آمال: عودة إلى السفينتين

نشر في 03-04-2009
آخر تحديث 03-04-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي وصلنا من السيد الفاضل الأمين التنفيذي للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية الدكتور عبدالرحمن عبدالله العوضي هذا الرد:

السيد الفاضل رئيس تحرير جريدة «الجريدة» المحترم

تحية طيبة وبعد،،

تهدي المنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية أطيب تحياتها لكم، وتود الاشارة الى ما جاء في مقالة الأخ محمد الوشيحي في جريدتكم الغراء «الجريدة»، عن تواجد مواد كيميائية في بعض السفن الغارقة في منطقة خور عبدالله، التي غرقت أثناء عمليات حرب تحرير الكويت.

بداية يسعدنا ان نبعث لكم بخالص الشكر والتقدير على اهتمامات جريدتكم «الجريدة» بالاخبار البيئية وتغطيتها بشكل جدي يدل على مدى الاهتمام والحرص البالغين على حماية البيئة بصفة عامة والبيئة البحرية بصفة خاصة. كما يسرنا أن ننقل شكرنا للأخ محمد الوشيحي على ما جاء في مقالاته واخطارنا بطريقة غير مباشرة عن وجود مواد كيميائية على السفن الغارقة في تلك المنطقة.

ونحن في المنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية بصفتنا الجهة المسؤولة عن حماية المنطقة البحرية من التلوث بجميع مصادره بموجب اتفاقية الكويت لعام 1978، وحرصا من المنظمة على اتخاذ الخطوات اللازمة للتخلص من هذه المواد الكيميائية عن طريق مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية بصفته الجهة المختصة في المنظمة عن مثل هذه الحالات القريبة من موقع السفن الغارقة لأخذ الاستعدادات المطلوبة في هذا الشأن.

ولتفادي ذلك، نرجو من الاخ محمد الوشيحي ان يتكرم ويزودنا بالمصادر التي أكدت وجود المواد الكيميائية الخطرة في تلك السفن الغارقة لمساعدة المنظمة في الاستعداد المطلوب للحد من خطورة هذه المواد والعمل على رفعها في الوقت المناسب.

وختاما نشكركم على اهتماماتكم البيئية، آملين مواصلة هذه المسيرة لتحقيق الهدف من دور الاعلام البيئي في اظهار الحقيقة وحماية البيئة بشكل عام.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،،

د. عبدالرحمن عبدالله العوضي

الأمين التنفيذي

* * *

شكرا للأخ الأمين التنفيذي على تفاعله مع ما جاء في المقالة، ومتابعة مسؤولياته، وإن كان رده قد جاء «بعد حين من الدهر»، وهو ما دفع شيطاني إلى الوسوسة في أذني اليسرى بأن التأخير لم يكن بسبب سوء الأحوال الجوية، وإنما بسبب عدم علم الأخ الأمين بالموضوع أساسا، ولذلك طلب من مساعديه أن «يحطونه بالصورة»، فاستغرقت «الصورة» كل هذا الوقت، رغم غرق السفن منذ الزمن الأحفوري في مياهنا الإقليمية. لكنني «أخزيت» الشيطان الخبيث.

على أي حال، لن أتحدث عن تقصير مؤسساتنا وقيادييها، وكيف أن بعضهم ترك مسؤولياته ولم يعد يهمه سوى إلقاء «إثم» تخلف البلد على القبائل وأبنائها، في حين كان هو أحد أسباب تدهور الخدمات الطبية... سأرمي هذا كله في «دبّة السيارة» وسأجيب طلب الأخ «الأمين» المحترم ببعض الأسئلة علّه يجيبني عنها مشكورا فتتضح الصورة أمامي وأمد يد المساعدة للمنظمة كما طلب مني. لكن قبل ذلك أود أن أبيّن له أنني لا أعرف إن كانت السفينتان غارقتين في خور عبدالله أم خور أحد آخر، لا أعرف أسماء المناطق البحرية، البرية و»بالدّز». الذي أعرفه أنني شاهدت صورا لثلاث سفن غارقة في الشمال، اثنتان منها في مياهنا الإقليمية والثالثة في مياه العراق الإقليمية.

طيب، لنطرح الأسئلة التي ستساعدني أجوبتها في تحقيق طلب الأخ الأمين:

- سعادة الأمين، يتضح من كلامك أنكم في المنظمة متأكدون من أن السفن لا تحوي مواد كيماوية خطرة، لذا لجأتم إلي، فهل فحصتم محتويات السفينتين قبل أن تطلبوا مني ما يؤكد خطورة المواد؟ ومتى؟ وبمساعدة أي مختبر؟ وماذا كانت النتيجة أيها الأمين التنفيذي؟ أرجو نشر الوثائق – إن وجدت - ليطمئن الناس، وإجراءاتكم الصحيحة التي اتخذتموها لمواجهة الخطر. ولك مني أن أكتب حينئذ وبالخط الحياني: «أنا على خطأ وأهل البيئة على صواب»، وسأتحمل التبعات جميعها.

- السؤال الآخر، إلى أين تتجه مقدمتا السفينتين، سعادة الأمين، هل كانتا في طريقهما إلى العراق عندما قصفتا أم كانتا خارجتين من العراق؟ والفرق واضح كما أظن. فالسفن قُصفت أثناء الحرب العراقية- الإيرانية، فإن كانتا خارجتين من العراق فهما محملتان بالنفط، كما يقول المنطق، إذ لا يصدّر العراق شيئا آخر– خصوصا أثناء الحرب – إلا المشاكل، والنفط مواد كيماوية خطرة (على ذمة الجامعات)، أما إن كانتا في طريقهما إلى العراق، فستحل الكوارث والمصائب، لأن المواد المحرمة - التي استخدمها صدام ضد شعبه وضد الإيرانيين – كانت تأتي من الخارج.

- الأخ الأمين، المعلومات التي وصلتني تقول إن أحدا لم يجرؤ على الاقتراب من السفينتين، دع عنك أخذ عينات منهما وفحصها، لأن الخوف يتملك الجميع من أن تكون المحتويات «خطرة جدا»، أو أنها مضروبة بصواريخ تحمل مواد خطرة جدا. ومصادري أبلغتني عن تحذيرات مستشار الحكومة توني بلير، وكتبت ذلك في العمود هنا، وبلير مازال على قيد الحياة، فهل سألتموه؟ وبماذا أجابكم؟

- طيب، لنفترض (مثلا يعني) أن السفينتين تحويان بسكويتا وخبزا وماجلة بيت، وأن الصواريخ التي أغرقتهما مصنوعة من الفانيليا وقليل من المكسرات، فهل السفينتان مصنوعتان أيضا من البسكويت والفانيليا والمكسرات وماجلة البيت، أم من المعادن التي سيؤثر بقاؤها طوال السنين هذه في البحر وتآكلها في البيئة البحرية؟ أفيدونا أفادكم الله يا أهل البيئة. ولماذا لم تنتشلوهما إلى اليوم؟

هذه بعض الأسئلة، وغيرها لايزال مغلفا وموضوعا فوق الرف في انتظار أجوبة الأخ الأمين المحترم كي نضع الأمور في نصابها... تحت السجادة. 

back to top