قضّبوها فليفل!!

نشر في 28-10-2008
آخر تحديث 28-10-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي «فليفل» هذا لمن لا يعرفه يعد من أشهر دلالي بيع الأسهم غير المدرجة في السوق الرسمي، يذكره أهل المناخ ويعرفه متداولو البورصة جيدا وتجده دائما كالنحلة في أنحاء السوق كلها، وأينما تولي وجهك تجد «فليفل» يعمل بهمة ونشاط ومرح وطيبة، ولديه خبرة لا تقل عن خبرة حيتان السوق ومخضرمي البورصة، فهو كنز من الأسرار.

وحيث إن سوق الأسهم يتعرض يوميا لهزات عنيفة أفقدت المتداولين عقولهم بعد أن فقدوا أموالهم، ولم يظهر لنا حتى الآن مَن بيده القدرة على تشخيص هذا الداء. وعلى الرغم من أنها كارثة اقتصادية قد أصابت البلاد وتخفي وراءها كارثة اجتماعية، فإنه ليس هناك أحد من أصحاب القرار أو النفوذ مكترث لما آلت إليه الأمور.

ففي ظل كارثة مثل تلك التي تعانيها البلاد هذه الأيام، يتوجب على مجلس الوزراء أن يكون في حالة انعقاد دائم، كما يتعين على مسؤولي البورصة وقيادييها أن يكونوا على رأس عملهم بصفة لمواجهة هذا النزيف.

إن ما شهدناه يا إخوة في الأيام الماضية يجعلنا نتيقن من أننا نعيش في زمن اللامعقول... ففي الوقت الذي تخسر فيه البورصة آلافا من النقاط، ألم يكن من الأجدى لشخصية كبيرة أن تتجه، ضمن زياراتها الميدانية الأخيرة، إلى مقر البورصة كي تبث الطمأنينة والراحة في نفوس المواطنين والمتداولين، وتضمن لهم حلا جذريا وسريعا يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي؟!

هذا عن المسؤول الكبير، أما عن السيد المحترم الآخر الذي يملك أكبر مجموعة استثمارية ويتربع على بحيرة من المال وإمبراطورية من الأسهم والشركات ويكنز الذهب والفضة... فماذا فعل؟ خرج علينا بجلال قدره ليناشد الحكومة أن تتدخل لإنقاذ السوق، فيا ترى إذا كان المليارديري يناشد الحكومة فماذا يفعل صغار المستثمرين؟ المفارقة الأعجب والأغرب أنه بعد يوم واحد من مناشدته للحكومة، وجدناه يقوم بتمويل وضخ ملياري دولار في جمهورية مصر لدعم مشاريعه.

أما أحد وزرائنا «الملالوة» والمسؤول الأول عن سوق الأوراق المالية، فإنه يلخص الأزمة والكارثة التي حلت بسوق الأسهم وبأموال الناس في أنها نتيجه للربا... ونسي أن دوره كوزير- بالإضافه إلى تشخيص الأسباب- يستوجب عليه وضع حلول ورسم سياسات للخروج من الأزمة! فصغار المستثمرين والمواطنين يريدون حلولا يا شيخ لوقف هذا النزيف وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وهنا أذكّر معالي الوزير بحديث الرسول الكريم «... من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت».

أما عن «بلوة» مجلس أمتنا وأعضائه ورئيسه فلقد تركوا الكارثة وكأنها في بلد آخر غير الكويت، وبدلا من أن يخرجوا بشيء يعيد الثقة إلى جموع المواطنين نجدهم قد حرصوا أول ما حرصوا على إعادة إنشاء وتشكيل لجنة الظواهر السلبية والدخيلة، فإذا كانت هذه حال حكومتنا وبعض تجارنا ووزرائنا ومجلسنا، فإنني أقترح تسليم ملف أزمة البورصة إلى «فليفل» الدلال... فلربما يأتي «فليفل» بما عجز عنه عليّة القوم ويعود السوق «خضر».

back to top