أنا ييس نن

نشر في 19-05-2008
آخر تحديث 19-05-2008 | 00:00
No Image Caption
 فوزية شويش السالم عندما قرأت يوميات «أناييس نن» شعرت كـأننا توحدنا معاً...

ربما هو الحس الإنساني المشترك والتعاطف التام مع جوهر الإنسان والإنصات لخفقة الألم المترفعة والمخفية في جيوب العفة...

وهذا ما تقول عنه: «انه يرى كل ما يأتي من داخلنا موجهاً من خارجنا إلينا»... هذه المرأة المدهشة الآتية من أقصى حدود الرهافة وأعماق العطاء... امرأة الإبداع الصافي والمنح بلا منّة... منح لأجل الفرح... لإتيان السعادة من منابعها السرية ونثرها على الأرواح الحزينة المطفأة... جاءت في زمن مشحون بالإبداع وسجلت زمنها في يوميات مجلداتها السبع التي غطت سنوات الثلاثينيات والأربعينيات وصولاً إلى السبعينيات من القرن الماضي... بكل ما حدث فيها من انجازات فنية وكشفت عن تلك العلاقات الإنسانية الرائعة بينها وبين عدد من مبدعي زمنها... ومن أهمهم هنري ميللر، لورانس داريل، انطونين آرتو، مايا درين، الشاعر جول سوبرفيل ودرايزر، وغيرهم من كتاب وشعراء ورسامين من أميركا واسبانيا واليابان، وأجمل ما في كتابتها هو وعيها ومعرفتها التامان بسير العملية الإبداعية لديها... وسأنقل بعضاً مما جاء في يومياتها:

• «غالبا ما كنت اختار الكتابة عن هذه اللحظات، واختيار أكثر الأوقات احتداماً لأنها تساعدني على تحمل ضغوط الحدوس».

• «يظهر الفرح في الأشياء الصغيرة، أما الموضوعات الكبرى فإنها تستبقي المأساة، لكن ورقة نبات رفرفت أمام النافذة هذا الصباح وكأنها مدفوعة بإشعاعات الشمس، وعصفور يجثم على سلم الحريق، ومذاق القهوة، والبهجة التي غمرتني وأنا أسير إلى المطبعة، إن سر الفرح هو براعة الألم».

• أملك إلهاما وحافزاً للكتابة، كتبت صفحات عن سابينا وسيارات إطفاء الحريق، كتبت عن حياة المقاهي، كتابة بالغة الصفاء... الكتابة أيضاً هي عمل سيمفوني... هي فن الباليه وفن الرسم».

• «إن ما يقوله الشاعر الفنان شيء سريع العطب وهش كالثلج، ولكنه في الوقت ذاته يمتلك قوة الطوفان... فهل ستصبح قوة المشاعر هي القوة التي تخصب مدن الغد الكونكريتية العظمى بالماء الضروري؟»

• «ذات مره فجرت هذه الينابيع فصارت الكتابة طبيعية كفعل الغناء... لكن عندما تغدو الكتابة عملية صعبة، فذلك يعني أنني عجزت في الوصول إلى منابع الماء».

• «إنني انظر إلى الكتابة على أنها شيء طبيعي تلقائي كطوفان دفاق، وعندما أرى جدولاً بطيء الجريان ضئيل الماء ومتردداً ومكتنفاً بالعوائق، ومهيئاً مسبقاً ومحشوا بالثرثرات، اعرف أن النبع شحيح فقير».

• «أريد للمعنى أن ينفذ إلى الجسد بأي طريقة ما عدا العقل».

• «كل أنواع النساء يمكن أن تلتقي في نقطة واحدة، لأن كل ما هو غائر في الأعماق وما هو موجود في اللاوعي يتشابه عند الجميع».

• «اكتب دوماً عن الحالات النفسية التي يقال إننا سوف نمسك بها عندما ندرك لحظة موتنا، لحظة اشتداد الذاكرة».

• «إنني اعمل بواسطة ومضات الحدس وتتابع الإشراقات، وفيما بعد ذلك تنكشف اللحظة المختارة في بناء هائل من التفاصيل».

• «كيف يمكن العيش في الحاضر عندما لا يكون هناك احد في هذا الحاضر معي».

• «لا تنتظري الحب... ابتكري العالم... عالمك الذي يخصك، قفي وحيدة وسوف يسعى الحب إليك».

• «هناك البعض من البشر ينهضون ويتعالون فوق الحياة، ويغيرونها ويحررون أنفسهم، ومثل هؤلاء لن يكونوا بحاجة إلى ثورة تغيرهم من الخارج».

• «في الحب أكون مسحورة، مستعبدة دوماً، إنما يظل هناك الجانب الآخر من شخصيتي يبحث كل لحظة عن حيل وبراعات تساعدني على الهرب».

• «مأساتي أنني أحب بعمق عظيم، إنما لا استطيع التنازل عن الكمال ولا استطيع العيش كليا في عوالم الآخرين، لست قادرة على الخضوع فجزء مني يظل دوماً: اناييس نن».

back to top