دار إفتاء مصر تؤيد تولِّي المرأة منصب الرئيس

نشر في 21-07-2008 | 00:00
آخر تحديث 21-07-2008 | 00:00
الإخوان يرفضون والمجتمع المدني يرحب
في مبادرة مفاجئة، أصدرت دار الإفتاء المصرية أمس الأول، فتوى كبرى، من المتوقع أن تثير جدلا واسعا داخل مصر وفي العالمين العربي والإسلامي، إذ أجازت تولي المرأة منصبي القضاء ورئاسة الدولة.

واستندت الفتوى إلى التفريق بين الخلافة التي انتهت بسقوط الخلافة العثمانية ورئاسة الدولة المعاصرة، التي لا تكلف المرأة إمامةَ المسلمين في الصلاة، ومن ثَمَّ يحق للمرأة أن تتولى منصب الرئاسة.

واسترشدت «الفتوى» بذكر القرآن الكريم لمحاسن الملكة بلقيس ملكة سبأ، مضيفة أن «هناك أكثر من خمسين امرأة حكَمن الأقطار الإسلامية على مر التاريخ».

وأكد القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» محمد حبيب أن «رأي الإخوان مخالف للفتوى، فالإخوان يساوون بين الرئاسة في الدولة الوطنية والولاية العظمى التي لا تحق للمرأة»، وأوضح: «ولنا ما نستند إليه من أدلة وقرائن»، مشيرا إلى أنه «لا مانع لدى الإخوان من الحوار والاستجابة مع من كان له رأي مخالف يستند إلى أدلة شرعية من الكتاب والسنة والإجماع».

واتفقت أستاذة الفلسفة الإسلامية آمنة نصير مع الفتوى، وقالت: «لا مانع من تولي المرأة منصب رئيس الجمهورية، لأن القرآن ذكر أن بلقيس ملكة سبأ قادت شعبها إلى الإيمان بالله، ومن ثم إلى الفلاح»، مضيفة: «لكن قبل القفز على منصب رئيس الدولة لابد أولاً من السعي الى تولي مناصب كبيرة، لكنها أقل أهمية، كرئيسة الجامعة مثلاً».

ورحبت منظمات المجتمع المدني بالفتوى؛ إذ اعتبرت رئيسة منظمة المرأة العربية الدكتورة ودودة بدران الفتوى إنجازا للحركة النسائية التي تطالب بحقوق المرأة العربية، وخطوة قوية نحو استعادة المرأة مكانتها التي منحها الإسلام إياها.

وكانت دار الإفتاء ذكرت في فتواها رقم 6670، الصادرة أمس الأول، «أن هناك فارقا كبيرا بين منصب الخلافة في الإسلام ورئاسة الدولة المعاصرة، فالخلافة في الفقه الإسلامي منصب ديني من مهامه إمامة المسلمين في الصلاة، لكنه أصبح تراثا لا وجود له في الوقت الحالي على الساحة الدولية، وذلك منذ سقوط الدولة العثمانية وإنهاء خلافتها عام 1924، أما دول عالَم القرن الواحد والعشرين فهي دول قطرية مدنية، لها كياناتها القومية المستقلة، ومن ثم فمنصب رئيس الدولة في المجتمع المسلم المعاصر -سواء أكان رئيسا أم رئيس وزراء أم ملكا- منصب مدني، وهو غير مكلف بإمامة المسلمين في الصلاة، وعليه فإنه يحق للمرأة أن تتولاه في ظل المجتمعات الإسلامية المعاصرة، على غرار تولي بعض النساء المسلمات للحكم في بعض الأقطار الإسلامية في أزمنة مختلفة».

back to top