The Happening حبكة ممتعة خانتها النهاية!

نشر في 13-07-2008 | 00:00
آخر تحديث 13-07-2008 | 00:00

كيف يمكن لمخرج أفلام معروف وموهوب مثل أم. نايت شايمالان، الذي قدم ثلاثة أفلام ناجحة متتالية: The Sixth Sense عام 1999 وUnbreakable عام 2000 وSigns عام 2002، جعلت منه المخرج الخليط من ستيفن سبيلبرغ وألفريد هيتشكوك، أن يقدم ثلاثة أفلام متتالية مخيِّبة للآمال هي The Village عام 2004 وLady in the water عام 2006 وThe Happening عام 2008؟

عندما يكون شايمالان جيداً يكون أكثر من رائع، لذلك حين يقوم بخطوة خاطئة يشعر المشاهد بمأساة سينمائية. المصطلح القانوني في هوليوود أنه عندما يوقِّع المخرج ثلاثة أفلام فاشلة متتالية، يصبح تلقائياً خارج اللعبة، لكن شايمالان يملك القدرة على النهوض مجدداً ليعود كاتباً ومخرجاً بارعاً.

يُستهل The Happening بمقدمة مرعبة، وخلال أول 45 دقيقة يدرك شايمالان بأن ما لم يفعله في فيلم Signs فعله في الفيلم الجديد.

خلال صباح جميل في سنترال بارك، يجتاح نسيم غريب سكان نيويورك، يفقدهم التركيز ومن ثم يجبر كل واحد منهم على الانتحار بطريقة غريبة، فيبدأ عمال البناء في وسط المدينة بالقفز عن المباني. بعدها تجتاح الأخبار المأساوية، التي يظن في البدء أنها أعمال ارهابية، الساحل الشمال الشرقي حيث تقع المصيبة، اذ يتهافت السكان على الموت بأية طريقة ممكنة. رغبة بايجاد حل للكارثة، يتحضّر أستاذ العلوم في فيلادلفيا اليوت مور وزوجته الما وبروفيسور الرياضيات جوليان للانتقال جنوباً بحثاً عن مخبأ آمن. عندما يفقد عاملو القطار الإتصال بالعالم الخارجي، يصبح مور وزوجته عرضة للمأساة التي يبدو أن لا مهرب منها.

تدهور القصّة

م. نايت شايمالان رجل مسيطر، يفضِّل التركيز على البشر ومشاكلهم الخاصة بدلاً من التركيز على الظروف الغريبة التي تحيط بهم، وهو يعرف تماماً كيف يقدم ومتى ينسحب ليصنع التشويق التام وشعور الخوف الذي لا يمكن للمشاهد الهروب منه، لكن تلك السيطرة تحديداً هي التي تسببت بفشل The Happening.

بالنسبة الى فيلم موجّّه لنوع معين من المشاهدين وبأحداث مماثلة لأحداث 11 أيلول، لا بد على الأقل من أن يكون العمل كاملاً وأن يتخلّل القصة رعب حقيقي. لا يخلو النصف الأول من الفيلم من العوامل الناجحة، فالأسلوب الذي يضع فيه شايمالان الشخصيات والقصة في الظلام لافت. لكن حوالى الدقيقة الـ 91 من الفيلم، تبدأ القصة بالتدهور، عازلة مجموعة صغيرة من الممثلين، في وقت يحتاج فيه المشاهد الى رؤية ماذا يجري من حوله. بعدما تخف مشاهد الرعب ويختفي حس الهوس، يصبح اعتماد شايمالان على المصادفات في تطور القصة والمدعومة بمشاهد بطيئة سيئة ومخيبة. أما النهاية فتبدو وكأنها مقتبسة عن فيلم رومانسي، وهذا الأمر مثير للدهشة وفي غير مكانه.

ممثِّلون موهوبون

يبدو مارك والبرغ جيّداً بدور أليوت مور وبطلاً ذكياً وصريحاً، لا يشبه ابداً الأدوار التي يقوم بها عادة. تشكل علاقته الجيِّدة وغير الكاملة مع زوجته ألما، التي تشعر بالذنب لأنها تخفي سراً عنه، أساس القصة. كذلك تعطي زوي ديشانيل بدور ألما أفضل ما لديها، ما يجعل شخصيتها تبدو حقيقية. أما جون ليغويزامو بدور جوليان فلا يمكن نسيان مشهده الأخير، كذلك كانت بيتي باكلي جيّدة بدور امرأة عجوز غريبة الأطوار تأوي ألما وأليوت (في المشهد نعيش أوقاتاً هيتشكوكية ممتعة).

لو لم يكن الفصل الأول من الفيلم مؤثراً ومرعباً، لكان من الممكن جداً أن يرفض أي كان مشاهدته على اعتباره سخيفاً. التفاصيل الصغيرة، مثل الوجود المرعب أو المحادثة التي يقوم بها اليوت مع تلامذته عن اختفاء النحل او حتى فكرة اختباء الشخصيات هي متعة للمشاهدة.

back to top