اللي اختشوا ماتوا

نشر في 15-03-2009
آخر تحديث 15-03-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي نوابنا المتدينون تحفة، نواب المناطق الخارجية منهم يتسلحون بفتاوى تبيح شراء المديونيات، ونواب المناطق الداخلية يتحججون بفتاوى تحرّم ذلك، وكأن إسلام الدائرة الرابعة يختلف عن إسلام الدائرة الثانية، وبحسب رغبات ناخبيك اختر فتواك.

هي قاعدة: المتدينون الساسة يتكاثرون بين الشعوب القليلة التعليم، والدليل أن أحفاد الدولة الإسلامية في حركة حماس أرسلوا «ايميل» للمذيعة الأميركية السمراء أوبرا وينفري يقولون فيه: «جربي ارتداء الحجاب يوما واحدا وستشعرين بقيمتك الحقيقية». وأجزم بأن أوبرا لو قرأت الإيميل لكتبت لهم: «جربوا أنتم احترام المرأة، جربوا أن توفروا لها التعليم المناسب والتطبيب المناسب وفرصة العمل المناسبة، جربوا التركيز على لب الموضوع لا قشوره، جربوا عدم الضحك على الناس باسم الدين، دعوا حجابي وركزوا على مصائب شعبكم، وستشعرون بقيمتكم الحقيقية». وستعنون أوبرا إيميلها بالمثل المصري «اللي اختشوا ماتوا».

ما علينا من حماس، نعود إلى الكويت... في السابق كان نواب الحكومة يخجلون من كلام الناس، واليوم يأتي النائب المتدين خالد السلطان ليعلن بالخط الكوفي وبكل ثقة أنه «بإمكان الحكومة الاعتماد على الأغلبية العاقلة في المجلس»! أي أن النواب المعارضين هم مجموعة من المجانين يسيرون في الشوارع ويحذفهم الصغار بالصخر. «يضرب قلبو شو بيذل» هذا الكرسي الأخضر، كرسي البرلمان، يجعلك تهذي بلا شعور. وليت الصديق الرائع بدر ششتري، ذا الأربعة والعشرين عاما، يتبرع بجزء من وقته ليشرح للسلطان أهمية الدستور والدولة المدنية وحق الشعب بالمشاركة في الحكم والاستجواب. وكان بدر قد علم بأن صديقه رُزق مولودا، فاتصل به ناصحا: «كبّر في الإذن اليمنى للمولود، واقرأ المادة السادسة من الدستور في الأذن اليسرى». ما أروعك يا بدر.

يا صاحبي، خزعبلات المتدينين لا تنتهي والناس لا يريدون أن يستيقظوا من سباتهم. خذ عندك أيضا هذه المعلومة، حضرت «الفتوى والتشريع» جلسة اللجنة المالية لمناقشة «شرعية المقترحات الاقتصادية»! فشرعنت مقترح مرزوق الغانم ورفضت مقترح محمد هايف، وقبل خروج جماعة الفتوى والتشريع شكرهم هايف على شرعنة مقترحه! فاحتجوا: «رجاء لا تتقوّل علينا، نحن لم نشرعن مقترحك، ونتمنى أن توجّه سؤالك إلينا كتابة وسنجيبك كتابة، إذا كانت الأمور بهذه الصورة». وليت الفتوى والتشريع تصرّح بفتواها للصحف ليعرفها الناس.

واليوم، لو حُل البرلمان، لحصد هايف الأصوات وتصدر الترتيب بلا منافس، لماذا؟ لأنه حمى مساجد الكويت من «الغزو الصليبي»، وتقدم باستجواب «شينكو» دفاعا عن المساجد. لكن ماذا نقول إذا كانت الحكومة نفسها حكومة شينكو! والمضحك أن خالد السلطان، وهو سلفي أيضا مثل هايف، يرفض الاستجواب، فهل هذا يعني أنه يؤيد هدم المساجد؟ الجواب عند هايف. والدين كان في السابق ينقسم إلى طوائف ومذاهب والآن قسموه إلى مناطق وناخبين. عجبي.

back to top