تكنولوجيا الاتصال شعبة في الآداب يعزف عنها طلبة الإعلام الطلبة يلقون بالمسؤولية على القسم لعدم ترويجه لها
يعزف طلاب قسم الإعلام في جامعة الكويت عن الالتحاق بشعبة تكنولوجيا وسائل الاتصال الحديثة، ويؤكد معظمهم تقصير القسم والكلية في التعريف بهذا التخصص الجديد «على الرغم من أهمية دراسة التكنولوجيا لطلبة الإعلام».تعتبر دراسة التكنولوجيا الحديثة لطلبة الاعلام امر ضروري خاصة بعد الثورة المعلوماتية في مجال الاتصالات، الامر الذي ادى الى ظهور هذا التخصص كتخصص فرعي جديد في قسم الإعلام التابع لكلية الآداب في جامعة الكويت، إلا أن شعبة تكنولوجيا وسائل الاتصال تحتاج إلى وسائل الاتصال الجماهيرية لتعلن عن نفسها عبر تفعيل دور وسائل الاتصال الشخصي الحديثة كالكمبيوتر والانترنت والبرمجيات والوسائط المتعددة وشبكات الاتصالات والاقمار الصناعية، اذ اعلنت الشعبة عن مجموعة اهداف محددة اولها فهم الكيفية التي تؤثر بها تكنولوجيا الاتصال على انماط الاتصال بين الافراد والمؤسسات او المؤسسات والمجتمعات، وثانيها الإلمام بالمهارات الاساسية للاستخدام الفاعل لتكنولوجيا الاتصال، اما الهدف الثالث والاخير فيركز على تنمية الافكار المبتكرة للاستفادة من تكنولوجيا الاتصال بشكل جيد ونافع، وكهدف مستقبلي قد تفتح هذه الشعبة المجال لخريجيها في شتى مجالات الاعلام من صحافة واذاعة وسينما وتلفزيون،ومع كل تلك المميزات تم افتتاح هذه الشعبة عام 2005 الا ان عزوف الطلاب عن الالتحاق بها بات امرا جليا.
«الجريدة» أجرت تحقيقا لمعرفة سبب عدم التحاق الطلبة بهذا القسم جاء كالتالي:لم أعلم عنها!واستغرب طالب العلاقات العامة عبدالرحمن الكندري عندما سمع عن وجود شعبة التكنولوجيا الحديثة مشيرا الى انه يجهل اهميتها كونه لم يدرس اي مادة في القسم تصب في محتوى تلك الشعبة مؤكدا اهمية شعبة العلاقات العامة والاعلان «لانها لا تعتبر من المواد الجامدة المحصورة في محيط العمل كالاذاعة والتلفزيون والصحافة وتفتح آفاقا اوسع للتعامل مع الناس»، مبينا انها «مطلب الشركات في القطاعين، ولم القسم اي وسيلة يوجه بها الطلبة نحو اي من الشعب الدراسية».قطار المعرفة وشدد الطالب في شعبة العلاقات العامة عمر السعيد على اهمية شعبة العلاقات العامة في الوقت الحالي «خاصة بعد ازدياد معرفة المجتمع لمفهوم القطاع الخاص وازدياد قوة ونفوذ الشركات والمؤسسات الخاصة وظهور دعم العمالة الوطنية، فكل هذه التغييرات دفعتني الى اختيار العلاقات العامة كتخصص بالاضافة الى بعض المؤهلات والصفات التي تساعدني على القيام بعمل العلاقات العامة مثل إيجاد صلات مع شرائح المجتمع»، وأرجع السبب في عدم اختياره شعبة تكنولوجيا الاتصال الى «عدم تعريف الطالب به على الرغم من انه تخصص جديد يجب ان يعرفه جميع طلبة القسم وحسب معلوماتي انه يعتمد على وسائل التكنولوجيا الحديثة في الاعلام وهناك تقصير واضح من القسم في جعل الطالب على دراية ولو بسيطة بهذا التخصص المهم الذي تكمن اهميته في مواكبة العصر التكنولوجي»، مشيرا الى ان الاعلام يعتبر اكبر العناصر تأثيرا في المجتمعات ومن الواجب الحرص على تطويره بأحدث وسائل الاتصال الممكنة حتى تتاح لنا فرصة «الركوب في نفس قطار المعرفة الذي سبقتنا به الدول المتقدمة».شعبة مطلوبةوعلى الخط نفسه يسير زميله سعد العنزي الا انه يفضل في شعبة العلاقات العامة «التعامل مع البشر بعيدا عن جو الآلة وخصوصا أن هذه الشعبة تتطلب معرفة بالكمبيوتر»، موضحا ان «التعريف بهذه الشعبة لم يكن واضحا واقتصر على توزيع اوراق في القسم تبين مجالات العمل التي يوفرها تخصص تكنولوجيا الاتصال الا ان الاعلامي يحتاج إلى المعرفة بالتكنولوجيا لارتباطها بالحياة العامة كما تقع على عاتق القسم مسؤولية التوعية في مجالات العمل وعمل نشرات وبروشورات خاصة بالقسم لا سيما بعد افتتاح شعب جديدة به مع تخصيص احد اساتذة القسم للرد على استفسارات الطلبة عن التخصصات واهميتها مع اعلان ذلك».الموسوي: «العلاقات العامة» هي السبب...أكد استاذ قسم الاعلام د. محمود الموسوي وجود عدة اسباب تقف وراء عزوف الطلاب والطالبات عن الالتحاق بشعبة تكنولوجيا الاتصال اولها عدم الاعلان المبكر عن الشعبة وعدم وجود توعية للتعريف بهذا التخصص وتفاصيله وفرص العمل المتاحة له علما بأن القسم قام بعمل دراسات مكثفة على مدى سنوات لإنشاء هذه الشعبة، بالاضافة الى تزامن نزول هذة الشعبة مع شعبة العلاقات العامة التي يجد الطالب السهولة في فهمها وفهم متطلباتها الوظيفية وما ساهم في الاقبال عليها ايضا هو خريجو شعبتي الصحافة والاذاعة والتلفزيون الذين يعملون ايضا في العلاقات العامة الامر الذي ادى إلى عزوف نوعي عن شعبة الاذاعة والتلفزيون.ويرى الموسوي أن القسم «سيواجه مشاكل ما ان لم يضع حلا واضحا من خلال تعريف الطلبة والجهات الحكومية بما فيها ديوان الخدمة المدنية بالتخصص الجديد وآلية توظيف خريجيه والذي ما طرح الا لحاجة الدولة إليه كون القسم منذ انشائه لم يقدم سوى تخصصين وهذا امر غير جيد في حق دراسة الاعلام في جامعة الكويت»، مشيرا الى ان «دراسة الاعلام في الجامعات العالمية تتشعب في تخصصات تكنولوجيا الاعلام التي لا غنى عنها لأي تخصص فهناك كثافة في القنوات الفضائية مع تطورات هائلة مصاحبة لها اضافة إلى التوجه نحو الصحافة الإلكترونية والمنافسة الواضحة بين المطبوعات في صفحاتها الموجودة على شبكة الانترنت»، مبينا انه «على قسم الاعلام ان يعمل على تشبع طلبته بمواد التكنولوجيا ويجب ان تكون هناك وقفة من القسم لحل هذه المعضلة وليس من العيب ان يروج القسم بأساتذته لهذا التخصص بين الطلبة فهذا التخصص يدخل في جميع التخصصات».