دوائر الانتخابات تدور على وقع الفرعيات

مع دخول الموسم الانتخابي أسبوعه الثاني، بدأت الصورة تتبلور شيئاً فشيئاً، وتتضح معالم الاستعدادات لخوض انتخابات «أمة 2009»، سواء على صعيد الانتخابات الفرعية أو التحالفات وتشكيل القوائم التي يمكنها المنافسة وضمان أكبر عدد من «الكراسي الخضراء» في قاعة عبدالله السالم.

ففي الدائرة الأولى، علمت «الجريدة» أن مشاورات هادئة بدأت بين منسقي القوائم الشيعية الرئيسية (التحالف الاسلامي، العدالة والسلام، والميثاق) لتشكيل قائمة موحدة، في حين تواصل قبيلة العوازم ضغوطها على الراغبين في خوض الانتخابات العامة من أجل الدخول في فرعية تضمن عدم تشتيت الأصوات الذي قد يفقد القبيلة مقاعدها.

وكشفت مصادر مطلعة أن المرشحين حسين الحريتي ومخلد العازمي لا يزالان يرفضان بشكل قاطع الدخول في الفرعية، مشيرة الى أن وفداً من اللجنة التنسيقية اضافة الى عدد من وجهاء القبيلة سيلتقون الحريتي والعازمي الاسبوع الجاري لإقناعهما بالانضمام الى التصفية، يعقبه اجتماع عام تحدد من خلاله آلية التعامل مع الانتخابات العامة.

أمّا الدائرة الثانية فتعد أهدأ الدوائر الانتخابية، إذ لم تبدأ حتى الآن أي مشاورات لعقد تحالفات أو قوائم، باستثناء حركة خفيفة لمفاتيح بعض المرشحين في ديوانيات الدائرة.

وقالت المصادر إن التكتلات الإسلامية لا تزال تجري مشاوراتها لتحديد مرشحيها مع تركيزها على الأسماء الأكثر شعبية لاستقطاب الأصوات، لافتة الى أنها أثارت خلال الاجتماعات التنسيقية مسألة فقدان شعبيتها نتيجة بعض المواقف خلال المجلس الماضي.

وفي الدائرة الثالثة، حيث الحركة النسائية الأبرز بين بقية الدوائر الانتخابية دعما للمرشحتين الاوفر حظا بين المرشحات في جميع الدوائر د. أسيل العوضي ورولا دشتي، فإن هناك اتصالات نسائية عشوائية تحث نساء الدائرة على دعم المرشحات من النساء دون تحديد أي منهن، غير أن البعض تلقى أسماء معينة نالت أكبر عدد من الاصوات في الانتخابات الماضية.

وفي حين يسود صخب الانتخابات عدداً من مناطق الدائرة الرابعة حيث تجري استعدادات الانتخابات الفرعية لقبيلة مطير التي تنهي الأسبوع الجاري انتخاباتها «العنقودية» وتصفية أفخاذ القبيلة لخوض الانتخابات الفرعية العامة للقبيلة، ذكرت المصادر أن التصفية الداخلية للقبيلة ستكون الخميس المقبل بعد أن تم الانتهاء من تشكيل اللجان المصغرة ليبدأ بعدها الإعداد للفرعية العامة المتوقع إجراؤها منتصف ابريل المقبل. أمّا عن قبيلة الرشايدة التي تعد الأكثر تجانساً بين قبائل الدائرة الرابعة، فقد أعلن جميع من حضر اللقاء التشاوري الأول موافقتهم لما تقرره اللجنة التنسيقية للقبيلة والتي اعتمدت مبدأ الفرعية لتحديد أربعة من مرشحيها الذين بلغ عددهم حتى الآن أكثر من 20 مرشحاً.

وأضافت المصادر أن قبيلة الظفير قررت عدم تنظيم فرعية لتكون ثاني قبيلة بعد قبيلة عنزة تلغي الفرعية في الدائرة الرابعة، غير أن المصادر أشارت الى مساع حثيثة لاعتماد نظام التزكية حرصاً على تركيز الأصوات والدخول مع تحالفات وقوائم يمكنها منافسة القائمتين الأبرز (الرشايدة ومطير) في الدائرة.

في مقابل ذلك، تسود أجواء التوجس الدائرة الخامسة التي تعد «عرّابة الفرعيات» نتيجة لكثرة الفرعيات التي تجريها، إذ بلغت 10 فرعيات تمثل غالبية قبائل وعوائل الدائرة. وكشفت المصادر ان النواب السابقين لقبيلتي العوازم والعجمان في الدائرة اتفقوا على اجراء الفرعية في يوم واحد، مشيرة الى أن هناك اجتماعا آخر سيضم ممثلين عن القبيلتين مع النواب الذين خرجوا من الفرعيات في الدائرة الرابعة للتنسيق بشأن إجراء الفرعية، بغية تشتيت السلطات الأمنية.

الى ذلك، حسمت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) أمس أسماء مرشحيها في الدوائر الانتخابية الخمس، وقال مصدر مطلع لـ«الجريدة» إن «حدس» اعتمدت بشكل شبه نهائي مرشحيها في الانتخابات المقبلة، مشيرة الى أنها ستعلن عن الأسماء رسميا في مؤتمر صحافي تعقده عقب الإعلان عن فتح باب الترشيح.

وكشف المصدر عن مفاجآت تضمنتها قائمة أسماء مرشحي «حدس» منها انسحاب النائب السابق ناصر الصانع من خوض الانتخابات المقبلة، وكذلك عدم ترشّح النائب السابق دعيج الشمري، فضلاً عن إدخال أسماء جديدة وعدم ترشّح ممثلين لها في الدوائر ذات الكثافة القبلية تحت مظلتها. وأكد أن الحركة اعتمدت أوس الشاهين ومحمد رشيد العازمي مرشحين لها في الدائرة الأولى، فيما ادخلت الدكتور حمد المطر مرشحاً لها في الثانية الى جانب النائب السابق جمعان الحربش، بينما سينزل محمد الدلال وعبدالعزيز الشايجي الانتخابات عن الدائرة الثالثة، وفي الرابعة سيكون النائب الاسبق خضير العنزي المرشح الوحيد لها لكنه سيخوض الانتخابات ليس تحت مظلتها ولن يرفع شعارها، وكذلك الحال في الدائرة الخامسة اذ تنتظر «حدس» نتائج الانتخابات التشاورية التي تجريها قبيلتا العوازم والعجمان ومدى فوز مرشحيها من أبناء هاتين القبيلتين في التصفيات.