رئيس المركز المصري للهواة خليفة عبد اللطيف: جمع الطوابع هواية الملوك

نشر في 27-05-2008 | 00:00
آخر تحديث 27-05-2008 | 00:00
No Image Caption

تحتفظ هواية جمع طوابع البريد بمكانتها العريقة والمتميزة على الرغم من التطور النوعي الذي لحق بالعصر الحالي بعدما برزت هوايات أخرى أكثر إثارة وغرابة.

ملوك ورؤساء وفنانون وأشخاص عاديون ما زالوا يعشقون هذه الهواية الغريبة التي أُطلق عليها «هواية الملوك». حول بداية ظهورها وأغرب الطوابع وأندرها، التقينا رئيس المركز المصري للهواة المهندس خليفة عبد اللطيف.

متى بدأ استخدام طوابع البريد للمرة الأولى في المراسلات؟

ظهرت طوابع البريد للمرة الأولى في أوائل القرن الثامن عشر في إنكلترا، وكانت عبارة عن خدمة تتم بين الحكومات وعلى مستوى الهيئات والمعاملات الدبلوماسية. في العام 1850 تأسست أول شركة بريد في العالم تحت اسم «شركة البوسطة الأوروبية»، وظهرت الطوابع في العام 1852 وكانت عبارة عن لصيقة توضع على الرسائل والمراسلات. حمل أول طابع ظهر في العالم اسم «البيني بلاك» وعليه صورة ملكة إنكلترا آنذاك فكتوريا وتوالت بعدها إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية. حرصت هذه الدول على إضافة اسمها على هذه الطوابع باعتبارها من الإصدارات السيادية، في حين فضلت بريطانيا وضع شعار ثابت يحمل رأس الملكة.

متى انطلقت هواية جمع طوابع البريد وأين؟

ظهرت هذه الهواية العريقة في أواخر القرن التاسع عشر في إنكلترا وانتشرت بعد ذلك في أوروبا مع ازدياد عدد الدول التي تستخدم الطوابع البريدية، ثم بدأت تظهر نواد وجمعيات في دول العالم المختلفة لتلبية طلبات الهواة، وازداد الاهتمام بهذه الهواية بشكل لافت في السنوات الأخيرة نتيجة ظهور شبكة الإنترنت، فأصبح من السهل الاطلاع على أحدث الطوابع في العالم وأغربها وأقدمها على اختلاف أنواعها وفئاتها وأشكالها.

ماذا عن أغرب الطوابع وأندرها التي ظهرت في العالم حتى الآن؟

تعد مجموعة الطوابع التي ظهرت في تايوان ونيبال في القرن التاسع عشر الأغرب والأجمل، نظراً إلى أن طباعتها كانت ثلاثية الأبعاد ومجسمة، كذلك تعد الإصدارات الأولى من الطوابع الأفغانية الأندر في العالم بالإضافة إلى الطوابع الإنكليزية باعتبار أن بريطانيا يرجع إليها الفضل في أنها الدولة الأولى في العالم تستخدم الطوابع.

وفي مصر؟

تعد طوابع البريد التي تشتمل على بعض الأخطاء المطبعية أو الإملائية غير المقصودة من أغرب الطوابع وأغلاها، من أشهرها مجموعة طوابع مصرية تحمل صورة تمثال أبي الهول والأهرامات الثلاثة، صدرت إبان حكم مصر للسودان منتصف القرن الماضي وكتب عليها اسم الأخير باللغتين العربية والفرنسية. الطريف أن اسم السودان كتب بشكل مقلوب بالعربية فسحبت هذه الطوابع ومنع التعامل بها بعد أيام من اكتشاف هذا الخطأ، إلا أن أحد الهواة استطاع جمع عدد منها قبل سحبها وباع المجموعة الواحدة بمبلغ 300 جنيه استرليني وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت.

ماذا عن بداية ظهور البريد في مصر وعدد الهواة وأشهر الطوابع؟

عرفت مصر طوابع البريد للمرة الأولى في العام 1863 في عهد الخديوي اسماعيل الذي اشترى حق امتياز شركة «البوسطة الأوروبية» وأنشأ شركة «البوسطة المصرية»، بعد عامين ظهر الطابع البريدي الأول، وكانت البيانات المدونة على الإصدارات الأولى مكتوبة باللغتين التركية والإنكليزية. يبلغ عدد الهواة فيها نحو 5 آلاف، فيما لا يتجاوز عددهم في بقية الأقطار العربية 60 ألفاً. أشهر طوابعها حتى الآن مجموعة «بور فؤاد البحري» على ساحل البحر المتوسط.

من هم أشهر الهواة في مصر والعالم؟

أغرم كثير من المشاهير في العالم بهذه الهواية من بينهم: الملك جورج الخامس والملك جورج السادس (إنكلترا)، الملك حسين بن طلال (الأردن)، الملك فؤاد والملك فاروق (مصر)، الشيخ حمد بن خليفة (قطر)، بالإضافة إلى مجموعة من الفنانين المصريين من بينهم: كارم محمود، زوزو حمدي الحكيم، عادل مأمون وراهناً المخرج كريم ضياء الدين.

ما هو الموقف الأكثر غرابة الذي صادفك خلال جمع الطوابع؟

جاءني شخص يحمل مجموعة من طوابع البريد العثمانية القديمة وكان يرغب في بيعها، لاحظت أنها ما زالت ملصقة على أجزاء ممزقة لبطاقات بريد تخص السلطنة العثمانية وعليها أختام مدن فلسطينية مثل القدس الشرقية وحيفا، عندما سألته عن البطاقات أخبرني أنه مزقها وألقاها في سلة المهملات وأن عددها يصل إلى نحو 100 بطاقة في حالة جيدة، صدمت وبادرته بالقول: «ألقيت أكثر من 10 آلاف جنيه في سلة المهملات من دون أن تدري بسبب جهلك قواعد الهواية وأهميتها». إذ كان يجهل أن قيمة البطاقة الواحدة لا تقل عن 100 جنيه نظراً إلى ندرتها.

back to top