خريبط: على الحكومات العربية وضع مشاكل البيئة ضمن أولوياتها الهاجري: الدولة لا تهتم بالحالة البيئية وتفتقد كيفية إدارة الأزمات
اعتبر د.علي الخريبط ان الاعتداء على البيئة هو اعتداء على الانسان، داعيا الجهات التشريعية في البلاد الى اقرار القوانين التي تحمي المواطنين من التلوث البيئي، في حين قال رئيس جماعة الخط الاخضر الكويتية ان التنمية العربية لن تتم إلا بإنهاء الازمات بين جميع الاطراف المتنازعة.شدد المحاضرون في ندوة «الحروب والدمار البيئي» التي نظمتها جمعية الخريجين الكويتية مساء أمس، على ضرورة الاهتمام بمعالجة المشاكل البيئية، ووضعها ضمن أجندة اولويات حكومات المنطقة العربية، لما لها من تأثيرات مباشرة على صحة الانسان، مؤكدين ضرورة زيادة الوعي البيئي للمواطنين عن طريق تفعيل دور جمعيات النفع العام. فمن جانبه، أكد أستاذ علوم البيئة في كلية العلوم الصحية في جامعة الكويت د.علي الخريبط ان تأثيرات ضارة ومباشرة على البيئة والموارد الطبيعية والاسكان والبنية التحتية تصيب كل المناطق التي تنشب فيها الحروب.
وبينما شرح الخريبط في الندوة كلمة war، أي حرب، بأنها مشتقة من الكلمة الرومانية weerrar أو weerre وتعني خلق حالة من البلبلة والاضطراب، لافتاً الى أن تعدد الالهة في الحضارات القديمة الذين وصل عددهم إلى 100 إله من أكثر العوامل التي ساعدت على اندلاع الحروب بين الشعوب القديمة. وتطرق الخريبط إلى كتاب «فن الحروب» للكاتب الصيني صن ذو، الذي بين فيه أضرار الحروب من حرق البشر والموارد والمعدات ومخازن الاسلحة، وأن التسلح هو أداة تدمير لجميع الاطراف المتنازعة، الرابحين والخاسرين، وهناك وسائل بديلة يجب استخدامها.وذكر أن انه «قبل أيام من تحرير العراق كنت مرافقا للقوات البريطانية وقمت بزيارة مستشفى البصرة للاطفال الذي كان يشرف عليه الهلال الاحمر الكويتي، اذ ذكر بعض الاطباء أن هناك الكثير من الاطفال العراقيين أصيبوا بالسرطان بسبب تعرضهم لبعض المواد الكيميائية الخطيرة الناتجة عن انفجار القذائف»، لافتا الى أنه قام ايضا بعمل مسح على الشواطئ اللبنانية، عقب حرب صيف 2006 للكشف عن التلوث البحري الناتج عن قصف القوات الاسرائيلية محطة لتوليد الكهرباء وبعض خزانات الوقود الموجودة في المنطقة الجنوبية من لبنان، وأظهر هذا المسح تلوث جميع المناطق الساحلية خصوصاً القريبة من بيروت».وفيما يخص الخليج، قال الخريبط ان «الوضع ساخن جداً في منطقة الخليج»، مذكرا بالدمار الذي حصل في الكويت بعد الغزو الصدامي الغاشم «الذي كلف الكويت خمسة مليارات دينار لإعادة إصلاح ما خربه الغزو من بنية تحتية ومرافق وطرق وشبكات مياه».واعتبر ان «الاعتداء على البيئة هو اعتداء على الانسان»، داعيا الجهات التشريعية في البلاد الى اقرار القوانين التي تحمي المواطنين من التلوث البيئي، واقرار تعويضات لهم في حالة تضررهم من اي تلوث بيئي من المصانع وغيرها، مشددا على ضرورة زيادة الوعي البيئي للمواطنين عن طريق تفعيل دور جمعيات النفع العام، مؤكدا ان «الضرر البيئي يؤثر بشكل مباشر في التنمية الشاملة في البلاد، وأن الحروب التي حدثت في منطقة الخليج على مدى العقود الثلاثة الماضية أثرت في البيئة بشكل كبير ومباشر». جماعة الخط الأخضراما الناشط البيئي ورئيس جماعة الخط الاخضر الكويتية خالد الهاجري فأكد حرص جماعة الخط الاخضر منذ إنشائها عام 2001 على أن تكون إحدى مؤسسات المجتمع المدني المنددة بمخاطر الحروب، وتعريف الشعوب بأن «التنمية لن تتم في المنطقة العربية إلا بوضع أسس واضحة ونزع فتيل الازمات بين جميع الاطراف المتنازعة».وأوضح أن جماعة الخط الاخضر «هي المؤسسة البيئية الوحيدة في الكويت التي تنطبق عليها المعايير الدولية لمؤسسات المجتمع المدني البيئية، ولا تتبع أي جهة حكومية بأي شكل من الاشكال، ونرفض تلقي أي دعم من الحكومة حتى لا تكون وصية علينا أو تقيدنا بأي قيود».وبين الهاجري دور جماعة الخط الاخضر عقب تحرير العراق عام 2003 كأولى الجماعات البيئية العالمية «التي وجهت نداءات متكررة، وبعثت عدة مراسلات إلى الامين العام للامم المتحدة وقتها كوفي عنان، لحث جميع منظمات الامم المتحدة على ضرورة مساعدة الشعب العراقي وحمايته من المخاطر البيئية والصحية التي لحقت به إثر حرب التحرير، وفي عام 2006 وعقب الاجتياح العسكري الاسرائيلي لقطاع غزة، الذي ترتب عليه تدمير شبه كامل للبنية التحتية، قامت جماعة الخط الاخطر ببحث ودراسة ردود الافعال والدعوة الى إيقاف هذا العدوان الغاشم، وقد طلبت الامم المتحدة من جماعة الخط الاخضر الكويتية عمل تصور كامل بكيفية وطرق معالجة أشكال الدمار البيئي والصحي التي خلفتها الحرب، ولفت الى أن الدولة لا تهتم على الاطلاق بالحالة البيئية، وأنها تفتقد كيفية إدارة الازمات، والقرار العسكري يطغى على أي قرار آخر في مصلحة المجتمع.