عش الطائر الصيني يبهر العالم... وحلم استاد جابر الكويتي حبيس قفص الأشغال تصميم قديم و تكسية خارجية أسمنتية رمادية تنفر العيون
شعور بالإحباط يعيشه الكويتيون ما بين «عش الطائر»، كما يطلق على الاستاد الوطني الصيني، واستاد جابر والمدينة الرياضية المفروض استكمالهما، ويراه البعض نموذجا لسوء استغلال الفوائض وعدم قدرتنا على ادارتها واختيار الأفضل لمشاريعنا الكبرى، رغم الفوائض التي تتكدس في خزائن الدولة منذ السنة المالية 1999/2000.
الافتتاح المذهل لأولمبياد 2008 في بكين تابعته عيون البشر في جميع اصقاع الأرض، وتابعه الكويتيون بالطبع، وكان رائعا جهدا وفكرا للعقلية والإمكانات البشرية في الإنجاز الجسدي والمعماري المتمثلين في عمل الصينيين الاستعراضي البشري ضمن فقرات الحفل وفن المنشآت التي احتضنت هذا الإبداع الإنساني. «عش الطائر» كما يطلق على الاستاد الوطني الصيني الذي اصبح مع مجمع السباحة المربع الأزرق علامة فارقة في مدينة بكين، بالإضافة الى معالمها التاريخية والعالمية بعد اختياره من قبل اتحاد المعماريين الأوربيين كتحفة معمارية في عام 2007 بسعته التي تبلغ 91 ألف مقعد، وبتكلفة قاربت 500 مليون دولار، وانجز في أقل من ثلاث سنوات!وفي الكويت التي عاش ابناؤها حلم المدينة الرياضية والاستاد الوطني منذ السبعينيات، وتحول إلى واقع بتوقيع عقد انشاء استاد جابر في عام 2004 والمفروض انجازه في عام 2006، كما أعلن الوكيل المساعد لشؤون المشاريع الانشائية في وزارة الاشغال بدر الدعي في 16 يونيو 2004، ان التوقيع الرسمي لمشروع استاد جابر الاحمد الدولي السبت المقبل، وسيبدأ تنفيذه مطلع يوليو من 2004، مشيرا الى ان مدة المشروع 27 شهرا، وبالتالي ستنتهي اعماله في اكتوبر 2006.وبعد سنوات من التعطيل، فإن الحلم لم ينجز حتى اليوم وحبيس قفص بيروقراطية واهمال وزارة الأشغال العامة، وتحوم حوله الأقاويل من الناحية الانشائية، والانتقادات من النواحي الجمالية والتصميمية التي يعتبرها بعض المعماريين لا تتناسب مع العصر، وما استجد على طرق اعداد المرافق و«تكسية» جسم الاستاد الخارجي بـ«تكسية» أسمنتية، بينما جميع المجمعات الرياضية الحديثة يتم «تكسيتها» بالزجاج او الألمنيوم، وبألوان زاهية وليست اسمنتية رمادية تنفر منها العيون. استاد جابر والمدينة الرياضية المفروض استكمالها بجانبه هما نموذج على سوء استغلال الفوائض، وعدم قدرتنا على ادارتها واختيار الأفضل لمشاريعنا الكبرى رغم الفوائض التي تتكدس في خزائن الدولة منذ السنة المالية 1999/2000 ، فتصميمه قديم والبعض يقول انه منسوخ عن استاد مشابه وقديم في اندونيسيا ولا يوجد به ابتكار يناسب العصر، وكذلك فإن القائمين على الإشراف على بنائه مازالوا بعد اربع سنوات لم يتسلموا المشروع دون ابداء اسباب مقنعة. وزيادة تكلفة انشائه المقدرة بـ55 مليون دينار كويتي (206 ملايين دولار اميركي) زادت بنسبة 9 في المئة بعد فترة وجيزة من بداية التنفيذ ومازالت تتزايد بالأوامر التغيرية المتتالية غير المعلن بصورة نهائية عن قيمتها والتي تقترب من تكلفة «عش الطائر» الصيني دون ان نحصل على سعته التي تتجاوز سعة استاد جابر بـ30 الف مقعد، وكذلك جماليات التصميم والمزايا التكنولوجية المتوافرة فيه.ولو راجعنا حتى المرافق المشابهة في دول مجلس التعاون الخليجي وعلى سبيل المثال المدينة الرياضية القطرية «سباير زون» والتي تحتوي على «اكاديمية التفوق الرياضي اسباير، والمستشفي الرياضي والملعب الاولمبي ومجمع حمد للرياضات المائية ونادي السيدات وقبة اسباير وغيرها من المنشآت» فسنجد فارقا كبيرا في التصميم والمرافق والتكلفة.