السلطان: مصداقية الحكومة تتراجع مع إلغاء صفقة الداو

نشر في 06-01-2009 | 00:00
آخر تحديث 06-01-2009 | 00:00
قال الرئيس التنفيذي الاسبق لمؤسسة البترول الكويتية نادر السلطان إن أكبر أثر لقرار إلغاء المشاركة في مشروع داو سيكون على مصداقية الحكومة، خاصة أنه قد تم الاتفاق على المشروع مرتين من قبل. في نهاية اليوم، فإن القرار المتخذ أساسا كان من منظور سياسي محلي، وليس على أساس المزايا التجارية للمشروع، ونتيجة لهذا فإن القطاع النفطي يواجه عدة تحديات:-

أولا: لا بد لهذا القطاع أن يجلس ويعمل مع الحكومة بشأن كيفية الفصل بين الدور التنفيذي والتشغيلي للقطاع النفطي، والدور السياسي للحكومة، وبخاصة حماية هذا القطاع من المعارك السياسية، وتحتاج الحكومة إلى إعادة تأكيد الدور الحاسم الذي يؤديه القطاع النفطي، وإيجاد السبل العملية لتقديم دعمه التام لها، وينبغي ألا ننسى أن أكثر من 90 في المئة من عائدات الدولة تأتي من النفط، ويساهم النفط في أكثر من 60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.

ثانيا: من أجل إحراز تقدم مع غيرها من المشاريع على المدى الطويل وفي إطار الإستراتيجية المتفق عليها، ستكون هناك حاجة إلى تقييم الإجراءات أو الخطوات الجديدة من اجل الحصول على الموافقات اللازمة، فقد كان الإجراء الحالي يتركز على إعداد إستراتيجية طويلة الأجل، مثل إستراتيجية المدى الطويل حتى عام 2030، ومن بعد ذلك الحصول على موافقة مجلس الإدارة ومن ثم موافقة المجلس الأعلى للبترول، ولا يتم تحويل هذه الاستراتيجيات إلى مشاريع إلا بعد الحصول على هذه الموافقات، وأما الآن فهي بحاجة الى التحدث إلى كبـار صانعي القرار من أجل إعادة تقييم الإجراءات السابقة لنرى ما الخطوات الإضافية المطلوبة.

ثالثا: فقد القطاع النفطي بعض المصداقية على الصعيدين الداخلي والدولي، وسوف يتعين بناء هذه المصداقية مجددا ولكن لا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال إظهار العمل الفعلي في تنفيذ الخطط والمشاريع المتفق عليها على المدى الطويل، ولذلك فإن العالم يحتاج إلى رؤية المشاريع النفطية الجديدة تمضي قدما وبدعم كامل من الحكومة.

رابعا: ينبغي على مؤسسة البترول الكويتية إعادة بناء سمعتها. الجزء المحزن من إلغاء مشروع داو هو أنه نتيجة للحملة السلبية جدا التي شنتها إحدى الجرائد المحلية، كانت هناك محاولة لتشويه السمعة الراسخة للقادة الرئيسيين في مؤسسة البترول الكويتية، بالإضافة إلى قادة القطاع النفطي. لقد كان لي شرف العمل مع هؤلاء القادة عندما كنت في مؤسسة البترول الكويتية، وأستطيع أن أضمن لأي إنسان نزاهة وإخلاص هؤلاء القادة من أجل مصلحة بلدهم. ومن بين جميع المؤسسات اللاتي عرفتها سواء في الكويت وخارجها، يمكن لمؤسسة البترول الكويتية أن تفتخر بشفافية عملياتهـا. وكمثال على ذلك، فإن مؤسسة البترول الكويتية هي واحدة من بين عدد قليل من شركات النفط الوطنية، في العالم، وربما هي المؤسسة الوحيدة في منطقة الخليج، التي تنشر نتائجها المالية، بل ويمكن أن ينظر إليها على شبكة الانترنت.

وأوضح السلطان أن المساعدة في كل ما ذكر أعلاه، سوف تتطلب استجابة قوية ومهنية من قبل وسائل الإعلام، فليس لدى مؤسسة البترول الكويتية ما تخفيه. في الواقع، إن جلب انتباه الرأي العام حول العديد من انجازات المؤسسة من خلال كل أشكال وسائل الإعلام، سوف يتيح لها إعادة بناء سمعتها المستحقة، وعلى مؤسسة البترول الكويتية إشراك جميع خيارات وسائل الإعلام لطرح رسائلها الرئيسية.

لقد خسرت مؤسسة البترول الكويتية مشروع داو بسبب الحملة الإعلامية، ولابد لهـا أن تثبت أن بإمكانها أن تلعب نفس اللعبة الإعلامية وتفوز من خلالها.

back to top