موظف في بريد الفنطاس يختلس أكثر من ثلاثة آلاف دينار! لتقاعس المسؤولين عن متابعة آلية التحصيل لخدمات المواصلات

نشر في 15-10-2008 | 00:00
آخر تحديث 15-10-2008 | 00:00
رغم اختلاس أحد الموظفين في مكتب بريد الفنطاس 3000 دينار منذ بضعة أشهر، فإن أياً من مسؤولي وزارة المواصلات لم يكلف نفسه عناء متابعة القضية، التي أضاعت حقوق المشتركين.

يبدو أن قطاع البريد في وزارة المواصلات بحاجة إلى إعادة تأهيل بالكامل، ليس على مستوى آلية العمل فقط، إنما يجب أن يشمل التطوير المزمع تنفيذه في أكثر من مشروع قادم حسب مسؤولي الوزارة، خصوصا مع تزايد التجاوزات بهذا القطاع الحيوي في الآونة الأخيرة بشكل لافت، إذ كشفت مصادر مطلعة في وزارة المواصلات لـ«الجريدة» أن أحد الموظفين العاملين في مكتب بريد الفنطاس اختلس قبل أشهر قليلة أكثر من ثلاثة آلاف دينار على مرأى ومسمع من المسؤولين الذين غضوا الطرف عن القضية من دون سبب معروف، بل انهم سعوا جاهدين إلى التعتيم على عملية الاختلاس التي أضاعت حقوق المشتركين والوزارة في آن واحد.

وأضافت المصادر أن المبلغ المذكور هو قيمة تجديد اشتراكات لصناديق البريد الخاصة بعدد من المواطنين الذين يفوق عددهم الـ800 مشترك، موضحة أن المواطنين اكتشفوا عن طريق المصادفة أن اشتراكاتهم لم تجدد، رغم قيامهم بدفع رسوم التجديد وهي أربعة دنانير فقط، ما أثار الشكوك حول الموظف المذكور الذي حصَّل تلك المبالغ، خصوصا أنه كان يقوم بتحصيل رسوم التجديد من المشتركين، لكنه في نفس الوقت لا يعطي المشترك وصلا بتسلم المبلغ، متعذراً بحجج واهية، إذ إن الوصولات تحمل أرقاما معينة، ما يصعّب من مهمته التي كان ينوي تنفيذها، لافتة إلى أن المفاجأة كانت في خزينة إدارة محافظة الأحمدي، التي كانت تعاني عجزاً مالياً ملحوظاً في المبالغ التي تم توريدها من المشتركين نظير عدد من الخدمات، وهو الأمر الذي دفع أحد المسؤولين إلى متابعة الموضوع للتوصل إلى سبب هذا العجز، ليكتشف أن زميله هو من اختلس هذه الأموال من إيرادات الوزارة، فقام بما هو مطلوب منه، إلا أنه فوجئ بأن بعض المسؤولين في القطاع قاموا بتغطية الموضوع ولم يظهر للعلن حتى الآن، رغم أن الحادثة وقعت قبل ثلاثة أشهر، مؤكدا أن السبب الرئيسي في تزايد التجاوزات في القطاع هو تقاعس المسؤولين في الوزارة عن متابعة عملية التحصيل، ليس على مستوى قطاع البريد وحده، بل في مختلف قطاعات الوزارة المالية، والتي لها ارتباط وثيق بتقديم خدمات مباشرة مع المواطنين والمقيمين، وكذلك الجهات الحكومية والأهلية.

ولفتت المصادر إلى أن التدوير الأخير الذي أجري في إدارات القطاع لم يأت بجديد يذكر، مشيرة إلى أنه إجراء بمنزلة الغطاء للتجاوزات الادارية والاختلاسات التي تحدث في القطاع، مؤكدة أن «البريد» يحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى انتفاضة كبيرة من قيادات الوزارة، إن كانوا جادين في تطوير الخدمات التي ستكون مقدمة لإنشاء مؤسسة خاصة للبريد.

back to top