علاج الحليب في الخارج!

نشر في 24-12-2008
آخر تحديث 24-12-2008 | 00:00
 مظفّر عبدالله إرسال الحليب الصيني الملوث إلى الخارج يفتح باباً جديداً على وزارة الصحة يضاف إلى باب إرسال البشر إلى الخارج، والسبب عدم امتلاك الوزارة مختبرات متطورة! والرابح هو الحليب والزعفران الإيرانى... وسمك «الميد» النافق في المد الأحمر.

أول العمود: إذا استطاعت الحكومة استرداد مبلغ الـ3 مليارات دولار من الأمم المتحدة كتعويض عن الأضرار البيئية بسبب الغزو العراقي، فنتمنى عليها الاهتمام بالبيئة.

***

كل مشكلة أو أزمة تحدث في الكويت تكشف وراءها طرائف، وإجراء وزارة الصحة في معالجة منتج الحليب الصيني المدعو «نسفيتا» لا يخلو من التندر، والسبب عدم امتلاك الوزارة مختبرات لفحص «حليب الصين العظيم»، فقد اضطرت إلى إرساله إلى الخارج كما يحدث للمرضى الكويتيين أيام الانتخابات البرلمانية بغرض عرضه على مختبرات خارجية لاشتباه وجود مادة مسرطنة اسمها «ميلامين» وهو اسم ظريف لا يدل على مادة سامة!

ولكون وزارة الصحة تعتمد إرسال مرافقين للمريض الذي يحظى بواسطة عضو مجلس أمة، ولاختصار الوقت، كان مفيداً أن ترسل الوزارة عينات من الزعفران الإيراني الذي اكتشفت بعض الجمعيات أنه مجرد «ليف مصبوغ بأحمر» مع الحليب الصيني ليكون الزعفران مرافقاً لـ«نفيستا» الذي قتل أربعة أطفال في الصين وسمّم مئات آخرين لطف الله بهم.

قصة افتقاد الكويت للمختبرات تتكرر في حوادث مختلفة، ويتذكر بعضنا قصة إرسال عينة من سمك «الميد» إلى دولة أوروبية لاكتشاف سبب وفاتها بعد تكرار ظاهرة المد الأحمر، وكانت المعلومات المتداوله آنذاك أن صدام حسين هو المسؤول عن موت الأسماك لأن حكومته تُلقي بملوثات تأتي مع مياه الفرات انتقاما من سكان الجنوب، واكتشفنا لاحقاً أن مياه المجارير من الدوحة وحتى الفحيحيل لم تتوقف دهرا، وأن الدوائر النفطية لاتهتم بأثر سكب المياه الحارة والملوثة المستخدمة في عملية توليد الطاقة في البحر مباشرة، حتى شاهدنا سمك «الميد» يسافر أسوة بالحليب والزعفران للعلاج في الخارج!

ننصح وزارة الصحة بأن تنصح وزارة التجارة بعدم السماح باستيراد مواد غذائية مشبوهة مادامت لا تملك مختبرات متطورة تقيها فلسفة العلاج في الخارج، وإذا لم تتمكن الصحة من نصح التجارة فيمكنها طلب اعتماد مالي إضافي من مجلس الوزراء لجلب المختبرات المطلوبة، وإذا لم يتم هذا ولا ذاك، فبإمكان الوزارة أن تؤجل ابتعاث بعض المتمارضين لمدة سنة واحدة فقط لتوفير الملايين من مصاريفهم لشراء تلك الأجهزة، وبعدها ليشرب الجميع حليبه على هواه وهو مطمئن!

back to top