نساء محمود درويش

نشر في 08-10-2008
آخر تحديث 08-10-2008 | 00:00
No Image Caption
 محمد الحجيري سألتني الروائية رشا الأمير: {لماذا لا تكتبون عن النساء في حياة محمود درويش، هذا الشاعر الوسيم، كيف كانت علاقته بالمرأة، جميع الذين كتبوا تناولوا قصيدته عن «الأم»، وكليشيه «أحن الى خبز أمي». قلت في قرارة نفسي أن مثل ذلك الموضوع مغرٍ للكتابة، لكن الذين يحبون محمود درويش لا يفكرون في التطرق إليه، إذ تغلب على كتاباتهم البكائيّات على «الأيقونة الراحلة»، وغالبًا ما يكون «الشاعر/ الكاتب المثالي» في رأي محبيه، منزّهاً من العلاقات والحب والجنس، هل تذكرون الضجة التي أحدثتها رسائل غسان كنفاني الى غادة السمان لمجرد بوحه بحبه لها؟

ذكّرني سؤال رشا بـ{خبرية» سمعتها من أكثر من مصدر تفيد أن دوريش طلب، خلال زيارته الى لبنان قبل سنوات قليلة، مقابلة هيفاء وهبي وكان برفقة صديقين له أحدهما أصبح في ذمة الله، لا نعرف ما حقيقة الخبرية، ربما تروي وهبي تفاصيلها يومًا ما إذا كانت صحيحة. المهم القول إن المرأة في حياة درويش، عنوان لافت أو مشروع لرواية تحتاج إلى من يكتبها أو من يتخيلها. تبدو المرأة في بعض قصائده مثل مومس، ربما بسبب حياة الوحدة التي كان يعيشها وهي تفرض نمطاً معنياً من العلاقات.

شخصيّاً لم أكن أعلم أن درويش تزوّج مرتين، وهو في أكثر من جانب يبدو غامضاً بشأن «حادثة» الزواج: «يقال لي كنت متزوجاً، لكنني لا أتذكر التجربة». قابل رنا قباني (ابنة أخ الشاعر السوري نزار قباني) في واشنطن سنة 1977 وتزوجا « لثلاثة أعوام أو أربعة»، غير أنها تركته لتحصل على شهادة الدكتوراه في جامعة كيمبردج وكان مستحيلاً الاستمرار. تزوج لنحو عام في منتصف ثمانينات القرن العشرين مترجمة مصرية، حياة الهيني، يقول: « لم نُصب بأية جراح، انفصلنا بسلام، لم أتزوج مرة ثالثة ولن أتزوج، إنني مدمن على الوحدة. لم أشأ أبدًا أن يكون لي أولاد، وقد أكون خائفاً من المسؤولية، ما أحتاجه استقرار أكثر، أغيّر رأيي، أمكنتي، أساليب كتابتي، الشعر محور حياتي، ما يساعد شعري أفعله وما يضره أتجنبه».

يعترف درويش بفشله في الحب كثيراً، «أحب أن أقع في الحب، السمكة علامة برجي (الحوت)، عواطفي متقلّبة، حين ينتهي الحب، أدرك أنه لم يكن حباً، الحب لا بد من أن يعاش، لا أن يُتذكر».

من جانب آخر، يذكر درويش المرأة باعتبارها الأرض- الوطن، استطاع أن يجسد شخصية الأم ويكرسها في خدمة أشعاره، كذلك عندما يتحدث عن المرأة العشيقة لا نلمس تلك الخصوصية في شعره، أي لا يتطرق إلى العلاقة الغرامية، بل المرأة. المرأة في شعره، هي مصدر الحنان، العطاء، الوطن والمرأة لا ينفصلان، ووظيفة المرأة أن تمد ابنها، حبيبها، أخاها (الشاعر) بالقوة والقدرة على التحليق نحو الحرية.

هذا جانب من حياة شاعر يحتاج إضاءة بعيدًا عن زوبعة البكائيات وإسراف الحبر للاشيء، يقول درويش إن ديوان «سرير الغريبة» هو أول كتاب له مكرس للحب كلياً، مع ذلك، حتى القدرة على الحب شكل من أشكال المقاومة: «يفترض أن نكون نحن الفلسطينيين مكرسين لموضوع واحد، تحرير فلسطين، هذا سجن، نحن بشر، نحب، نخاف الموت، نتمتع بأول زهور الربيع، إذا كتبت قصائد حب فأنني أقاوم الظروف التي لا تسمح لي بكتابة قصائد الحب».

back to top