ماجد الفطيم... التزلج على جليد المليارات إمبراطور تجارة التجزئة في الخليج وصاحب نظرية: سيطر... راقِب... تحكَّمْ... توسَّعْ أهم استثماراته: وكالتا تويوتا ودودج وشراكة مع كارفور والعديد من المشاريع العقارية
استطاع ماجد الفطيم إدخال مفاهيم مراكز التسوق والهايبرماركت الإقليمية إلى أسواق المنطقة، وقد أسهمت رؤياه الرائدة في تغيير مفاهيم التسوق والترفيه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.احتل ماجد الفطيم مؤسس مجموعة ماجد الفطيم ورئيس مجلس إدارتها المرتبة 205 عالمياً في قائمة مجلة فوربس الأميركية لأغنى أغنياء العالم لعام 2009 بثروة بلغت ثلاثة مليارات دولار؛ ليحتل المرتبة الثالثة على مستوى دولة الإمارات والمرتبة الـ12 عربيا.
واشتهر الفطيم، الذي تتركّز استثماراته بشكل رئيس في مجال العقارات وتجارة التجزئة، بإدخاله التزلج على الجليد إلى صحراء دبي، كما يعمل حالياً على توسيع نطاق استثماراته في كل من البحرين وعمان والسعودية وسورية ولبنان واليمن، ويعود له الفضل في تأسيس سلسلة المتاجر الأسرع نموا في منطقة الخليج من خلال مشروعه المشترك مع سلسلة المتاجر الفرنسية «كارفور» (Carrefour).وتحتوي مجموعة ماجد الفطيم، التي تتخذ من دبي مقراً لها، في تصورها على هدف واحد هو وضع نظام إشرافي متكامل للشركات العاملة التي تضمها، ويساعد في الوقت نفسه على تطوير تلك الشركات.مراكز التسوق والفنادق والمجمعاتوتشمل الشركات الفرعية الرئيسية العاملة كلاً من ماجد الفطيم أملاك والتي تركز بشكل أساسي على تطوير مشاريع مراكز التسوق والفنادق والمجمعات متعددة الاستخدامات في كل أنحاء المنطقة، وماجد الفطيم ترست والتي تأسست عام 2002 بالإدارة الاحترافية لصناديق الملكية الخاصة، وتهدف فلسفة الاستثمار فيها إلى تحقيق عائدات مرتفعة عبر كل أطياف العمليات الاستثمارية في الأسواق المحلية والعالمية. وثمة مجموعة أخرى باسم ماجد الفطيم ريتيل، التي تتميز بكونها أنشط مطور لمراكز التسوق في المنطقة، ودخول نموذج الهايبرماركت إلى منطقة الشرق الأوسط لأول مرة في عام 1995، وماجد الفطيم فنتشرز والتي تقوم بتطوير عدد من المشاريع المشتركة وتحالفات الأعمال الدولية مع شركاء عالميي المستوى يضمنون تكامل المؤسسات القائمة تحت مظلة مجموعة ماجد الفطيم، ويوفرون مزيجاً لا يُضاهى من المعايير الدولية والخبرات المحلية مثل جريتر يونيون الأسترالية- واحدة من أكبر الشركات العالمية الرائدة المتخصصة في إدارة السينما، ودالكيا انترناشونال الشركة العالمية الرائدة المتخصصة في مجال إدارة الطاقة في مواقع العمل وإدارة المنشآت والمرافق وآوريكس كوربوريشن- أكبر شركة تأجير في اليابان والشركة الرائدة في مجال الخدمات المالية المتنوعة. من مصرفي إلى رجل أعمال كبيريقال إن ماجد الفطيم بدأ حياته العملية موظفاً في بنك عمان، الذي أصبح فيما بعد بنك المشرق، ولم يكن يرغب في العمل مع أبيه محمد وعمه حمد في تجارتهما التي كانت معروفة في الماضي، وتتركز على الأخشاب والأقمشة واللؤلؤ، غير أنه استطاع أن يقنعهما في بداية الخمسينيات من القرن الماضي باستيراد خمسين سيارة من نوع تويوتا، تم بيعها بأسرع مما توقعوا وحققت لهم أرباحاً جيدة، مما دفع حمد ومحمد الفطيم إلى دعم ماجد وإنشاء شركة جديدة بينه وبين ابن عمه عبدالله سميت حينها باسم الوالدين (شركة حمد ومحمد الفطيم)، وسافر ماجد إلى طوكيو في عام 1955 ليعود ومعه توكيل سيارات تويوتا، الذي بدأ به عمله الخاص، وحقق فيه نجاحاً كبيراً لفت إليه الأنظار.وسرعان ما عرف عن ذلك الشاب جده وذكاؤه وقدرته على تحمل المسؤولية، حتى انه كان ضمن أعضاء أول وفد اختاره المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم لتمثيل دبي في المجلس الوطني الاتحادي، هذا الوفد الذي كان برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم الذي كان ولياً للعهد في ذلك الوقت، وكان أحمد بن سلطان بن سليم يشغل فيه منصب نائب الرئيس، بينما كان من أعضائه إلى جانب ماجد الفطيم جمعة الماجد. لا تغريه السياسةغير أن عالم السياسة لا يغري ماجد الفطيم، بل ولا يحب حتى التعامل مع الإجراءات الرسمية وموظفي الدولة، ولذلك أوكل هذه المهمة لابن عمه عبدالله، وقد حقق فيها نجاحاً هائلاً خاصة أن حمد الفطيم والد عبدالله كان على علاقة طيبة جداً مع كل من المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد، مما ساعد على رواج أعمال الشركة في بداياتها وخاصة سيارات تويوتا.واعتمد ماجد الفطيم في بدايات عمله على عدد قليل من الموظفين، ولم يكن يضيف إلى موظفيه إلا عند الحاجة الماسة، وكان أول موظفيه رجل يثق بأمانته يدعى نظام شاه، ثم أضيف اليه محاسب سوري شاب اسمه بدر أبو شعر، أصبح فيما بعد مدير الحسابات ثم مديراً مالياً.ومع بداية سبعينيات القرن الماضي قام ماجد الفطيم بعمل أول تنظيم للشركة التي توسعت، ولم يعد بوسعه السيطرة عليها بنفس الطريقة، فأحضر من مصر مصطفى عفيفي الذي كان يعمل في مصر للطيران لمنصب المدير التجاري، وعبدالمنعم عبدالعظيم لمنصب المدير الإداري والقانوني، ثم أكمل هذان المديران بالتعاون مع بدر أبو شعر تنظيماً جديداً للشركة نتج عنه احضار أول عدد كبير من الموظفين من الخارج لجميع فروع الشركة، التي كانت قد توسعت وقتها بإضافة توكيل هوندا الذي بدأ بالدراجات النارية والمولدات ليتسع في عام 1972 إلى السيارات، فكانت السيارة سيفيك أول إنتاجه، إضافة إلى ذلك كانت هناك وكالات أخرى أقل اهمية مثل محركات يانمار البحرية، وجرارات روب روي، وشاحنات هينو، إضافة إلى قسم ضخم لقطع الغيار لخدمة كل هذه المنتجات كان يحتوي في تلك السنين على خمسة وستين ألف صنف من قطع الغيار.توكيلات السياراتفي عام 1976 حصل ماجد على توكيل سيارات جديد هو دودج الأميركي، وكانت دودج قد اتحدت مع كرايزلر، وبدأ إنتاجهما يتوحد، وبما أن وكالة كرايزلر كانت لدى الغرير، ولم تكن تدار بالشكل المطلوب لتأخذ نصيبها من السوق، دخل ماجد في مفاوضات مع الغرير واشترى توكيل كرايزلر بما لدى الغرير من شاحنات وقطع غيار، وجمع التوكيلين في شركة جديدة أطلق عليها المشروعات التجارية، ثم ضم إليها في ما بعد توكيل هوندا، وبعد ذلك بعدة سنوات حصل على توكيل فولفو وأنشأ له شركة منفصلة. ومع توسع الأعمال، أجرى ماجد الفطيم في نهاية عقد السبعينيات تطوراً جديداً في إدارته، وجلب عدداً من مديري الشركات الإنكليز، الذين كانوا أكثر خبرة وديناميكية في إدارة الأعمال الكبيرة، وتم تقسيم الإدارات إلى مراكز ربحية منفصلة، وعين مديراً لكل توكيل، بينما كان توكيل تويوتا هو الوحيد الذي يحظى بمدير لمتابعته، بينما تتبع البقية للمدير التجاري مباشرة، وساعد ذلك على تنشيط الأعمال وإذكاء روح التنافس بين المديرين.الإلكترونيات والأدوات المنزليةولم يكتف ماجد بالسيارات والمعدات، بل اتجه الى الإلكترونيات والأدوات المنزلية، وسرعان ما استحوذ على أهم الوكالات في ذلك المجال: ناشيونال وتوشيبا، وتايمكس في الساعات وغيرها، وسرعان ما اكتشف ماجد أن الأعمال المختلفة يمكن أن تخدم بعضها البعض، وأن النجاح في قطاع سوف يشجع النجاح في قطاع آخر، وكان التوسع متاحاً والفرص موجودة، لكن المهم كان كيفية استغلالها، وكيفية السيطرة على كل الفروع من دون فقدان التحكم الذي يريده، ذلك التحكم الذي لا يجيده سوى ماجد الفطيم نفسه، ولذا أنشأ دائرة للرقابة الداخلية لها نفس سلطات الرقابة التي يتمتع بها هو، وهي ليست رقابة مالية فقط، بل مالية إدارية، وكانت هذه الدائرة تتبع له شخصياً من دون تدخل من أحد، ونظر الجميع إلى موظفيها على أنهم جميعاً ماجد الفطيم، هكذا اكتمل لماجد وبشكل طبيعي وتدريجي أسلوب عمل وسياسة، سيطر، راقب، تحكم، توسع، سيطر، راقب، تحكم، توسع، وهكذا.وحتى يستطيع ماجد الفطيم أن يوسع أعماله ويشعبها، وينتهز كل فرصة سانحة لذلك، ومنها على سبيل المثال إنشاؤه شركة للمقاولات عندما فكر في بناء برجه الأول، كان ذلك في مطلع السبعينيات، وكانت مكاتبه الصغيرة في ميدان جمال عبدالناصر قد ضاقت بموظفيها، وفكر في بناء برج قريب من ذلك المكان، لكنه لم يعهد به إلى شركة مقاولات، بل أحضر مهندساً مصرياً مشهوراً يدعى عصام ويحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة، وجلب عصام بدوره من مصر المهندسين المساعدين ورؤساء الورش المختلفة وأقاموا البرج، وأصبحت هذه النواة فيما بعد شركة الفطيم للمقاولات، وعندما انتهى بناء البرج قرر ماجد الاستفادة من المبالغ الطائلة التي يدفعها كبدلات سكن لموظفيه، فأنشأ الفطيم للعقارات، وضم البرج الى أعمالها، وعهد إليها بترتيب إسكان الموظفين.لم تقف أعمال المقاولات عند ذلك الحد، فعندما حصل ماجد بمساعدة ابن عمه على عقد إنشاء الجانب الجديد من جسر المكتوم، لم يعهد ماجد الى شركة مقاولاته غير المتخصصة في هذا المجال ببناء الجسر، ولم يعتمد على شركة أجنبية بل اتفق مع شركة تارماك البريطانية المعروفة، وأنشأ معها شركة الفطيم تارماك، ثم أضاف أعمال السقالات فأنشأ الفطيم سكافولدنج، وعندما أراد أن يدخل الكمبيوتر إلى أعماله أنشأ شركة الفطيم للكمبيوتر.الهوية الشخصية• الحالة العائلية: متزوج• البلد: الإمارات العربية المتحدة • تقديرات الثروة: 3 مليارات دولار• مصدر الثروة: وراثة• النشاط: القطاع العقاري والتجارة بالتجزئة • تصنيف فوربس 2009 - عالمياً: المرتبة 205• تصنيف فوربس 2009 - عربياً: المرتبة 12• من كبار مطوري مشاريع مراكز التسوق الكبيرة في الإمارات ودول الشرق الأوسط عموما (البحرين وعمان والسعودية) وحتى سورية واليمن ولبنان.• أسّس شراكة مع شركة كارفور هايبرماركت الفرنسية، وافتتح فروعا عديدة لها في المنطقة.• ثروته تبلغ 3 مليارات دولار ويحتل المرتبة الثالثة على مستوى الإمارات والـ12 عربياًدخول القطاع المصرفي بطريقة محسوبةربما كان النشاط الوحيد الذي لا يبدو أن للفطيم ذراعاً قوية فيه هو قطاع البنوك، ولكن الحقيقة غير ذلك، فقد دخل ماجد الفطيم في قطاع البنوك بطريقة محسوبة، إذ إنه شارك في عدد من البنوك، وشارك في إدارتها بالطرق التي تخدم أعماله، لا رغبة في دخول هذا المعترك، لسببين: أولهما أنه لم يكن يرغب في الدخول منافساً لعائلة الغرير التي تربطه بها علاقات قوية وحميمة، وثانيهما أن إدارته المالية كانت تعمل بمنزلة بنك خاص له بما تديره من أعمال مالية، بل كان فيها ومنذ وقت مبكر قسم لتداول الأسهم والتجارة، أنشأه وأداره موظف يعمل في إدارته المالية اسمه أحمد محيش، منذ السبعينيات. وعلى الرغم من هذا التوسع الناجح في الإمارات، كانت بدايات التوسع خارج الإمارات متعثرة بعض الشيء، إذ لم يكن ماجد قد طور آلية جيدة للتحكم في الفروع البعيدة، إضافة إلى أن نفوذ المنافسين في مناطقهم كان شديداً بما لا يستطيع مقاومته، كما حصل في عمان حين خسر توكيل تويوتا لصالح مجموعة البهوان، مما أدى إلى توجيه اهتمام أكبر الى توكيل هوندا في كل من عمان وقطر، خاصة أن أداء هذا التوكيل في كلا البلدين كان ضعيفاً جداً.تدخل مباشر في العمللم يكن اعتماد ماجد الفطيم على موظفيه كلياً، بل كثيراً ما كان يفاجئهم بتدخل مباشر، حتى اعتادوا أن يتوقعوا منه كل شيء، وبالتالي يستعدون لكل احتمال، يقول أحد موظفي قطع الغيار، الذي عمل قريباً من ماجد الفطيم في تلك الأيام، إنه كان يدخل إلى غرفة الكاردكس (بطاقات قطع الغيار) ويبدأ بتقليب البطاقات بشكل عشوائي، ويحدث أن يجد ما يحتاج إلى تعليق أو تعديل فيوجه بذلك، لكن الموضوع لا ينتهي هنا، إذ غالباً ما يعود ماجد بعد يوم أو أيام ويتجه الى نفس البطاقة ليرى فيما إذا كانت تعليماته قد نفذت أم لا، ويعلق ذلك الموظف «إن لماجد الفطيم ذاكرة أرشيفية».أنشطته في كل قطاعات الأعماللم يبق نشاط من أنشطة الأعمال في دولة الإمارات إلا ومد فيه ماجد الفطيم ذراعاً، فالتوكيلات التي كانت النشاط التجاري الوحيد السائد لعقود قد انتهت، أو على الأقل انتهى ما هو مهم منها، سواء كان ذلك في السيارات أو الإلكترونيات، وجميع السلع المعمرة، فالتفت ماجد الفطيم الى قطاع بيع التجزئة، وحتى يستطيع أن يحصل على صفقة جيدة اشترى بعض الأسهم في شركة كارفور الفرنسية، ثم حصل على أفضل عقد وقعته «كارفور» مع أي شركة خارج فرنسا، وأسس بناء عليه سلسلة كارفور في الخليج التي يملك هو 75 في المئة من أسهمها، بينما تملك «كارفور» الفرنسية بقية الأسهم، ثم قدحت فكرة بيع التجزئة فكانت فكرة إنشاء مجموعة السيتي سنتر.