عادت بعد رحلة الشفاء لتحلّق كالفراشة

نشر في 08-09-2008 | 00:01
آخر تحديث 08-09-2008 | 00:01
زهرة الخرجي: كنت في صراع مع ذاتي... أكون أو لا أكون!
تعشق الفنانة زهرة الخرجي الفن والتمثيل منذ صغرها, وكانت واحدة من الفتيات اللواتي تعتمد عليهن المدرسة في النشاطات الفنية. عندما تعرفت الى الفنان حمد بو حمد، أُعجب بموهبتها وقرر اصطحابها معه لتكون بطلة مسرحية خاصة للأطفال من تأليفه.

لم تعوّل الخرجي كثيراً على مسألة اختيارها لتكون بطلة للمسرحية، واعتبرت الموقف أمراً عادياً، أو تجربة والسلام كما يقال. لكنها فوجئت بل صُدمت عندما رأت صورها تتصدر الصفحات الفنية: «مو معقولة هذي انا؟ لا لا اكيد فتاة لابسة باروكة». تقول: {كنت أخاطب نفسي وأسألها ولم يهدأ لي بال إلا عندما اتصل بي استاذي بو حمد وقال: «هل شاهدت صورتك في الجريدة؟»

تضيف: «إذن أستطيع القول إن دخولي مجال التمثيل كمحترفة جاء بالصدفة، ولا أنكر الدور الكبير الذي أدته الصحافة في دعم موهبتي ومساندتي في بداياتي، لولاها لما حققت النجاح الذي وصلت اليه».

رياضة الجمباز

تتلمذت الخرجي على أيدي كثر من نجوم الفن في الكويت من بينهم: عبد الحسين عبد الرضا، حياة الفهد، سعاد عبدالله، مريم الصالح، مريم الغضبان، غانم الصالح، ابراهيم الصلال وغيرهم.

تؤكد أن رياضة الجمباز ساعدتها في تحقيق نجاحات في عالم الفن، كانت تمارسها في المدرسة في مجال التمثيل خصوصاً في مسرحية «سندريللا». عن هواياتها، تقول: «أعشق السفر وكما يقال، للسفر سبع فوائد، لكن في نظري أكبر فائدة يمكن أن يحصدها الإنسان هي التعرف الى ثقافات البلدان الأخرى ومشاهدة العالم».

الشكر والعرفان

تسترسل الخرجي في التعبير عن شعورها بالإمتنان لكل من ساندها ووقف إلى جوارها، وتستحوذ رحلة العلاج الأخيرة على مجمل حديثها، بالإضافة إلى الغربة التي شعرت بها والشوق الى الكويت. كان هذا الحنين إلى الوطن يزداد كلما اتصل بها فنان أو صحافي أوصديق للسؤال عن صحتها. تقول: «كانت رغبتي في العودة الى أحضان ديرتي وأسرتي جليسي اليومي، لن أنسى موقف الكثيرين الذين لم يتركوني لحظة، بل كان لكلماتهم وتشجيعهم ومؤازرتهم أثر إيجابي، من فنانين، صحافيين، معجبين، كانوا هم الوقود الذي يشعل في داخلي العزيمة والإصرار على التحدي، أذكر من بينهم: طارق العلي، عبد الرحمن العقل، داوود حسين، مشاري البلام وغيرهم».

تضيف الخرجي: «من الجميل عندما تكون في «الغربة» أن يفاجئك صديق أو إنسان عزيز بزيارة، هكذا فعلت الفنانة القديرة سعاد عبدالله والمطربة السعودية وعد التي كانت تتابع علاج والدها في لندن، ولن أنسى وقوف الفنانة حياة الفهد وصديقتي منى شداد. كنت أشعر بصعوبة الموقف على زوجي، تحدثت ملامحه عن الألم الذي يسكنه، لكن كنت أبدد ذلك بضحكة باهتة، لذا أتحدث دائماً عن إنسانيته التي فاقت ما كنت اتوقع منه، الى درجة أنه قصّ شعره حتى نصبح نحن الإثنين «قرعان» ولا نشعر بالفرق.. جعله هذا الموقف يكبر بعيني».

اللحظة الجميلة

تتحدث الخرجي بفرح وحنين عن اللحظات الجميلة في حياتها، على الرغم من المرارة والوجع اللذين شعرت بهما، تقول: «اللحظات الجميلة التي نسترقها من حياتنا، هي بمثابة وميض يبدّد عنّا وحشة الألم وجفوة الحياة». تعود بذاكرتها إلى يوم كانت تتلقّى العلاج في المملكة المتحدة، وشعورها حين صادف عيد زواجها مع رحلة علاجها في الغربة، وإلى جوارها زوجها أحمد الحليل، تقول: « قررنا أن نحتفل أنا وزوجي بمفردنا في الفندق، استرجعنا الظروف التي أوصلتنا الى هذا الوقت، إنها مشيئة الله وحكمته، إنه الاختبار الحقيقي للعبد، من كان يصدق أن أحمد الذي احتفلت معه بزواجي أمام مئات الآلاف من المشاهدين أقضي معه أول احتفالية بعيد زواجنا في غرفة داخل الفندق وفي الغربة!»

تستطرد متحدثة عن اللحظات التي سبقت الاحتفال «الثنائي» في الفندق، تقول: « ذهبت إلى الصالون لأعيد تصفيف شعري واشتريت مجموعة من الأزياء وارتديت في كل يوم واحدة كي أظهر بشكل جديد. كنت أريد الشعور بذلك». توضح أن احتفالها وزوجها بمفردهما لا يعني أن تلك الليلة لم تكن جميلة، «بل على العكس من ذلك حاولنا أن نعيشها بكل الحب».

تفاؤل

عندما تتحدث الخرجي عن المراحل النهائية من رحلتها العلاجية، يكتسي ملامحها التفاؤل وتعلو الإبتسامة وجهها. تقول: «عندما أبلغني الأطباء أن التخلص من المرض ممكن ويعتمد الأمر على عزيمتي وإصراري، قررت أن أخوض المعركة بروح قوية وشجاعة، دخلت في صراع مع الذات، كي أكون أو لا أكون».

تضيف: «لأن الجميع كان يغمرني بحبه وعطفه، قررت أن أكون، الحمد لله هزمت المرض، بعد الإعتماد على الله ومساندة المحبين».

توضح أنها في رحلة علاجها تلك كانت تتلقى علاجاً نفسياً يفوق الأدوية العضوية وتحرص على متابعة العروض المسرحية وحضور الأفلام السينمائية.

فرحة العودة

تتحدث الخرجي عن رحلة عودتها إلى الكويت وعن شعورها، تقول: «عندما قررت العودة إلى الكويت عشت حالة توتر، إنها الرغبة في معانقة تراب الوطن الذي لم يغب لحظة عني، إنها اللهفة لملاقاة الأحبة، إنها الحياة الجديدة، كنت أريد ان أردّ الدين الذي في رقبتي، لكل من وقف إلى جانبي، لذا طلبت أن تكون عودتي من خلال قاعة الوصول العادية وليس التشريفات مثلما عرضوا علي في بادئ الأمر».

تضيف: «حين هبطت بنا الطائرة على أرض المطار، كانت زهرة شيئاً آخر مختلفاً. في ثوان معدودة وجدت نفسي أمام فلاشات المصوّرين وعدسات الفضائيات. أحسست كم لي من عشاقٍ سكنوا المعمورة. ها أنا ذا من جديد أقف فوق خشبة المسرح وأمام كاميرا التلفزيون. ستعود الفراشة لتحلّق في سماء الفن. نعم سأعود لممارسة عشقي وحبي وهوايتي منذ الصغر، سأعود اكثر إصراراً وعزيمة من ذي قبل».

حياة زوجيّة سعيدة

كان لافتاً أن الخرجي لم تغفل ولو للحظة عن ذكر زوجها أحمد الحليل، فكان محور الحديث. تقول: «ربما يستغرب البعض أن اسم زوجي أحمد هو دائما على لساني، لا أبالغ بالقول إن حياتي رهن إشارته، يختلف عن باقي الرجال، هو من صنف نادر وفريد في زمن طغت فيه المصلحة الشخصية على الأمور كلها».

تضيف: «تعاطفت معه لأنه لم يفرح بزواجنا كما يجب، سرقتني منه ظروف العمل، مسرحيات ومسلسلات وبرامج وأخيرا المرض. علمني أحمد كيف يكون الصبر الحقيقي على البلاء، وكيف لنا نحن البشر أن نواجهه. أعترف بصوت عالٍ: أحبه، أحبه بجنون.» في ما يتعلق بحياتها الراهنة مع زوجها بعدما تجاوزت محنة المرض، تقول: «نعيش راهنًا حياة زوجية سعيدة، ما زال اهتمامه حتى الآن كبيراً، لم يتغير او يتبدل، يبقى أحمد في داخله إنساناً مهما قست عليه الحياة ومشاكلها».

كذلك لم تنس أن تشكر فرقة «المسرح الكويتي» التي أقامت لها حفلة تكريم لمناسبة عودتها من رحلة العلاج وأجواء الزمالة والفرح التي جمعت تحت مظلتها عشرات الفنانين.

العثرة

مرت نجمتنا بـ{عثرة» كبيرة وامتحان صعب استطاعت التغلب عليه بثقتها بالله، وبحب المحيطين بها وخصوصاً زوجها. تتذكر الخرجي لحظات الألم وصوتها ينشج بالبكاء، تقول: {كانت البداية في برنامج «الوادي» الذي عرض قبل أعوام على فضائية المؤسسة اللبنانية للإرسال «L.B.C» بمشاركة مجموعة من الفنانين أبرزهم هيفاء وهبي، شعرت بألم خفيف «وخزة» في الرأس ثم بدأت أشعر بأعراض مختلفة منها «تنميل» في أطراف أصابع اليدين والقدمين... حينها طلبت من هيفاء السماح لي بإجراء الفحوصات الطبية، بعد ذلك أصبحت بحالة نفسية سيئة وفكرت في التوقف عن البرنامج لأنني شعرت بأنني مصابة بمرض ما وبتراجع حالتي الصحية تدريجياً، مع ذلك جلست مع نفسي كثيراً وقررت التكابر على الألم والمرض والإجتهاد في البرنامج، خصوصاً أنني وزميلي الفنان مشاري البلام نمثل دولة الكويت ونريد أن نرفع «رأس» ديرتنا».

تضيف الخرجي: «بعد انتهاء البرنامج وفوز مشاري، تدهورت حالتي الصحية، فتدخل زوجي أحمد وطلب مني الإهتمام بنفسي ومباشرة العلاج، لكنني كنت أؤجل بسبب ارتباطاتي الفنية وانشغال زوجي في بناء منزل الزوجية، وأمام إصراره وتدخُّل أسرته وأسرتي توجهت إلى المستشفى وأجريت الفحوصات الطبية، شعرت أن النتائج ليست مطمئنة، حاولت معرفة الحقيقة لكن الأطباء تعاملوا بما تقتضيه «المهنة» ورفضوا الإفصاح عن حقيقة مرضي كي يتأكدوا تماماً، وأرسل المستشفى عينة من المرض إلى لندن ومن هناك جاءت الضربة القاضية عندما كشفت نتيجة الفحوصات أني «مصابة بالمرض اللعين» في منطقة «الثدي».

تعود الخرجي بذاكرتها إلى تلك اللحظات، بكاء وعويل وألم: «عقد لساني عن النطق، صدمة، كارثة، كل شيء تراقص أمام عينيّ، كيف سأعترف له? مثل أي زوج وفيّ ومخلص، قدم أحمد طلباً إلى وزارة الصحة للسماح بعلاجي على نفقة الدولة، لكن الوقت مضى سريعاً وازدادت حالتي الصحية سوءاً، فاضطررت وإياه إلى السفر على نفقتنا الخاصة، وأثناء هذه الفترة فُجعت الكويت بوفاة الوالد القائد سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وكان هو أملنا الوحيد... عاد أحمد إلى الكويت لتدبير المبلغ الذي طلبه المستشفى اللندني بعدما نفد كل ما لدينا من مال. الحمد لله سوي الأمر بعد مبادرة كريمة من سمو الأمير وتدخُّل وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد الذي قرر سفرنا لاستكمال العلاج على نفقته الخاصة، وهنا أعجز عن التعبير بالكلمات لتقديم الشكر لسموه على هذه المبادرة الإنسانية الكريمة».

تتابع الخرجي: «في لندن أعدنا الفحوصات الطبية من جديد، لا أخفيكم كانت لندن التي تعتبر قبلة السياح العرب مدينة غريبة بالنسبة إلي، ومثلما يقولون: «الغربة كربة»، كانت دموعي الحارة تلهب وجنتي، وتملكني الخوف من المجهول خصوصاً بعدما بدأ شعري يتساقط، وهو أثَّر في حالتي النفسية التي ازدادت سوءاً». أثناء حديثها دمعت عيناها، ثم أكملت: «هذه اللحظات لا تُنسى، أتذكر عندما طلبت من المسؤولين في المستشفى السماح لي بزيارة المرضى خصوصاً الأطفال، حينها نصحني الأطباء بعدم القيام بذلك، طلبوا مني الاهتمام بنفسي وعلاجي».

من هي ؟

الفنانة زهرة الخرجي من مواليد 15/1 برج العقرب، طولها 165سم، وزنها 60 كلغ، إيرانية الأصل متزوجة من كويتي، كرست أعمالها وفنها لأطفال الكويت، لديها أربعة أشقاء وأربع شقيقات. أول عمل درامي قدمته هو مسلسل: «مدينة الرياح». تهوى السباحة والتنس وسماع الموسيقى. كانت سابقاً تلعب الجمباز.

من أعمالها

قدمت الخرجي على مدى مشوارها الفني منذ خمسة عشر عاماً مسلسلات عدة منها : «فوق تحت»، «يا خوي»، «جمرالوداع»، «يوم آخر»، «الأرجوانة»، «على الدنيا السلام»، «الصحيح ما يطيح»، «القرار الأخير»، «دارت الأيام»، «جرح الزمن»، «الدعوة عامة»، «مدينة الرياح»، «الماضي وخريف العمر»، «رحلة العجائب»، «رجل سنة 60»، «أحلام نيران». «عش الزوجية»، «للحياة بقية»، «حكايات زمان»، «دروب الشك»، «الاختيار»، «زارع الشر»، «قلوب مهمشة»، «حكم البشر»، «الطير والعاصفة». بعد شفائها، شاركت في مسلسل «البيت المائل»، الذي يعرض على شاشة رمضان.

شاركت في مسرحيات عدة من بينها: «مراهق بالخمسين»، «باربي»، «هايدي»، «سالي»، «ليلى والذيب»، «صح لسانك»، «دلع البنات»، «كلك نظر»، «زهرة والوادي الرمادي» وغيرها للكبار والأطفال بالإضافة إلى الأعمال التلفزيونية.

جديدها

أما جديد الخرجي الذي ننتظره في رمضان المقبل فهو مسلسل {البيت المائل» من إخراج يوسف حمودة، إنتاج عبد الرحمن العقل وبطولته، وتأليف علي الصايغ. يشارك في البطولة مجموعة من النجوم من بينهم: غانم الصالح، أحمد الصالح، عبير الجندي، محمد الشطي، أمل عبد الكريم، مها محمد، عبير الخضر، مبارك سلطان، وبدور محمد من السعودية، وسيعرض على شاشة تلفزيون «الكويت» وستغني مقدمته المطربة الإماراتية أحلام.

تجسّد الخرجي شخصية غادة زوجة الإبن الأكبر سالم في عائلة «سعود العوم»، وهي امرأة متسلطة وقوية الشخصية، تفتعل المشاكل بين زوجها وعائلته.

 

back to top