إيجابيات المبادرة المصرية تكبح مفاعيل خرق في غزة القاهرة ترفض قدوم السفن الأوروبية لـ منع التهريب

نشر في 28-01-2009 | 00:00
آخر تحديث 28-01-2009 | 00:00
كادت الأجواء الإيجابية التي نتجت عن إعلان مصر جدولاً زمنياً للتوصل الى تهدئة تثبت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يليها إطلاق ورشة المصالحة الفلسطينية، ومؤتمر إعادة الإعمار، أن تتبدد وتذهب أدراج الرياح، لو استدرج الخرق الخطير الذي وقع صباح أمس مواجهة أوسع في القطاع، الذي لا يزال يلملم جراحه بعد العدوان الاسرائيلي.

ففي حادثة تزامنت بشكل مشبوه مع وصول الموفد الاميركي الجديد للسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشيل الى القاهرة، ليستهل من هناك جولته الاستكشافية للمنطقة، فجَّر طرف مجهول، او على الأقل لم يعلِن هويته، عبوة ناسفة على السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، أدت الى مقتل جندي اسرائيلي برتبة «ضابط صف» وجرح ثلاثة آخرين بينهم ضابط في حال خطيرة.

ورغم التصريحات الاسرائيلية القاسية التي أطلقها وزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، فإن الرد بقي محدوداً ومحصوراً في توغل بري في خان يونس وغارة جوية أوقعا قتيلا فلسطينياً وجريحَين.

ويبدو أن الايجابيات التي تحيط المبادرة المصرية، والتوافق الدولي عليها، تجاوزَا سريعا مفاعيل حادثة الخرق، اذ كشفت مصر أمس، أن هناك بوادر تقدم جديد في ملف المصالحة الفلسطينية، وتوقَّع وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط إمكان التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن خلال الأسبوع الثالث من فبراير المقبل.

وشهدت القاهرة امس، حراكاً دبلوماسياً كثيفاً، تُوج باجتماع الموفد الاميركي للسلام بالرئيس المصري حسني مبارك، الذي التقى في وقت سابق، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.

الى ذلك، شهدت صالة كبار الزوار في مطار القاهرة اجتماعاً ثلاثياً (عربيا- أوروبياً- أميركياً)، بين الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وميتشيل وسولانا، وبدا واضحاً ان هناك توافقاً على أولويات التحرك المقبل على الساحة الفلسطينية، والتي تركزت على تحقيق ثلاثية «التهدئة والمصالحة والإعمار». وفي تطور لافت بدلالاته، حذَّرت وزارة الخارجية المصرية أمس، الدول الأوروبية التي أعلنت توجيه سفنها إلى المياه الإقليمية لقطاع غزة بحجة منع تهريب الأسلحة.

وقال أبو الغيط إنه طالب نظراءه الأوروبيين خلال الاجتماعات التي عُقدت في بروكسل الأسبوع الماضي، بأن «يتفهموا المشاعر العربية والإسلامية الرافضة لهذا الإجراء»، مشيرا إلى أن رسالته «وصلت بوضوح».

وبالعودة الى الاوضاع الفلسطينية الداخلية، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الجريدة» أن وفد «حماس» سيعود غدا إلى القاهرة لتسليم مصر رد الحركة النهائي على الآليات التي اقترحتها لتنفيذ مبادرتها، بدءاً بالتهدئة ووصولاً الى المصالحة وإعادة الإعمار.

وقال المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، إن «حماس» ستقبل تهدئةً عاماً ونصف العام تبدأ في الخامس من فبراير، لكنها لن توافق على بدء الحوار في 22 فبراير كما هو مقترح واتفق عليه باقي الفصائل. وقال مسؤول في «حماس» إن «تاريخ 22 فبراير ليس نهائياً، بل يخضع للمناقشة، وهو من بين الأفكار المطروحة»، وإن الحركة ستعطي «ردها عليه في الوقت المناسب».

(غزة، القدس، القاهرة - الجريدة)

back to top