجة ان كل مؤسسة مرتبطة بشخص واحد، واخيرا فقدان القدرة المالية لادارة بعض هذه المؤسسات ذاتيا وظهور بعض المؤسسات غير رسمية وغير شرعية تأخذ لنفسها الاكثر وتسيء إلى العمل المجتمعي، مبينا ان امر اعادة مؤسسات المجتمع المدني الى دورها التنموي يحتاج إلى تخليصها من العوامل السابق ذكرها»

وأضاف النقي ان مؤسسات المجتمع المدني قادت في السابق قضية التنمية، مستذكرا مبادرة التجار مع علماء الدين لانشاء مدرسة «المباركية» التي كانت نقلة حضارية غير مسبوقة باستحداث صرح علمي ضخم في الكويت، وكذلك بناء اول مستوصف، مؤكدا ان مؤسسات المجتمع المدني كانت تدير عمليات التنمية في البلاد بالسابق.

وعاب النقي احتكار الحكومة ومجلس الامة وحدهما التفكير والتنفيذ نيابة عن الشعب، مطالبا بتفعيل دور المؤسسات المجتمعية في عمليات التفكير والتنفيذ، على اعتبار ان التعددية تخلق افكارا سباقة ومتطورة لن تأتي عبر المنظومة الواحدة، قائلا «اننا نعيش حاليا احلك واقسى مراحل التاريخ السياسي، في ظل التخبط الدائر حاليا والمناداة بقضايا شعبية من دون ان يكون لمؤسسات المجتمع المدني دور ايجابي».

back to top