الرياضة ليست بالوراثة!

نشر في 01-09-2008
آخر تحديث 01-09-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

إذا كان أبناء الأسرة في الأنظمة الشمولية يلجؤون إلى الرياضة لتخفيف حدة أو وطأة الاستياء الشعبي بسبب سوء الإدارة، فإننا لا نحتاج إلى هذا الأمر في الكويت، فلدينا ولله الحمد والمنة أسرة حاكمة محبوبة من جميع أفراد الشعب.

قد يتساءل البعض: لماذا يكون ابن الرئيس في الأنظمة الشمولية العربية هو المسؤول الأول عن الرياضة؟ هل هو لتحسين صورة النظام بسيطرة بعض أبنائه على قطاع كبير من الشباب الرياضي والانغماس بينهم وتوطيد العلاقات مع الجماهير الغفيرة مما ينتج عنه تخفيف حدة الاحتقان والغليان الشعبي على النظام؟ وإذا كان ذلك ما يحدث في تلك الأنظمة الدكتاتورية فلماذا يرغب بعض أبناء الأسر الحاكمة في الدول الخليجية بالسيطرة على القطاع الرياضي بجميع مجالاته وفروعه؟!

عندنا في الكويت على سبيل المثال أغلبية الاتحادات الرياضية يحتكرها كثير من الإخوة الشيوخ ويرغب البعض الآخر بالسيطرة على الأندية الرياضية، ونتيجة لذلك دخل بعض السادة الشيوخ في صراعات مع بعض المواطنين من أجل الانتخابات، وأخشى ما أخشاه أن تنعكس ردة فعل المواطنين من التصرفات الطائشة لبعض أبناء الأسرة على الأسرة ككل، فالانتخابات في العادة تولد بعض الأحقاد والضغائن في نفوس المتنافسين، فأتمنى من صميم أعماقي ألا تكون هناك أي ترسبات من المواطنين والشيوخ أو العكس.

إن ما يؤلمني وما لا أستطيع أن أفهمه هو لماذا يصر بعض الإخوة الشيوخ على الدخول في هذا المعترك مع العلم أن أغلبهم لم يزاول أي لعبة أو نشاط رياضي أو إداري بل إن جل هدفهم هو فرض سياسة الأمر الواقع والنزول «ببرشوت» على سطح الاتحاد أو النادي، فليس بالضرورة أن يكون الشيخ ولمجرد أنه شيخ لديه فكر إداري أو رياضي، خصوصا إذا ما علمنا أن الرياضة الآن تحكمها مدارس عالمية وفنية متخصصة تعتمد على العلم والخبرة وليس على المال والجاه؟

إن مناسبة هذا الحديث وبهذا الوقت بالذات هو ما قد أشيع أخيرا في بعض المواقع والمنتديات عن نية وعزم الشيخ أحمد الفهد على العودة–ولا أعلم كيف وما هي الآلية- على ترؤس اتحاد كرة القدم، وهو بحسب ما أعتقد سيكون بمنزلة صب الزيت على النار، مما قد يضاعف من حالة الاستياء الشعبي من استمرار جثم البعض على أنفاس الرياضيين بسبب استمرارهم في احتكار المناصب القيادية الرياضية.

إذا كان أبناء الأسرة في الأنظمة الشمولية يلجؤون إلى الرياضة لتخفيف حدة أو وطأة الاستياء الشعبي بسبب سوء الإدارة، فإننا لا نحتاج إلى هذا الأمر في الكويت، فلدينا ولله الحمد والمنة أسرة حاكمة محبوبة من جميع أفراد الشعب جيلا بعد جيل، وقد أثبتت التجارب أن الشعب لا يرضى عن حكامه بديلا... فلماذا هذا الإصرار على التمسك بالمناصب الرياضية من قبل البعض؟

في ظني أن أول مسمار يجب أن يدق في مشروع إعادة الرياضة إلى سابق عصرها الذهبي هو ابتعاد، وبهدوء شديد، كل من دخل الرياضة للشهرة أو لتحقيق مكاسب سياسية أو محاولة البحث عن أي مكان تحت الظل.

يا إخوة لقد زاد السخط الشعبي على الرياضة وما وصلت إليه من تردٍّ وضياع فأطلقوا سراح الرياضة التي تعيش منذ سنوات بسجن كبير بلا قضبان.

back to top