آلام ترجح كفة القصيد
أجمل القصائد هي تلك التي تنبعث وليدة اللحظة، هي تلك التي يستفزها دافع قوي يجعلها تزفر في جوف شاعرها أبياتا تصطلي صدقا وعنفوانا، إذ إن الذي يجعل كفة ميزان قصائد الشعراء ترجح بالقبول والشهرة، ويجعلها تتداول من عهد الى عهد كموروث ادبي جميل، هو ذاك الألم الحقيقي الذي سال من وجدان صاحبه ابياتا يانعة، اعتلتها قطرات الندى بكل عذوبة ورقة.الوقفة الأولى مع الشاعر عبدالله القريفة المطيري، إذ قال هذه القصيدة وهو عائد لتوه من رحلة سفر كانت شاقة، وسمع وهو يسير باتجاه اهله احدى فتيات القبيلة تدعى «نورة» تتحدث مع مجموعة من صديقاتها بكلام البنات الناعمات المترفات عن العشق والزواج والأمنيات الوردية، بينما كان هو في قمة التعب والنصب، وهم طلب الرزق، فأحدث هذا التضاد الكبير بين همومه وهموم «نورة» خروج هذه القصيدة:
هنيّ نورة ما شقت بالمعاييرولا رافقت هجنٍ حفاها مشى دمولا وايقت قدامها بالشناطيرولا همها صمعٍ مضاريبها زموهنيّ لُمات البنيّ الغناديرغير الهوى والعرس ما همهن هموأنا همومي من مناحى المناعيرما أرضى بزود منه لو هو ولد عمواصل عمري صلّة الدلو بالبيروأورد الهيّاب والجمع ملتموالله لا أسوق الهجن لو هن مقاصيرمن يدي المجهود ما يلحقه ذمويا زين كسب المال وقت المخاضيرنومي على الاطراف ونخمهن خمما أزين تهاوى خلفها والمعاشيريوم الردي مفلس ولا هوب يغنمالوقفة الثانية مع الشاعر الفارس شيلويح العطاوي العتيبي، الذي استفزت قريحته فتاة التقى بها من غير سابق موعد، إذ عرفت عن طريق المصادفة انه هو بذاته الفارس الكريم شيلويح العطاوي ذائع الصيت آنذاك، فلما رأت ان منظره لم يعجبها كثيرا، وانه لم يوافق ذلك الخيال الجميل الذي رسمته له في فكرها، أسرت له ببضع كلمات لم تعجبه، كانت تدل على رأيها السطحي في هذا الإنسان الشهم، فقال شيلويح العطاوي قصيدة أنتقي لكم منها هذه الأبيات:يا بنت ياللي عن حوالي تسألينوجهي غدت حامي السمايم بزينهأسهر طوال الليل وأنت تنامينوان طاح عنك غطاك تستلحفينهأنا زهابي بالشهر قيس مدينما يشبعك يا بنت لو تلهمينهالوقفة الثالثة مع الشاعر عيد بن مربح الرشيدي، الذي قال هذه القصيدة التي لا تحتاج مني الى مقدمة في شرح واقعها، إذ إنها هي بنفسها تحكي واقعها لكم بكل صدق وشفافية:يالمور خذ نمرة الخامس من اليمنا تحتر تبرد ترا الاخلاق خربانه والله لتندم وحنا ما تفاهمنامادام ميقوع ما عقبت قلبانه ولا تشكي الظلم وحنا الوقت ظالمنادليل ظلمي تراك تشوف برهانه البارحه مع ثلاث اوجاب ما نمنا مكينتك تشتغل والعين سهرانه ان ادبرت شدنا يرخي محازمنانروي بدلوٍ يضيّع ماه شقانه وان اقبلت خصمنا يقضي لوازمناصداقته تستحل بيوت عدوانه عز الله انا من الدنيا تعلمنا درسٍ صعيبن على التلميذ نسيانهالوقفة الرابعة مع أبيات للشاعر ضيدان بن قضعان، حيث خرجت منه في لحظة خيبة أمل وغضب أبيات قوية العتب وقوية المعنى والأبعاد:مابيع نفسي لو الأيام باعتنيولا جيت ادور الإهانه واتمناهاالحاجه اللي على شرواك حدتنيوالا انت مانت بقد النـفس ورضاهاياللي على دارة الأقدار ساقتنيميز هدير الجمال وميز رغاهابداية الدرب عن تاليه كفتنيبشعب ذلولي عساه يطيب مسراهاالوقفة الأخيرة مع أبيات للشاعر سليمان المانع، حيث استفزته إحداهن بكلمات لم تعجبه، ففاضت قريحته بقصيدة جميلة أنتقي منها لكم هذه الأبيات:كان الرجولة بالمظاهر والاشكالعزالله انـي ماعرفت الرجوله وكان الرجوله بالمواقف والافعالعز الله انـي مرتوي يالخجوله ياجارحة احساس شاعر ورحالغريب تايه مـن زمان الطفوله ماكل من يكشخ من الناس رجالالشخص جوهر وأفهمي ما اقوله سطحية النظره ومعبـودة المـالمايعجبك شكل الغريب ونحولـه شكلي غلط لكن على الكود حمالودرب الفخر نفسي عليه معلوله والشاطر اللي يفتهم رمز الامثالكم داس وقتك من سلايل حموله