ناصر في عيون العائلة

نشر في 16-10-2008 | 00:00
آخر تحديث 16-10-2008 | 00:00
No Image Caption

قدمت دراما رمضان هذا العام السيرة الذاتية لحياة الزعيم جمال عبد الناصر، وسلّط مسلسل «ناصر» الضوء على جوانب مهمة في حياة الرئيس لم تكن معروفة لدى العامة، خصوصاً أن الأخير حرص على أن تبقى حياته الخاصة وعلاقته بزوجته وأولاده بعيدتين عن أعين الصحافة والإعلام.

بعدما أُسدل الستار على أحداث المسلسل، لم نقرأ أية ردود أفعال مباشرة للعائلة، باستثناء ما نقله الممثل مجدي كامل (ناصر) على لسان عبد الحكيم عبد الناصر الذي قال له: «جعلتني أتناول طعام الإفطار مع والدي ووالدتي بعد 38 عاماً من الفراق». لكنّ شقيقي الزعيم الكبير الدكتور عادل عبد الناصر والأستاذ رفيق عبد الناصر كانت لهما تحفّظات، خصوصاً على شخصية والدتهما عنايات الصحن كما صوّرها المسلسل.

أكّد رفيق عبد الناصر وجود أخطاء تاريخية عدة بالإضافة الى اختلاق أسماء لم تكن موجودة أصلاً في حياة الزعيم، وإغفال شخصيات وأسماء أخرى من على مسرح الأحداث، مثل خلفية الضباط الأحرار السياسية وغيرها من التفاصيل التي تتعلق بعلاقتهم ببعضهم بعضاً. كذلك اعتبر أن المؤلف تسرّع في إنجاز المسلسل، لأن السير الذاتية يجب أن تعتمد على مؤرخين، وتحتمل السيرة الذاتية لعبد الناصر مسلسلات عدة مثل ناصر والسد العالي، ناصر والعرب، ناصر والوحدة مع سوريا، وشدّد على أن المسلسل أغفل التواطؤ الأميركي في حرب 67، وكيف كانت كل طائرة إسرائيلية تضرب في المكان الذي خطِّط لها أن تضرب فيه، ويعني ذلك أن الطيران الإسرائيلي كانت له عيون داخل القاهرة.

عملية فنية بدائية

عن أداء مجدي كامل، أوضح رفيق عبد الناصر أن ناصر كان مختلفاً كلياً عما قدَّم على الشاشة، فلم يكن حاد الملامح متجهّم الوجه باستمرار، واستغرب هذا الحفيف المستمر في صوته الذي استمر طوال المسلسل. أما الكاريزما التي كان يمتلكها، فلم تكن ناتجة من الصوت العالي، لأن صوته لم يكن يعلو سوى في المواقف الكبرى.

حين سألناه إذا كانت الدكتورة هدى عبد الناصر مسوؤلة عن كل ما ورد في المسلسل، أكد أن المؤلف لم يعتمد كلياً على رأيها، ربما على جزء من كلامها فحسب. حول تقييم المسلسل، اعتبر أنه عبارة عن عملية فنية بدائية، يعكس صورة مختلفة عن جمال عبد الناصر الذي كان له وضعه بين عائلته وأصدقائه، وكان رجلاً واثقاً بكل خطوة يخطوها ويهابه الجميع.

عن قدرة مجدي كامل على تجسيد شخصية ناصر، رأى أن ممثلين كثراً أدوا شخصية عبد الناصر وفي طليعتهم أحمد زكي، الذي حاول، قدر المستطاع، الاقتراب من روحه، وكان خالد الصاوي جيداً أيضاً، لكن تكمن الصعوبة الحقيقية في أن هذه الشخصية ما زالت عالقة في عيون العرب جميعاً.

أما الدكتور عادل عبد الناصر فأكثر ما أثار حفيظته هو شخصية والدته عنايات الصحن، وأوضح أن الأخيرة لم تكن بتلك الصورة التي ظهرت فيها في المسلسل، فهي متحدّرة من عائلة الصحن المعروفة في الاسكندرية، كانت شقيقتها هدى الصحن مديرة مدرسة الاسكندرية الثانوية وشقيقها رشدي الصحن خريج جامعة فؤاد الأول ورئيس هيئة الاستثمار. كذلك شدد على أن المسلسل احتوى مغالطات كثيرة، فعبد الناصر لم تكن لديه خالات، كانت والدته السيدة فهيمة حماد وحيدة بين شقيقيها أحمد وابراهيم.

حول شخصيّة عبد الناصر، أكد د. عادل أنها اختلفت تماماً عما ورد في المسلسل، تمتّع ناصر بروح الدعابة بدليل أنه عندما كان يخطب كان يستخدم بعض النكات ويتحدث بعفوية ويتناول حادثة طريفة قبل أن يدخل في الموضوع الرئيس، إذ كانت خطبه كافة ارتجالية. أما بالنسبة إلى دور عمّه خليل، فأشار الى أنه مشوب بمغالطات كثيرة، إذ ظهر خليل حسين سلطان الأكثر تأثيراً في توجّه ناصر نحو السياسة والعمل الوطني، وهو غير صحيح ومبالغ فيه. كذلك أوضح أن أحدا لم يكن يجرؤ على منادته بجمال ما عدا والده عبد الناصر حسين، وكان الجميع يناديه بـ «سي جمال» حتى زوجة والده، فهو وُلد زعيماً وتمتّع بالخصوصية، وعلى الرغم من مستوى العائلة المتوسّط كانت له غرفة منفردة وخزانة خاصة به. ختم د. عادل أن مجدي كامل كان جيداً في تجسيد دور عبد الناصر، لكن ناصر يبقى ناصر.

شدّد مصدر مقرّب من أولاد الرئيس عبد الناصر على أن المسلسل لم يأتِ بما هو مأمول منه، وأن إدراج اسم الدكتورة هدى عبد الناصر في مقدمة المسلسل جعلها «تلبس» المسلسل، ولم يعد بإمكانها إعطاء رأي واضح وصريح فيه، وأوضح أن العائلة وجدت نفسها أمام إخراج ضعيف، ربما بسبب ضعف الإمكانات المادية التي يحتاجها مثل هكذا مسلسل، لكن يكفيها أن ناصر موجود على الشاشة وهذا وحده عامل جيد بالنسبة إليها.

إعجاب

كذلك أشار مصدر آخر مقرب من العائلة أن بعض أفراد العائلة، خصوصاً الأحفاد، أُعجب بأداء مجدي، وحول شخصية زوجة والدة الزعيم اعتبر أن المسلسل لم يظلمها، وكانت كما ظهرت فيه، لكن عائلة عبد الناصر التي عُرفت بأنها عائلة بعيدة عن الأضواء ولم تحب يوماً أن تكون في دائرة الإعلام، لا تريد أن تظهر أمام الرأي العام بأنها عائلة بجناحين، جناح أولاد فهيمة وجناح أولاد عنايات.

أما الشخصية البارزة التي ظهرت في المسلسل والتي لا يريد صاحبها التعليق عليها فهي الصحافي محمد حسنين هيكل (أدى شخصيته الممثل شريف حلمي) وأكدت مصادره أنه لم يكن راضياً عن الطريقة الذي قدِّمت فيها شخصيته ولكنه لن يقول رأيه بصراحة في هذا الموضوع .

back to top