صوت الكويت : لن نقبل المساس بالدستور ومعطياته فهو وحدتنا في احتفاليتها بمرور 46 عاماً على صدور الدستور في ساحة الإرادة
أجمع المتحدثون في ديوانية الدستور على أهمية الدور الرائد الذي قام به الشيخ عبدالله السالم نحو الديمقراطية والاستقلال والحريات العامة بتدشينه دستور الكويت منذ 46 سنة. أقامت مجموعة صوت الكويت احتفاليتها الاولى بذكرى صدور الدستور الذي خرج إلى الوجود في الحادي عشر من نوفمبر عام 1962 في ساحة الارادة في مهرجان عائلي افتتحت فعالياته بالسلام الوطني وبفرقة موسيقية بالاضافة الى اشتمالها على ركن للاطفال استمر حتى التاسعة من مساء أمس.
واشتملت فعاليات احتفالية يوم الدستور على ورشة عمل بعنوان «تعرف على دستورك» لعلي اشكناني بالإضافة إلى فاصل ادبي من الشعر والقصة القصيرة بمشاركة القاص يوسف خليفة والشاعر حسين العندليب ووضّاح، كما تضمنت ديوانية الدستور التي اشتملت على كلمات لمجموعة من النشاطين السياسيين.ممثلون للجهاتوعبر الكاتب والناشط السياسيى احمد الصراف عن مدى الحاجة الكبيرة الى عملية التنظيم بين المجتمعات لزيادة الافراد الذين مثلوا الدعم الرئيسي للنظم والقواعد في المجتمع، مشيرا الى ان الدستور هو ذلك العقد الاجتماعي المنظم للعلاقة بين الافراد و المؤسسات، مؤكدا أهمية معرفة مواطنة الانسان من موقفه من الدستور الذي ينظم ويحاسب ويعطي جميع الادوات اللازمة للجهات الرسمية لكي تحاسب الاطراف المعنية، فشريعة الغاب تتفشى في حال غياب الدستور، مستبشرا خيرا بالجيل القادم جيل الشباب.كما اوضح الصراف اهمية وجود ممثلين للجهات الرسمية في مثل هذه التجمعات التي تعكس مدى اهتمامهم بالمواطن الكويتي المحب لدولته مستهجناً في ختام حديثة الوصاية على الحريات من قبل بعض القوى والافراد.اتفاقية 1889ومثلت الجمعية الثقافية النسائية في تلك الاحتفالية سعاد المنيس اذ وضّحت اهمية الدستور والظروف المحيطة به في ذلك العهد، مشيرة الى مجموعة من الظروف السياسية في خمسينيات القرن الماضي ادت الى تغيير المشهد السياسي من 1952وهي السنة التي قامت فيها الجمهورية المتحدة ومن ثم العدوان الثلاثي وسقوط الملكية في 1958 في العراق، الامر الذي ادى الى مراجعة بريطانيا لمصالحها التي كانت من ضمنها اعطاء الديمقراطية لمنطقة الخليج، لافتة الى ابتداء بريطانيا في الكويت في بداية الستينيات من خلال المقيم السياسي البريطاني في الكويت ومحادثاته مع حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم التي رفع بها المقيم مذكرة تحتوي على مواد الاستقلال متمثلة في أربعة بنود يدور محورها حول إلغاء اتفاقية الحماية المبرمة في 1889والتي تنافي استقلال الكويت، مما ادى الى موافقة الحاكم لتحل محل الاتفاقية القديمة اتفاقية جديد سارية المفعول بين الطرفين وكان يوم 11 نوفمبر هو يوم ولادة الاستقلال مشيرة الى الدور الاساسي للشيخ عبدالله السالم واتجاهه الجدي نحو الديمقراطية.46 عاماً للدستوروقال ممثل المنبر الديموقراطي عبدالمحسن مظفر «إن 11 نوفمبر يصادف مرور ستة واربعين عاما على ميلاد الدستور الكويتي الذي صدر في الحادي عشر من نوفمبر 1962، هذا الدستور الذي ارتضيناه جميعا عندما صدر في ظروف سياسية مواتية، كان يهدف في الاساس إلى تحقيق التوازن والتنسيق بين مشروعين خطيرين هما مشروع الحكم واستقرار نظامه، ومشروع الدولة الحديثة القائمة على القانون والمؤسسات الدستورية».ولفت مظفر إلى أن «دستور الكويت من ارقى واهم انجازاتنا ومن المؤسف حقا ان تكون هناك محاولات من قبل البعض لانتهاكه وتعطيل فاعلية بعض مواده»، داعيا الجميع الى الحفاظ عليه. رسالةأما ممثل التحالف الوطني الديمقراطي خالد الفضالة فقد وجه رسالة الى الاجيال القادمة مفادها «أهمية الدستور وعدم المساس بالحريات العامة» منبهاً إلى سنوات المساس بالدستور التي تتم كل عشر سنوات من قبل قوى الفساد، كما اشار إلى أن استفراد اصحاب القرار باتخاذ القرارات يؤدي دائما الى انتهاك الدستور، مبينا أن ساحة الارداة اتخذت مكانا لها المنطقة الواقعة بين السلطات الثلاث المتمثلة في قصر العدل كسلطة قضائية و مجلس الامة السلطة التشريعية وقصر السيف «فسلطة ساحة الارادة اهم السلطات لتمثيلها السلطة الشعبية مصدر جميع السلطات» ذاكرا أن الدستور لا يتجلى في مجلس الامة وحسب وانما في اسلوب حياة ومعيشة الافراد.الحريات العامةوأكد المحامي والخبير الدستوري د. عبيد المطيري أن اكثر دول العالم قمعيةً نُص في دساتيرها على اهمية احترام الدستور والحريات وقوانين الدولة، مبينا أن هناك تفاوتا في احترام الدستور لجميع القوى السياسية قائلا «مهما بلغت نصوص دستور دولة الكويت من الرقي فلا قيمة لها ان لم يقابلها وعي بأهميتها»، مشددا على أن حماية الحريات العامة ليس من اولويات الدولة «فالحريات الاساسية هي الحريات الممنوحة لأي انسان في اي مكان كان فالقبول بالديمقراطية يقابلة الدفاع عنها وعن الحريات التي تتخللها، ويجب ألا ننسى أهمية أن يكون الشعب مصدر السلطات جميعا وكذلك اهمية عدم تعديل نصوص الدستور الا نحو مزيد من الحريات»، مشيرا الى انتهاك هذه المادة وبشكل يومي من قبل البعض»، مطالبا بـ«حملة تثقيف جماعية لتحديد فهم مشترك للشعب لفهم القانون والوطنية».الشبابومثل القوى الطلابية المناصرة للدستور والحريات احمد الشخص الذي اكد في مجمل حديثه على اهمية شباب الجامعات في اقرار الحريات العامة ومن ضمنها حق المرأة السياسي، لافتا إلى دورهم الاساسي والرائد منذ نشأة الكويت حتى اليوم.أما محمد اليوسفي فقد شدد على أهمية المدونين في صنع القوانين والقرارات السياسية، كما لفت الى أنه «مع مرور 46 سنة لم نجد من لديه نظرة مستقبلية، فالدستور يقول في المادة 30 إن الحرية الشخصية مكفولة وفي المادة 31 ألا يتعرض أي إنسان لا مواطن ولا مقيم للإهانة، وفي المادة 35 أن حرية الاعتقاد مطلقة وفي المادة 36 أن حرية التعبير والبحث العلمي مكفولة، فالشيخ عبدالله السالم رحمه الله، لم تكن لديه التكنولوجية المتطورة التي نحظى بها في هذه الأيام وكان ينظر الى المستقبل عندما وضع الدستور، ويأتي اليوم البعض ليمنع الناس عن حرية التعبير والاعتقاد والبحث العلمي من خلال منع بعض الكتب وحجب بعض المواقع الإلكترونية مثل اليوتيوب وغيرها».صوت الكويتاختتمت عضوة التجمع عن صوت الكويت فجر الراشد ديوانية الدستور مؤكدة على اهمية دور الشيخ عبدالله السالم «الذي وقع على دستور الدولة في 11 نوفمبر 1962، موضحة اهمية هذا التاريخ الذي نقل الكويت من كونها إمارة عشائرية الى دولة مدنية، يحكمها قانون ويسير امورها دستور يعتبر من افضل دساتير العالم»، لافتة الى استمراره منذ ذلك الوقت، مشيرة الى ان الالتزام بدستور دولة الكويت والعمل به حقق طفرة اجتماعية واقتصادية وسياسية للكويت، وضعها في مصاف الدول الاكثر تقدماً بين نظيراتها من دول الخليج بل وبين دول العالم اجمع، وأضافت «إن دستورنا جعل الكويت رائدة في مجال الاهتمام بالشباب والاسرة والعدالة الاجتماعية، فقد خص المشرعون الباب الثاني من الدستور بهذه القضايا تقديراً لدور الشباب في التنمية وارساء لاساسات العدالة الاجتماعية التي نفتقدها في يومنا هذا»، مشددة على اهمية دور الرواد الاوائل في إرساء الحريات الخاصة والعامة كحقوق مطلقة للانسان بشكل عام وللمواطن الكويتي بشكل خاص».وأوضحت اهمية الاحتفال بذكرى التوقيع على هذه الوثيقة العظيمة التي وحدت كلمتنا منذ زمن ونقلتنا نقلة نوعية دوليا، مستذكرة المغفور له عبدالله السالم الذي كانت له رؤية سابقة لزمنه، خطت بالكويت خطوات واسعة نحو المجتمع الدولي المتقدم، كما حيّت كل رموز الكويت الرائعة التي ساهمت في اخراج الدستور الى النور، وأكدت على التمسك بالدستور والحقوق والحريات التي كفلها، قائلة «إننا لن نقبل المساس بمعطياته وبالحقوق وكذلك والواجبات الي يحددها لنا دستورنا فهو وحدتنا، وهو ما وقانا شر عواصف كثيرة ماضية، وسوف يستمر الغطاء الوطني الذي يحمينا من كل ما هو قادم في طريق بناء كويتنا الحبيب».يذكر أن الاحتفالية اشتملت على ركن تدوير للكتب المستعملة ومجسم لسور الكويت لتدوين الجمهور رسائل عامة لأعضاء مجلس الأمة.