آمال هم يستحقونها... ونحن كذلك

نشر في 28-05-2009
آخر تحديث 28-05-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي ماذا يعني عزوف التيارات السياسية عن المشاركة في الحكومة؟ هاه، ما معنى ذلك؟ أنا سأجيبك، معناه أن التيارات السياسية لا تثق بتغيير نهج الحكومة. هذا هو السبب بكل وقاحة. تريد سبباً آخر روح للمحل اللي في رأس الشارع. والتيارات السياسية الآن تتعامل مع الحكومة كما تعاملت القوات الأميركية في فيتنام، عندما نشرت لواء المشاة الآلي ليقضي على المصابين الفيتناميين قبل الجلاء والانسحاب، وكان بعض الجنود الأميركان يطلق أكثر من عشر طلقات على رأس الفيتنامي المصاب ليتأكد من موته! هذه هي بالضبط والتمام صورة الحكومة والتيارات السياسية، فأعضاء التيارات يريدون التأكد من موتها ليقينهم بعدم قدرتها على الحياة، وأنها ستكلفهم مصاريف علاج باهظة وستموت في النهاية.

أي بني آدم يأكل ويشرب ويتكاثر ويمشي على أطراف قواه العقلية سيدرك، من دون الحاجة إلى حك الجبهة وعضعضة الأظافر، أن الحكومة المقبلة هي الحكومة "المقلبة"، وسيقسم بالطلاق ثلاثاً أن أغلبية ذوي الكفاءات سيغادرون الكويت وسيغلقون موبايلاتهم هربا من العرض الوزاري ومنعا للاحراج وبحثا عن المساج. ولا أحد يحتاج إلى المساج في الدنيا كلها بقضها وقضيضها كما تحتاج إليه المسكينة "الكويت".

ولايزال أمامنا متسع من الوقت كي نعبث ونتخبّط قبل نضوب النفط والمناديل. لايزال أمامنا متسع من الوقت كي "نمرد" الفوائض المالية مردا مبينا على طريقة "هات وخذ"، لك الرأس ولي الفخذ. لايزال أمامنا متسع من الوقت كي نخرج للأجيال المقبلة ألسنتنا بعدما رمينا أوراق التوت وأخرجنا للأجيال الحالية أعضاء أخرى من أجسادنا.

وغاية مناي، بعدما فقدت الأمل في كل شيء في الكويت من الغلاف إلى الغلاف، أن أعيش إلى الجيل الثالث، وأن أستمع إلى حديث ابن حفيدي عن أبناء جيلي وما فعلناه به وبأبناء جيله... يا رب، إن كنت ستأخذ روحي قبل ذلك، فأحيني مرة أخرى بعدما يحصل ابن حفيدي على فيزا للعمل سائقاً في دولة قطر، لن أتأخر والله العظيم، هي مسافة السكة، من القبر إلى منزل كفيل ابن حفيدي في الدوحة لأخبره أن ما حصل في الكويت لا ذنب لنا نحن عامة الشعب فيه، وأن العابثين هم قلة قليلة فقط تحكمت في مقدرات الدولة، فاشترت نوابا وكتّابا وصحفا وسكاكين حادة، وهات يا تقطيع في الفوائض وتخزين في الجيوب، فورثتم أنتم الكويت كما هي الآن، مسرح كبير تعزف عليه البومة ألحانها، فلا مستشفيات ولا مدارس ولا طرق ولا بنية تحتية مثل البشر... دونك يا ابن حفيدي صور العابثين فابصق عليها وعليهم بكل ما أوتيت من ألم. ابصق عليهم بضمير فهم يستحقون. ابصق على من أساء إلى الكويت من أبنائها يا ولدي... وسامحنا، أو صب لعناتك علينا، نحن عامة الشعب الذين تركناهم يهتكون عرض الكويت وهي تصرخ، تستنجد، تستفزع نخواتنا، وتظاهرنا بأننا نبحث عن طبيب أنف وأذن وحنجرة... فادّخر لنا بصقة على ذوقك.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top