الدباغ لـ الجريدة: الناخب اختار الخطاب الوطني على الديني أداء مجلس النواب العراقي لم يكن بمستوى طموح المواطن أو الحكومة
أكد المتحدث الرسمي للحكومة العراقية علي الدباغ لـ«الجريدة» أن «المواطن العراقي قال كلمته من خلال انتخابات مجالس المحافظات التي ستؤدي إلى ظهور قوى جديدة على الساحة، واختار الخطاب الوطني على الخطاب الديني، وهو ما يؤكد أن الناخب العراقي على درجة كبيرة من الوعي والإدراك». وأشار الدباغ الى أن «العراق يفخر اليوم بهذا الإنجاز الديمقراطي بعد خمس سنوات من الظلم والقتل والدمار».وفي ما يلي نص اللقاء:
• كيف تنظرون إلى انتخابات مجالس المحافظات؟ - أقول إننا نعتز بديننا وبثقافتنا الدينية لكن استخدام الخطاب الديني دون الخطاب الوطني جعل الشارع العراقي يقول كلمته، واختار الخطاب الوطني الذي يحقق له الخدمات والأمن، لأن الأحزاب الدينية كانت غارقة في خطابها الديني، وبمعزل عما يحتاجه المواطن العراقي على أرض الواقع، وبالتالي اختار قوى جديدة، فالمواطن عندما ذهب إلى صندوق الاقتراع هذه المرة لم يكن ذاهباً بروح التحدي كي لا يأخذ الآخر مكانه، سُنَّة كان أو شيعة، وإنما ذهب من منطلق أن الجميع يتشارك في هذا الوطن، لذا فقد أبرزت هذه الانتخابات الوجه الحقيقي للناخب العراقي، وبالتالي أعطتنا معالم جديدة ومهمة جدا لرسم السياسة القادمة لعراق منفتح ومتطور ويريد التقدم، وهذا البناء الديمقراطي الجديد والذي نعتز به نأمل أن يعزز ببناء مؤسسات رصينة وثابتة تحمي إنجاز الديمقراطية. • هل تعتقد أن نتائج هذه الانتخابات ستنعكس سلباً على الانتخابات العامة المقبلة وربما تخلق تجاذبات وصراعات أخرى جديدة بسبب تراجع البعض وتقدم البعض الآخر؟ - هذا هو الحراك الطبيعي للوضع السياسي، فمن الطبيعي جدا أن ظهور تلك القوى الجديدة على الساحة العراقية سيجعلها في وضع أفضل لمخاطبة الشارع العراقي مرة أخرى، وطرح برامجها بشكل أقوى، وهي التي ستؤسس وستشكل حكومة جديدة نأمل أن تكون معاييرها واختياراتها مبنية على قناعات وثوابت وطنية متقدمة ومتطورة مثلما حدث في انتخابات مجالس المحافظات. فالتنافس حالة صحية وطبيعية، ونحن سعداء بل نفخر بهذا الإنجاز الديمقراطي. • ماذا عن التدخلات الإقليمية؟ - القوى الإقليمية وجدت طريقها إلى التدخل في العراق بسبب ضعف الداخل، وعدم تماسك القوى العراقية داخل البلد، وبالتالي للأسف وجدنا البعض يستقوي على الآخر، واستعان بقوى خارجية، وهذا ليس بوضع طبيعي، لذا فلا يمكن أن يتم التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية إذا ما كانت القوى السياسية العراقية متماسكة ومترابطة، وأنا متفائل كثيراً بالأيام المقبلة التي ستحمل كثيراً من الاستقرار والترابط. • ما تعليقكم على تجوُّل القنصل الإيراني في البصرة داخل اللجان الانتخابية وهو غير مصرح له؟ - ليس من حق القنصل الإيراني أن يتجول داخل اللجان وهو غير مصرح له، ليس هو فقط، حتى إن بعض المحافظين بقوا هناك داخل اللجنة، فحاول الموظف إخراجهم دون فائدة، واشتبك حارسو أحدهم مع بعض الموظفين بالأيدي، فجاءت الشرطة، وأمرتهم بالخروج فامتثلوا لذلك. وإذا ثبت أن القنصل الإيراني فعلاً لا يحمل تصريحا بذلك، فمن حق العراق محاسبته بأعلى الدرجات. وأعتقد أنه يجب ألا نعطي موضوع القنصل الإيراني أكبر من حجمه. • هل تعتقد أن المسألة أخذت حجماً أكبر للإشارة إلى أن هناك تدخلاً إيرانياً في العراق؟ - كما ذكرت سالفاً، كلما تماسك العراق من الداخل ابتعدت التدخلات، بل فاتت الفرصة على من يريد بالبلاد شراً، هكذا يجب أن تقاس الأمور وتحسب. والعراق اليوم يريد أن يبني علاقات متينة وثابتة مع محيطه وإخوانه من الدول العربية، وكذلك مع أصدقائه، والآن لدى رئيس الوزراء زيارة مرتقبة إلى أستراليا لمد جسور الصداقة والدعوة إلى المساهمة في إعمار البلاد. • هل كان أداء مجلس النواب العراقي بحجم التوقعات؟ - للأسف هذا صحيح، فلم يكن أداؤه بمستوى طموح المواطن العراقي، ولا بمستوى طموح الحكومة، ونحن الآن في مرحلة انتقالية، والمواطن العراقي ارتقى بتفكيره الذي انعكس من خلال انتخابات مجالس المحافظات، وبالتالي فإن ذلك سينعكس على الأداء السياسي من قبل جميع الأطراف. • ما سبب زيارتكم للكويت الآن؟ - جئت إلى الكويت لأني أمثل الحكومة العراقية في إعادة ترتيب المجال الرياضي بالعراق، لذا فقد اجتمعنا واتفقنا مع اللجنة الأولمبية الآسيوية والأولمبية الدولية على أن تبدأ يوم 14 مارس انتخابات اللجنة الأولمبية العراقية، ووضعنا المعايير والضوابط للجمعية العمومية، والهيئة العامة للجنة الأولمبية حسب الميثاق الأولمبي الدولي، وحسب ما يقتضيه القانون العراقي، وهذا جزء من إعادة هيكلة الوضع الرياضي في العراق، من أجل أن نرتقي بالرياضة، وأن تبدأ الحركة الأولمبية بالأنشطة بعيدا عن التجاذبات التي شهدتها السنوات الماضية، ونأمل من الإخوة في المجالات الرياضية أن يعينونا ويساعدونا كي ننتقل إلى مرحلة جديدة نفتخر فيها داخل العراق وخارجه، وأحب أن أسجل شكري وتقديري هنا للشيخ أحمد الفهد، الذي كان معينا ومساعدا لنا، والذي أبدى كل الدعم من أجل إنجاز هذه الخطوة، إضافة الى اللجنة الأولمبية الدولية التي أبدت روح المسؤولية والتعاون كي نصلح وضعاً لم نكن في الحكومة ولا في المجال الرياضي سعيدين به من قبل. • ماذا عن المجالات الأخرى كالثقافة والفن؟ - نحن نعاني كثيراً من المشكلات في بعض النقابات والاتحادات والجمعيات، وقد توقفت الانتخابات في كثير منها، وهناك اعتراضات حكومية عليها، ولكننا وصلنا الآن إلى وضع مستقر تقريبا، فلابد من الالتفات الى القطاعات الأخرى، فنقابة الصحافيين جرت فيها انتخابات العام الماضي وكانت جيدة، ونأمل أن تتعاطى القطاعات الأخرى بهذه الروح، وأن تتعاون مع الحكومة، وتبدأ طريقا جديدا يضمن النزاهة والشفافية.