بطلا مسلسل باب الحارة في حديث مشترك إلى الجريدة حسن دكاك: نقد المسلسل كان نقد قشور ولم يكن فنياً! علي كريّم: كان علينا الحفاظ على ما أحبه الناس!

نشر في 01-01-2009 | 00:00
آخر تحديث 01-01-2009 | 00:00

في حديثهما إلى «الجريدة» بدأ بطلا مسلسل باب الحارة حسن دكاك (الفران أبو بشير) وعلي كريم (العقيد أبو النار) حريصين على تفنيد التهم والإنتقادات التي وجهت إلى المسلسل في جزئه الثالث، كذلك أكدا نجاح الجزء الرابع في حال خروجه إلى النور.

قدم المسلسل صورة عن المجتمع زمن الانتداب الفرنسي، وحصر دور المرأة في الأعمال المنزلية والطاعة للرجل، إلى أي مدى كانت هذه الصورة صحيحة في ذلك الحين؟

دكاك: في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، كانت صورة المرأة على غرار ما برزت في المسلسل حتى إنها كانت تقول لزوجها «سيدي» وتغسل رجليه.

ولكن أشار بعض المؤرخين إلى أن ذلك غير صحيح.

دكاك: قد يكون هؤلاء من جنسيات غريبة عن البيئة الدمشقية ولم يعيشوا وسطها.

علق البعض على الشتائم التي كانت تتبادلها نساء الحارة. ما تعليقكما؟

كريّم: ينطبق هذا الكلام على نموذج «فريال» فحسب، بينما «سعاد» لم تكن بهذه الحدّة، لفتت هذه العبارات انتباهي، فسألت عما إذا كانت موجودة في النص، وفوجئت بأنها كانت اجتهاداً منهما.

لوحظ أن الكهرباء لم تكن تنقطع آنذاك، على عكس ما يحدث هذه الأيام في سورية.

دكاك: كانت هذه الكهرباء في البلدية، وكانت أربعة أو خمسة مصابيح كهربائية، أو كوران، كما كانت تدعى، كافية لإنارة الحارة، ومن توافر لديه كوران في منزله في تلك الأيام، كان يعتبر من الأغنياء.

هل المنازل التي ظهرت في المسلسل مأهولة اليوم؟

دكاك: هذه البيوت ملك للدولة وأصبحت مقصداً للسياح، لكن ثمة عائلات تسكن بعضها.

كانت مساحة المنزل الواحد تبلغ حوالي 1500 متر مربع وكان في داخلها باحات ثلاث، فمنزل أبو عصام في الجزء الثالث كان مقسّماً إلى بيوت عدة في الوقت نفسه، بيت أبو عصام والمخفر ومنزل أبو شهاب ومنزل أبو جاسم.

كريّم: لهذه المنازل خصوصية معينة لا سيما في مساحاتها الكبيرة والنقوش التي تزين جدرانها الداخلية، كان المنزل يتألف من مدخل، عبارة عن باب يتألف من جزئين، الأول ثابت والثاني قصير يسمى «خوخه»، لإجبار الزائر على الإنحناء احتراماً للمنزل، من ثم ثمة ممر طويل يخوّل الزائر القول بصوت مرتفع «يالله» لتتستر النساء. وفي هذه المنازل كانت بعض المظاهر واجبة، كالأشجار من بينها: الدبابة، النانرجي، الياسمين، الأكي دنيا.

هل هناك تقاليد أو عادات مهمة لم تُذكر في المسلسل؟

دكاك: نعم، في ذلك الحين كانت العائلات المسيحية تمتنع عن تناول الطعام في شهر رمضان حتى الإفطار احتراما للمسلمين.

أجمع النقاد على أن الجزء الثالث من {باب الحارة} ضعيف درامياً ويتضمن أخطاءً إخراجية كثيرة، اعتبروا مثلاً مشهد «تلطيش» زوجة أبو شهاب مجرد حشو وغير واقعي، ما ردكما؟

كريّم: أوافق هذا الرأي لأنه في الثلاثينيات لم يكن أحد يجرؤ أصلا على القيام بهذا التصرف.

دكاك: لا أوافق هذا الرأي، كان الشباب من خارج الحارة، ولا يعرفون أبو شهاب، هذا ما قصده المشهد، كانت تحصل مثل هذه الأمور في تلك الأيام وكانت تؤدي إلى القتل والثأر.

تضمن الجزء الثالث أكثر من عشر حلقات «ثرثرات نسوان» وكان من الممكن اختصارها.

كريّم: كانت الحلقات الـ17 الأولى «ثرثرات نسوان» وأريد أن أضيف شيئاً، إن أهم 3 شخصيات في الأجزاء الثلاثة، كانت «الإدعشري» و{أبو النار» و{أبو غالب» وأنتجت وحدها الحدث، فيما الباقي تحصيل حاصل.

لو خذفنا شخصية «أبو النار» في الجزء الثالث، لن يتأثر المسلسل، بسبب الضعف في الكتابة، عندما قرأ سامر المصري النص، طلب تفعيل شخصية «أبو النار» لأنها فاعلة كدراما.

علّق المشاهدون على ترداد عبارة «كسر الصفرة» ومشاهد الأكل الكثيرة في المسلسل.

دكاك: مشاهد الأكل وقول «نكسر الصفرة» أمر طبيعي، لأن كل إنسان يأكل في اليوم مرات ثلاث. وكانت كلمة «كسر الصفرة» تقال عند الفطور صباحاً. أود أن ألفت الى أننا في الجزء الثاني احتجنا إلى 28 وليمة بينما في الجزء الثالث احتجنا إلى 6 ولائم.

لم يكن مشهد حريق قهوة «أبوحاتم» منطقياً خصوصاً أنها بدت سليمة في اليوم التالي في حين أن إصلاحها يتطلب وقتاً.

دكاك: هذا الأمر من ضرورات الدراما، يتعلق بالغرض الفني. وكان الأجدى بالنقاد أن يسألوا من الذي أحرق القهوة، لأن المسلسل انتهى ولم يتطرق أحد إلى هذا الموضوع، ربما يظهر ذلك في الجزء الرابع.

بدا {ابو غالب} في الجزء الثالث قوياً لا يهاب أحداً في حين بدا في نهاية الجزء الثاني تائباً. ألا يُعدّ هذا الأمر خطأ في الحبكة الدرامية؟

كريّم: كان يجب الحفاظ على كل ما أحبه الناس في نهاية الجزء الثاني، من وجهة نظري، إلا أن ذلك لم يحصل. أحب الناس «أبو غالب» لدى ذهابه إلى الحرب في الحلقة الأخيرة من الجزء الثاني، كان من المفروض أن نبقيه على صورة المحارب لا أن نصوره جباناً، ما جعلنا نخسر شخصية أحببناها.

في تلك الأيام كان «عقيد الحارة» قوياً وحكيماً، فلماذا كان من السهل التلاعب بأفكار «أبو النار»؟

كريّم: لأن «أبو النار» كان طيباً ويتأثر بالجانب الإنساني، من الممكن أن تجد «عقيد حارة» طيباً ومحبوباً وأن يسيطر على آخر الغباوة.

ما تعليقكما على تصريح الكاتب مروان القاووق للـ «الجريدة» بأنه توقف عن كتابة الجزء الرابع لأن المخرج بسام الملا رفع دعوى قضائية ضده؟

كريّم: أتمنى أن تُحلّ المشاكل سلمياً بينهما ويتصالحا، تشير معلوماتي إلى أن الجزء الرابع سيكون رائعاً.

دكاك: آمل أن تُحلّ المشاكل بينهما، لكن في حال توقف الجزء الرابع، لن يكون أول مسلسل تتوقف أجزاؤه، فمثلا «أيام شامية» كانت له أجزاء عدة وتوقف في التسعينيات.

أي مسلسل شامي تاريخي تفضلان؟

دكاك: أفضل «الخوالي» وبعده «ليالي الصالحية» الذي تمحور حول الأخلاق والشهامة والمروءة.

كريّم: أكيد «الخوالي»، تميز الحدث فيه بالواقعية.

فضّل مشاهدون كثر، بحسب الإستطلاعات التي أجريت بعد رمضان، «بيت جدي» على «باب الحارة»، لماذا برأيكما؟

كريّم: لأن «بيت جدي» تميّز بحدث رئيس ميّزه عن «باب الحارة».

كثرت زياراتكما لدول الخليج العربي بعد «باب الحارة» فهل من الممكن أن يصار الى عمل مشترك خليجي سوري؟

دكاك: حقق «باب الحارة» لنا انتشاراً وليس شهرة، فالشهرة قديمة، لغاية الآن لا توجد مشاريع مشتركة، إلا أنها قد تنشأ في المستقبل.

ما سبب وجود جناح لـ «باب الحارة» في معرض المنتجات السورية على أرض المعارض في الكويت؟

كريّم: يشكل وجودنا دعاية للمنتجات السورية، نساعد على تسويقها، عندما يعلم الناس أن أبطال باب الحارة موجودون في المعرض يحضرون.

ماذا تقولان للنقاد؟

دكاك: إن النقد الذي واجه المسلسل هو {نقد قشور} وليس نقداً فنياً، قال أحد النقاد في الشام: «أبعدوا أيديكم عن الشام»، وبعد البحث عنه، تبين أنه يعيش في إدلب وأحيانا في حلب. ناقشت هذا الموضوع معه أمام وزير الثقافة الذي يعيش في دمشق، فأبلغه الوزير أن جدته ما زالت في دمشق ومعظم هذه العادات موجودة الى الآن.

back to top