المجلس أفيون الكويتيين!

نشر في 29-03-2009
آخر تحديث 29-03-2009 | 00:00
 مظفّر عبدالله ليس من الغريب أن تفوت الاحتفالية العالمية ليوم المسرح عن الكويت، لأن مجلس الأمة وأعضاءه هم أهم شيء في الساحة... لا الثقافة ولا التنمية ولا تطبيق القانون... فهذه عناوين ترف.

أول العمود: تحية مدنية لأول دفعة من الشرطة النسائية العسكرية.

***

صحيفة واحدة من أصل 17 أثارت موضوع غياب الكويت عن احتفالية اليوم العالمي للمسرح التي تصادف يوم 27 مارس من كل عام، وهي فكرة نمساوية ابتكرت في العام 1961. الزميلة منى كريم كتبت عن المناسبة في جريدة «أوان» التي تهتم بالثقافة ولديها صفحة متخصصة في الموسيقى، كشفت عن أن مسؤولا مسرحيا كويتياً تفاجأ بسؤالها عن المناسبة حينما قال: «صج... اليوم؟»

صح النوم... هذا وأنت مسرحي!

ما سبق مدخل لموضوعنا اليوم، وهو سيطرة الهيجان والصوت العالي في مجلس الأمة في علاقته مع الحكومة على كل شيء في الكويت، وفي هذه الأيام– أجواء الانتخابات– لاحظنا بعض الصحف، وهي تفرد جزءاً كبيراً من صفحتها الأولى لتفاصيل الانتخابات... فرعيات وتحالفات ومرشحون لا يملك كثير منهم الوعي والثقافة العامة، ورأسماله رئيس جمعية سابق... وهو دليل ضعف للصحف التي لا تبذل مجهودا في مناقشة العديد من القضايا، لذا فهي تكتفي بعملية نقل الحدث.

لا تستغربوا أن تُنسَى احتفالية المسرح العالمي، فالثقافة مُسِحت من الحياة العامة في الكويت، وحتى الأجهزة الحكومية التي تحتك بالعالم الخارجي ويفترض أنها على اطلاع بالأحداث العالمية لا تقوم بأي دور يُذكر، وبات البعض على قناعة بأن المسؤولين الذين يشغلون مواقع إدارية مؤثرة لا يعرفون شيئاً عن المبادرة والابتكار، وصار التكالب على المناصب هو الهم الأكبر لكثير من القياديين.

عشرة ملايين هي ميزانية فورية لمراقبة الانتخابات، رصدت بسرعة البرق، ووزعت على سبع جهات، وهو شيء مستحق ولا غبار عليه، لكن مادمنا نعيش موسم الغبار يحق لنا أن نسأل على سبيل المثال: لماذا لا تتصدر أحاديث المرشحين وقرارات المسؤولين الحكوميين قضايا لا تقبل التأجيل مثل استمرار جريمة عدم تسجيل مواليد غير محددي الجنسية الذين يتزايدون يوما بعد يوم، ولا يدخلون في سجلات الدولة الرسمية؟ ولماذا لا تنتهى مسألة ازدواج الجنسية التي تمس أكثر من 200 ألف مواطن؟ وهل أصبحت الصراعات السياسية أهم من القضايا الإنسانية والثقافية التي غطاها الغبار؟

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top