عروس ما أكثر خطابها

نشر في 15-05-2008
آخر تحديث 15-05-2008 | 00:00
 ضاري الجطيلي

لقد حظينا بمدة شهرين للسؤال عن الخُطّاب قبل أن تحين ساعة القرار بعد يومين، فإما أن نسلم عروسنا لمَن يحملها على رأسه لتخطي بحر التحديات المتلاطم من حولها بسلام، وإما أن نسلمها لمَن سوف يصعد فوق ظهرها ليعبر هو بسلام ويتركها تغرق ونغرق معها.

تعتبر هذه الانتخابات بوابة لدخول مرحلة جديدة في مسيرة دولة الكويت الحديثة، فمع دخول المرأة المعترك السياسي وحراك الشباب والتطورات الدولية السياسية والاقتصادية، تبدو الكويت وكأنها فتاة صغيرة تحاول أن تحدد هويتها، أو كما يقول العم بدر الجطيلي (بوطلال) عند استقباله للمرشحين ورواد ديوانه العامر في خيطان إن الكويت عروس وخطابها كثيرون، فحارت بمن تختار، وأوكلت مهمة الاختيار لأهلها.

في اختيارنا، لا نريد مشتري الأصوات، لأن طموح التاجر الربح، ومَن يشتري أهل الكويت اليوم يبيعهم غداً مع تحقيق أرباح لنفسه، فهل ترضى أن تبيع أسرة ابنتها لخاطب لأنه عرض المهر الأعلى وكأنها مزايدة؟

ولا نريد مقدم الخدمات، لأن دفع المال أو تقديم الخدمة مقابل الحصول على الصوت وجهان لعملة شراء الذمم الواحدة، ولأن من يخدمك يظلم غيرك.

ولا نريد صاحب الشعارات والخطب الإنشائية، فهي لا توفر سكناً ولا تخلق فرص عمل ولا تطور التعليم ولا تحسن الخدمات الصحية، بل نريد أصحاب الخطط والأفكار.

ولا نريد مَن يضع القبيلة أو الطائفة أو العائلة قبل الكويت، فمَن يخدم إحداها يظلم غيرها، بينما مَن يخدم الكويت يخدم أبناءها جميعهم.

ولا نريد مَن يتستر بالدين، فمَن يتاجر بالدين يبيعه ويشتريه متى ما أراد، وهو كالخاطب الذي يستغل طيبة أهل العروس وتدينهم فيطلق لحيته يوم الخطبة ويزين كلامه بالآيات والأحاديث بهدف نيل إعجابهم، وليس تديناً أو تقرباً إلى الله.

ولا نريد مَن يختزل الدين بفترة الانتخابات، ويحتكره لنفسه ويوزع صكوك الإيمان لمَن أراد، فالدين لله والوطن للجميع.

ولا نريد أصحاب الطرح البذيء، فبسببهم أصبح أهل الكويت يكفرون بالديمقراطية والحرية.

ولا نريد مَن انتقص من دور المرأة في السابق ورفض إعطاءها أبسط حقوقها، وعندما حصلت عليها أصبح يتقرب إليها ويطمع في دعمها.

ولا نريد من يعيش على أمجاد الماضي، فالماضي كانت له ظروفه وشخوصه، بل نريد من يتحلى بروح الأمل والتفاؤل بالمستقبل متسلحاً بالخطط والبرامج والعمل.

لقد حظينا بمدة شهرين للسؤال عن الخُطّاب قبل أن تحين ساعة القرار بعد يومين، فإما أن نسلم عروسنا لمَن يحملها على رأسه لتخطي بحر التحديات المتلاطم من حولها بسلام، وإما نسلمها لمَن سوف يصعد فوق ظهرها ليعبر هو بسلام ويتركها تغرق ونغرق معها.

Dessert

تتزامن انتخابات 17 مايو مع مرور ثلاث سنوات على إقرار حق المرأة السياسي، فلعلنا نحتفل بوصول أول امرأة إلى البرلمان.

back to top