المنتج أحمد متولي: استديو الإسكندرية حلم تحقّق!
يعتبر أحمد متولي أحد أبرز نجوم المونتاج في السينما المصرية وصاحب مسيرة فنية حافلة، انتج خلالها أكثر من خمسين فيلما منها: «وراء الشمس»، «العمر لحظة»، «أمهات في المنفى»، «دماء على الأسفلت»، «ناجي العلي»، «زائر الفجر»، «أرض الأحلام»، «ليلة ساخنة»، «القبطان» بالإضافة الى أكثر من أربعين فيلماً تسجيلياً وعشرة أفلام تلفزيونية، وحصدت أعماله عشرات الجوائز وشهادات التقدير والأوسمة.
أسس مع أبناء جيله جماعة السينما الجديدة عام 1968، وكان عضواً مؤسساً في اتحاد السينمائيين التسجيليين المصريين واتحاد التسجيليين العرب، كذلك شارك في لجان تحكيم مهرجانات سينمائية عدة.أخيرا نجح في تحقيق حلمه بعد طول انتظار، وهو افتتاح استديو للسينما في الإسكندرية يضم مواقع للتصوير السينمائي والتلفزيوني، بالإضافة الى أكاديمية للفنون تخرج الشباب في ميادين الفن السابع المختلفة. كيف تبلورت فكرة مشروع {استوديو الإسكندرية}؟منذ عشرة أعوام، اشترينا الأرض ومساحتها 18 ألف كيلومتر مربع، إلا أن الجهاز الاداري للدولة وضع أمامنا الكثير من العقبات والعراقيل، ووصل المشروع إلى المحاكم منذ عام 1998 وحتى 2008 على الرغم من تدخل رئيس الوزراء، إلا أن القضاء حكم لصالحنا أخيراً.لماذا اخترتم مدينة الاسكندرية لإقامة المشروع؟ينحدر حال السينما في القاهرة من سيئ إلى أسوأ وباتت لا تقدم سوى الهلس في غالبية الأحوال، لذا قررنا الخروج منها، لأننا وجدنا أنه يصعب إصلاح ما أفسده الدهر، ورأينا أن نبدأ من الإسكندرية مركز انطلاق السينما في مصر، حيث قدم مجموعة من الفنانين الإيطاليين واليونانيين في نهاية القرن التاسع عشر العرض السينمائي الأول في مقهى «زواني»، وفي عام 1907 صوّر فيلم تسجيلي صامت قصير عن زيارة الخديو عباس حلمي الثاني إلى المرسي أبو العباس في مدينة الإسكندرية، وانشأت فيها شركة لصناعة الأفلام وعرضها.مع اندلاع الحرب العالمية الثانية انتقلت السينما إلى القاهرة مع طلعت حرب وتم انشاء استديو مصر عام 1935، لتشهد السينما نقلة جديدة في تاريخها وتصبح القاهرة محور الحركة السينمائية، لذلك قررنا أن نعود بالسينما إلى حيث بدأت.وما هي الملامح الأساسية للمشروع؟إنشاء سينما موازية، على غرار تلك المنتشرة في العالم المتقدم، كذلك سنؤسس أكاديمية للفنون بأسلوب جديد وعصري تخرج أجيالاً تحمل قيماً ورؤى مختلفة وعلاقات إنتاجية مغايرة لما هو سائد، بهدف الاستقلال عن العلاقات الانتاجية القائمة حالياً، وسيتم انشاء بلاتوه على أعلى مستوى يتيح التصوير خارجياً وداخلياً، بالإضافة إلى بناء فندق صغير للإقامة. ما الهدف الذي تأمل أن يحققه المشروع؟الهدف الأساسي هو محاولة تقديم نموذج انتاجي يحلق بعيداً عن السائد التجاري في السينما المصرية، خصوصاً بعدما تخلت الدولة عن مساندة السينما المتطورة، وحصر القطاع الخاص عملية الإنتاج بالأعمال المضمونة الربح. سيجذب المشروع أعداداً هائلة من الشباب المحروم من الفنون بشتى ألوانها، لا سيما أن الاستوديو سيخدم خمس محافظات مصرية هي: مرسى مطروح، كفر الشيخ، دمنهور، طنطا، المنوفية، وسيتابع هؤلاء الشباب الدراسة الأكاديمية.هل هي التجربة الأولى في مجال المشاريع السينمائية؟شاركت أوائل السبعينيات المصور السينمائي القدير سعيد شيمي وأحمد راشد في تكوين شركة لإنتاج الأفلام التسجيلية، وقدمنا أفلاماً تبعد عن الطابع التجاري المسيطر على السوق، لم تحقق الشركة أي أرباح، ولم تسمح لنا امكاناتنا المحدودة بالاستمرار. وفي العام 1979 أسست مع صلاح ابو سيف ورأفت الميهي ومحمود الخولي شركة لإنتاج الأفلام وتوزيعها، لكنني لم أستطع الانخراط في شروط السوق التجارية للأفلام، لذا غامرت باقتحام سوق جديدة لا تقدر عليها إلا المؤسسات الكبرى كالتلفزيون أو وزارة الثقافة، فكنت أول من أدخل الموسوعات العلمية المسجلة على شرائط فيديو، وكذلك الأفلام التسجيلية العالمية على أعلى مستوى، وأفلام الأطفال وكلاسيكيات السينما العالمية، لكن الهجمة التترية للثقافة المتدنية ساهمت في عدم استمرار المشروع وتوقف نشاط الشركة عام 1994.وعندما توطدت علاقتي بالمخرج كريم ضياء الدين أثناء عملي معه في فيلم «حسن وعزيزة» اتفقنا على إقامة مشروع {استديو الاسكندرية} وقطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال، خصوصا بعدما انتهينا من تشييد المبنى الرئيس بمساندة محافظ الاسكندرية حينذاك عبدالسلام المحجوب. وضعت امكاناتي كلها في هذا المشروع الضخم وأعتقد انه سيعيد إلى الإسكندرية تاريخها العريق مع السينما.في تقديرك متى ينتهي العمل؟انتهينا الآن من الجزء الاداري الذي سيشرف على العمل في المشروع، وأتوقع أننا سننتهي خلال عام أو اثنين من عملية البناء أو الحلم الذي حلمت به منذ زمن بعيد، لتصل السينما الى بر الأمان الذي ينشده السينمائيون المخلصون في مصر.ماذا عن التكلفة؟من المتوقع أن يكلف المشروع حوالى 50 مليون جنيه، لذلك قررت مع مجموعة من الشركاء والمساهمين من بينهم المخرج علي بدرخان، الفنان نور الشريف، المخرج والمنتج كريم جمال الدين، تأسيس شركة مساهمة ليشارك أكبر عدد من المساهمين في تأمين تكلفة المشروع الباهظة.