آخر حروب شركات الإنتاج والفنانين نزاعات قضائية بين جمال مروان و قمر

نشر في 26-01-2009 | 00:00
آخر تحديث 26-01-2009 | 00:00
No Image Caption

ما حقيقة الخلاف المحتدم بين قمر وشركة «ميلودي ميوزيك» الذي يشغل حيّزاً واسعاً في الإعلام، لا سيما بعد مشاركة قمر في حفلة رأس السنة في فندق «سميراميس» في القاهرة في خطوة تحدت فيها جمال مروان صاحب «ميلودي ميوزيك» وإعلان محمد السبكي توقيع عقود لأفلام ثلاثة معها؟

أثار ظهور الفنانة الصاعدة قمر في كليب أغنيتها الأولى «نارو بتحرقني» جدلاً في الأوساط الصحافية نظراً إلى الشبه الكبير بينها وبين هيفاء وهبي. اعتبرها البعض الإمتداد الطبيعي للنجمة هيفاء وهبي واعتقد كثر في البداية أنهما شقيقتان.

في الوقت الذي اقتصر فيه عرض أعمال هيفاء الغنائية المصورة على قناة «مزيكا» بعدما وقّعت عقداً مع شركة «عالم الفن»، وقّعت قمر عقداً للإنتاج وإدارة الأعمال مع شركة «ميلودي ميوزيك»، فبدأت هذه الأخيرة عرض كليبي قمر «نارو بتحرقني» و{قال يعني» على شاشتها.

أمضت قمر محمود الطحش، الآتية من بيئة فقيرة في طرابلس، طفولتها في أحد المياتم. لا يعيب هذا الواقع أي فنان إنما يكسبه تعاطف الجمهور، سبق أن عزفت رولا سعد على هذا الوتر أثناء حربها مع هيفاء وهبي، عندما تحدثت عن طفولتها البائسة وحياتها في الميتم. لكن مشكلة قمر أنها منذ خطواتها الاولى في عالم الفن، رافقتها المشاكل والنزاعات وطغت حياتها الشخصية على أخبارها الفنية، أولها قصتها مع طليقها الفنان آدم (وائل شحادة) التي أصبحت على كل لسان.

اتهمت قمر آدم، الذي عاشت معه حوالى عام ونصف بعد قصة حبّ سريعة، بمحاولة الإعتداء عليها وغيرها من التهم التي تمسّ بسمعته على الصعيدين الشخصي والفني، بالإضافة إلى علاقتها المتوترة بحماتها وإجبارها على اسقاط جنينها وغيرها من القصص التي تتعلق بطفولتها واختفاء والدها في ظروف غامضة وزواج والدتها بعد ذلك بسنوات.

قصة «ميلودي ميوزيك»

بين أغنيتي «نارو بتحرقني» و{قال يعني» انضمت قمر الى شركة «ميلودي ميوزيك». كان من المفترض أن تشكّل هذه الخطوة دفعاً لها لا سيما أن كثر توقعوا لها النجاح، خصوصاً أنها تملك مواصفات مغنيات العصر الحالي أي الجمال والصوت المقبول والحضور المحبب. لكن ما حصل كان العكس تماماً، دخلت قمر في صراع مع الشركة وتحديداً مع صاحبها جمال أشرف مروان واتهمته بأنه يهددها في مستقبلها الفني ويقف حجر عثرة في طريقها نحو الشهرة بدل أن يساعدها.

كذلك رددت في أكثر من مناسبة أن جمال مروان يعاني من عقدة هيفاء وهبي، فعندما يكون على وفاق معها يحارب قمر وعندما يغضب من هيفاء يقول لها إنها ستكون خليفتها، بالإضافة إلى أنه يمنع عنها الحفلات الخاصة ليعطيها للفنانة ميريام فارس، المنضمة الى شركة «ميلودي».

استمرّت العلاقة بين الشركة والفنانة الشابة بين مدّ وجزر، لغاية ليلة رأس السنة 2008، عندما تحدّت قمر جمال مروان وغنّت في الحفلة التي أحياها تامر حسني في فندق سميراميس مقابل 40 ألف جنيه، ما دفع جمال مروان إلى السعي لدى نقابة المهن الموسيقية لإصدار قرار بمنعها من الغناء في مصر.

من جهة أخرى، استغلّ المنتج محمد السبكي وجود قمر في مصر وأقنعها بضرورة ولوج عالم السينما وذلك انتقاماً من هيفاء التي فضّلت سينما خالد يوسف على سينما السبكي، وبتوقيع عقود لثلاثة أفلام سينمائية من بطولتها. احتفالاً بالمناسبة أقام السبكي حفلة ضخمة على المركب النيلي «بلو نايل»، حضره الأصدقاء المقربون. فور انتشار خبر الإتفاق سارع جمال مروان إلى انتزاع قرار من نقابة المهن التمثيلية بمنع قمر من التمثيل في مصر، بموجب عقدي الإنتاج وإدارة الأعمال الموقعين بينها وبين «ميلودي» ومدتهما 11 عاما، وتبلغ قيمة البندء الجزائي في كل منهما 500 الف دولار.

توتر وتهديدات

تصاعدت وتيرة التوتر بين الطرفين ووصلت الى ذروتها بعد تلقي جمال مروان سلسلة من التهديدات من مجهولين ومحاولة شخصين اقتحام مكاتب الشركة في بيروت ليلة 25 ديسمبر، ما دفعه الى تقديم شكوى إلى السلطات المختصة، فأصدرت مذكرات بحث وتحري بحق قمر في بيروت والقاهرة في آن، في الوقت نفسه ادعت قمر على جمال مروان بتهمة تهديدها في مصر.

في اتصال مع «الجريدة» أكد جمال مروان، الموجود حالياً في باريس، أن القانون طريقه الوحيد للحصول على حقوقه وحقوق شركته، وأنه رفع دعوى قضائية على قمر للحصول على حقوقه، وأن التهديد الذي تعرّض له لن يمرّ بسلام وهو برسم السلطات القضائية. أضاف: «اذا أرادت قمر التحرر من العقد عليها دفع قيمة البند الجزائي أي مليون دولار».

تؤكد مصادر مقربة من «ميلودي» أن لدى الشركة الوثائق التي تثبت عدم صحة اتهام قمر القيمين على الشركة بالتزوير، وسيتم إبرازها في قاعة المحكمة وليس على صفحات الجرائد والمجلات.

وحول ادعاء قمر بأنها أدخلت إلى الشركة 600 ألف دولار، توضح المصادر نفسها أن هذا المبلغ مبالغ فيه، ولا يتعدى المبلغ الذي كسبته الشركة من قمر الـ 160 الف دولار، وإذا كانت هذه الأخيرة تريد أن يحررها جمال مروان من «ميلودي»، فلتتعهد بدفع هذا المبلغ، عندها يتمّ إقناع جمال بالإكتفاء به بدل التمسك بالمليون دولار.

كان جمال مروان رفض رفضاً قاطعاً عرضاً تقدمت به قمر تدفع بموجبه مبلغ مئة ألف دولار، تؤمن قسماً منه على الفور وتقسّط الباقي، معتبراً أن قمر لم تترك «للصلح مطرح»، بعد سلسلة الإتهامات التي كالتها إليه، آخرها تصريحها أن جمال مروان عرض على حسن عاكف متعهد حفلة «سميراميس»، في اتصال معه ليلة رأس السنة، الإستغناء عن قمر في مقابل جعل ميريام فارس تغني في الحفلة مجاناً. يذكر أن هذه الأخيرة كانت في بيروت في تلك الليلة تحيي حفلة فنية كبيرة مع راغب علامة. فكيف تكون ميريام في بيروت في حفلة معلن عنها قبل حوالي شهر من نهاية العام، تقاضت خلالها مبلغاً يليق بشهرتها ونجوميتها التي تزداد يوماً بعد يوم، ويعمد جمال مروان وهو «المنتج الشاطر» إلى التضحية بالنجمة الأبرز في الشركة ليقدمها في بلد آخر مقابل لا شيء؟

تشير مصادر مقربة من مروان أن ثمة مساعٍ حثيثة لإنهاء هذا النزاع غير المقبول بالنسبة إلى رجل مثل جمال مروان، لم يعتد أن تقهره فنانة متمردة تجهل مصلحتها، بالإضافة الى أنها تسيء الى علاقته بفنانات الشركة، عندما تشيع مثلا أن جمال يصف ماريا بالفاشلة ويرفض الإنتاج لها بعد اليوم، في وقت تشارك ماريا في بطولة فيلم «بدون رقابة» وتستعدّ لمجموعة من الأعمال الغنائية والسينمائية، تحت جناح شركة «ميلودي». تضيف هذه المصادر أن جمال مروان ضاق ذرعاً بمشاكل قمر المستمرة وحياتها الشخصية غير المستقرة وصراعاتها العائلية التي تسيء الى مستقبلها الفني.

وحول اتهام قمر جمال مروان بأنه يهملها ولا يوفي بتعهداته معها، خصوصاً في ما يتعلق بإنتاج ألبوم كامل لها، تعلّق المصادر أن هناك اغنيات ثلاث جاهزة من أصل ستة، وفي كل مرة تدخل قمر الى الأستديو للتسجيل، يكتشف القيمون أنها غير مستعدة فنياً لإتمام التسجيل، من هنا يأتي البطء في العمل الذي تتحدث عنه قمر وتسمّيه إهمالاً من الشركة.

الأمر الذي أثار غضب جمال مروان خصوصاً، محاولة التعرض لعائلته وزوجته وأولاده، عندما ظهرت إحدى المطبوعات الفنية على شاشة قناة فضائية وعلى غلافها العنوان التالي، «قمر: تطلقت من جمال مروان»، فكان له الأثر البالغ في أولاده، إذ يجهلون اللعبة الصحافية، وما زالوا أطفالاً. وبما أن هنالك خطوطاً حمر ثلاثة تحكم حياته: زوجته، أولاده، وجده الرئيس جمال عبد الناصر، كان لا بد له من توجيه إنذار الى إدارة المحطة بواسطة محاميه إيلي حاماتي، فعمدت إلى شطب هذه الجملة من الإعلان من دون إلغائه.

أما في حال استمرت «قمر» في تعنتها، برأي المصادر نفسها، فلن تستطيع الغناء في أية حفلة عامة ولا الظهور في أي فيلم سينمائي، وسيقتصر نشاطها على الحفلات الخاصة وصفحات المجلات التي سرعان ما تملّ من استضافتها وتعرض عنها، لإفتقارها إلى أي جديد تتحدث عنه.

back to top