المخرج السينمائي علي بدرخان: الدولة المصريَّة باعت الثقافة والفنون والمبدعين

نشر في 09-06-2008 | 00:00
آخر تحديث 09-06-2008 | 00:00

نجح عبر عدد قليل من الأفلام في احتلال مكانة مميزة على الخريطة السينمائية، ما زال يتعامل مع السينما كهاو ولم «يمتهنها» أبداً، لذا دخلت بعض أفلامه موسوعة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. إنه المخرج علي بدرخان أحد أبرز صانعي السينما المصرية. تعلم الإخراج على يد والده المخرج الراحل أحمد بدرخان قبل أن يدرسه في المعهد العالي للسينما. نال جوائز وأوسمة عدة عن أفلامه، حصل على جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2004.

في حواره مع «الجريدة» يكشف سر غيابه عن الساحة، وسبب العودة عبر فيلم تؤدي بطولته الفنانة هيفاء وهبي.

أخبرنا عن فيلمك الذي ستؤدي بطولته هيفاء وهبي.

ما زلنا في طور الكلام، لم يدخل حيز التنفيذ العملي بعد، أما بالنسبة الى هيفاء فما من مشاكل أو حساسيات تمنعني من التعاون معها، فهي فنانة على الساحة ولديها جمهورها الذي يحرص على حضور حفلاتها. لا أظن أن تاريخي الفني سيهتز أو يتغير لمجرد إخراجي عمل لهذه المغنية أو تلك. أرى أن الحديث عن الفيلم بهذه الكيفية في وسائل الإعلام هو حكم مسبق، بينما لم يتح للمنتقدين قراءة السيناريو مثلاً، لذا لا أرى مبرراً لتلك الضجة، دوافعها ليست فنية. كان يجب أن ينتظروا الى أن يخرج الفيلم إلى العلن ويشاهدوه، من غير المعقول أن نهاجم شيئاً غير موجود أصلاً.

هل حقا ستتقاضى هيفاء أجراً قدره مليون و600 ألف دولار؟

مهمة المخرج إدارة الممثل أمام الكاميرا، أما أجر النجوم فتحدده الجهات الإنتاجية وفقاً لحسابات وتوازنات السوق واحتياجاته.

ماذا عن فيلم «البشمرجة» الذي يتناول تاريخ الأكراد، هل لأنك كردياً تحمست لإخراجه؟

أعتز جداً بكوني كردياً، «البشمرجة» عمل مشترك بين وزارة الثقافة في كردستان والسينما المصرية، يتناول حياة الزعيم الكردي مصطفى البارزاني مؤسس الحزب الديمقراطي الكردستاني الملقب بالزعيم الخالد، الذي قاد الحركة التحررية الكردية منذ مطلع الثلاثينات، وهو والد مسعود بارزاني الرئيس الحالي للإقليم. تحمست له لأنه يعرّف الأجيال الصاعدة على قضيتهم وعلى الجوانب الجوهرية في الشخصية الكردية، لكن للأسف دخل دائرة التعثرات.

سنوات طويلة من الغياب، لماذا؟

لست بعيداً عن الساحة بحكم عملي كأستاذ في الإخراج في المعهد العالي للسينما، يتيح لي التدريس والإشراف على الرسائل العلمية وأفلام الطلاب التواصل مع أجيال جديدة ورؤى مختلفة، ما يجعلني أساهم في بناء أجيال أكثر وعياً تستطيع متابعة المسيرة بأفق مفتوح. أما ما يمنعني راهناً من المشاركة في المشهد السينمائي، فهو اختلاف الأساليب والطرق الخاصة بالإخراج وصناعة السينما عموما.ً تغير المناخ وفرضت الأوضاع الراهنة أساليب لا تناسبني، ازداد الأمر سوءاً بعدما باتت تلك الأوضاع قواعد مستحكمة لا يمكن الفكاك منها.  

هل يمكن القول إن التدريس أحدث في داخلك نوعاً من التوازن؟

التدريس بالنسبة الي إحساس بالواجب والمسؤولية لأنني تعلمت في هذا المعهد وتربطني به علاقة عاطفية خاصة وحميمة، يضاف الى ذلك عشقي الخاص لهذه المهنة وإيماني المطلق بأهميتها وبدورها. حرصت، طوال مشواري، على التعلم من غيري مثل الـ«مونتير» سعيد الشيخ الذي اكتسبت منه خبرة، والمخرج القدير يوسف شاهين الذي تعلمت منه الدقة وكيفية توجيه الممثل وذلك بقدر حرصي على إفادة غيري، فالسينما لغة لها قواعدها، كذلك تأثرت بالفنان الكبير صلاح جاهين.

كيف ترى صناعة السينما اليوم؟

للأسف تركت الدولة الصناعة في أيدي حفنة من الإحتكاريين والمسيطرين، لا أملك المال الذي يمكنني من الإنتاج وفقاً لشروطي، خصوصاً بعدما أصدرت الدولة حزمة من القرارات الرشيدة من بينها أن من يملك 200 مليون جنيه هو الذي يستطيع أن ينتج، ثم سيطر التجار على صناعة السينما ولم يعد لنا مكان على خريطتها بعدما باعت الدولة الثقافة والفنون.

ما هو الحل في تصوُّرك؟

ليست السينما إلا حلقة صغيرة في المجتمع، الأزمة عامة وفي المجالات كلها. تشهد مصر حالة من الانهيار الشامل على الأصعدة كافة، بداية من أزمة الخبز مروراً بارتفاع الأسعار وصولا إلى حالة الردة التي سيطرت أخيراً على المجتمع المصري.

يتطلب خروج صناعة السينما من أزمتها إصلاحاً ثقافياً وسياسياً واقتصادياً، بمعنى أدق نحتاج إلى ثورة للقضاء على الأوضاع غير السويّة في المجتمع، من هنا يمكن للسينما أن تزدهر وأن ينهض المجتمع.

back to top