رأي طلابي اكتساب الثقافة

نشر في 19-01-2009 | 00:00
آخر تحديث 19-01-2009 | 00:00
إلى جانب القراءة، يعتبر التواصل بين الأجيال أحد أهم عوامل نقل الثقافة بين الأجيال المتعاقبة في المجتمع الواحد، وفي يومنا هذا نجد أن التواصل في بعض الحالات معدوم أو أقل ما يمكن، فأي مجتمع لكي يحافظ على ثقافته أو هويته يجب عليه أن يحرص على نقل خبراته إلى أجياله المقبلة، فنحن في ظل العولمة نواجه تحديا يتمثل في تداخل الثقافات بشكل مخيف حيث يستطيع الفرد أن يكتسب ثقافة لا تمت إلى مجتمعه بصلة من دون الحاجة إلى الوجود في مجتمع هذه الثقافة و الأمثلة على ذلك كثيرة وليس عليك إلا أن تتجول في أنحاء الكويت وتتصفح الناس لتتعرف على مصداقية هذا الطرح.

أن يكون في المجتمع الكويتي من يستبدل « هاي» بالسلام أو «باي» بـ«في أمان الله» أو «مع السلامة» شعورا منه بأن ما تفعلة «كشخة» و«كوول» و«ستايل» وغيره من الكلام غير الموزون والذي لاحظته في بعض من العنصر النسائي الشبابي داخل أسوار الجامعة فهذه حقا كارثة، كارثة عدم اعتزاز بالهوية والفرد بلا هوية يعني بلا انتماء لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. يعني كويتي «متأمرك» يلتصق بالأميركان وبالكويت ما ينفع، فمن الممكن أن تؤثر البيئة في من يذهب إلى أميركا مع كامل الاحترام لكل الجنسيات والدول، ولكن حق كل فرد أن يعتز بهويته. فوجود ديوانية تجمع بين جيل أب وابنه شيء ضروري لتمرير هذه الثقافة وتعزيز الهوية هذا من جانب الثقافة المجتمعية.

أما من جانب الثقافات الأخرى كالعلمية وغيرها من الثقافات المتنوعة التي يمكن للفرد اكتسابها من خلال الممارسة أو تحصيلها التحصيل العلمي فهذا النوع من الثقافة يتأثر ببيئة الفرد بدرجة معينة وبعوامل شخصية يتمتع بها الفرد بدرجة يجب أن تكون أكبر لأن الفرد يستطيع أن يهيئها لذلك.

بشكل عام في مجتمعنا الثقافة العلمية والتي لا أقصد بها ما تمارسة وزارة التعليم من عملية تحفيظ للمتعلم لاجتياز الامتحان فقط، بل الاطلاع الفردي الذي يقوم به الفرد شغفا وحبا وفضولا في معرفة الشيء، وهو ما لا تمارسه إلا فئة قليلة من المجتمع، لأن كل شخص يتعذر عن ذلك بأنه «مشغول أو مو فاضي أو ما عنده وقت ...إلخ»، فما الحل؟ الحل بسيط جدا يتبلور في أن يحرص كل فرد على أن يضيف إلى معلوماته معلومة جديدة بحيث لا يكون يومه مساويا لأمسه من حيث المعلومات، أو من الممكن ان يقرأ في كل يوم عشر صفحات في أي موضوع يجد فيه ما يحب وسيجد نفسه بعد ذلك منطلقا في اكمال ما تبقى من الكتاب تلقائيا مدفوعا بحب معرفة نهاية الموضوع أو الاستزاده منه.

إن القراءة محور أساسي في دائرة التحصيل العلمي، فالترغيب وحب القراءة أيضا عامل مهم في زيادة ثقافة الفرد، لذلك يجب أن يكون مجتمعنا مجتمعا يحث ويشجع على القراءة والاطلاع، وأيضا هناك طرق أكثر لإثراء هذا النوع من الثقافة من خلال القنوات الفضائية الهادفة ومواقع الإنترنت المتميزة وذات المصداقية وأيضا الندوات والمؤتمرات التي تعقد من وقت لآخر في مختلف مجالات الحياة.

محمد عباس محمد الدندن

كلية العلوم الإدارية

إدارة وتنظيم

back to top