تشيكيا تؤمن بالمعجزات
من المؤكد أن المنتخب التشيكي لكرة القدم أحد أفضل المنتخبات المشاركة في يورو 2008، ويعتقد بعض النقاد أن تشيكيا قادرة على نيل اللقب بما تمتلك من نجوم ومدرب خبير.
يخوض منتخب تشيكيا نهائيات كأس أوروبا 2008 في مهمة ثأرية اثر خروجه مبكرا من الدور الاول لمونديال 2006، بعد ان كان بين المرشحين لإحراز اللقب، وستكون الفرصة متاحة أمامه في البطولة القارية التي كثيرا ما ابتسمت له.لم تتخلف تشيكيا أي مرة عن المشاركة في كأس أوروبا منذ انفصالها عن سلوفاكيا عام 1993، وكانت كل مرة تتعرقل من قبل الفائز باللقب، فهي سقطت في المباراة النهائية امام المانيا 1-2 عام 1996 بهدف اوليفر بيرهوف الذهبي، وخرجت من الدور الاول عام 2000 عندما كانت في مجموعة فرنسا البطلة اللاحقة، كما انها خرجت من نصف النهائي عام 2004 امام اليونان (صفر- 1) التي عادت وأحرزت اللقب.لقد رشح مصرف «يو بي اس» السويسري الشهير تشيكيا لإحراز لقب اوروبا 2008، وقد يبدو الامر مضحكا بالنسبة إلى البعض، لكن توقع المصرف ذاته فوز ايطاليا في مونديال 2006 جعل النقاد يتريثون، في وقت لا يحبذ المدرب كاريل بروكنر ترشيح بلاده «لأن هذا لا يناسبنا قبل انطلاق البطولة».ذكريات 1976لم تحرز تشيكيا اللقب بعد انفصالها عن سلوفاكيا، لكن الدولتين الحاليتين احرزتا اللقب سابقا عندما كانتا موحدتين تحت اسم تشيكوسلوفاكيا عام 1976، وفي النهائي الذي أقيم في بلغراد فازت على المانيا الغربية بركلات الترجيح 5-3 بعد تعادلهما 2-2، ووقتها سجل انطونين بانينكا تلك الركلة التي رفعها بحرفنة فوق الحارس وأطلق عليها مذذاك ركلة بانينكا.يفتقد المنتخب التشيكي عناصر محورية في تشكيلته، ابرزها بافل ندفيد نجم يوفنتوس وحامل الكرة الذهبية عام 2003، الذي اعلن اعتزاله دوليا بعد مونديال 2006، وكانت هناك مطالبات حثيثة لعودته مجددا عن اعتزاله في ظل الاصابة القاسية التي تعرض لها نجم تشيكيا الاخر توماس روزيتسكي، الذي كلف غيابه غاليا ناديه ارسنال الانكليزي، وشكل ضربة كبيرة لحظوظ تشيكيا في احراز اللقب اثر الجراحة التي خضع لها في ركبته.وسينوب عن روزيتكسي في مهمة صناعة اللعب لاعب وسط ريدينغ الانكليزي ماريك ماتيوفسكي أو ياروسلاف بلاسيل (اوساسونا الاسباني)، أو دافيد ياروليم (هامبورغ الالماني).القيادة لبيترتشيكيقود الحرس القديم حارس مرمى من طراز نادر هو بتر تشيك الذي برز مع تشلسي الانكليزي في السنوات الاخيرة، وتغلب على اصابات بليغة في رأسه جعلته يشارك في مباريات فريقه في احلك الاوقات.هجوميا يبرز ميلان باروش الذي سجل 31 هدفا في 61 مباراة دولية وتصدر ترتيب هدافي الدورة الاخير في البرتغال، الى جانب العملاق يان كولر «ملك» التسديدات الرأسية وصاحب الخبرة الطويلة.وبرز أخيرا مع تشيكيا لاعبون تمكنوا من طرق باب الاندية الاوروبية الكبيرة مثل زدينيك غريغيرا مدافع يوفنتوس الايطالي، وماريك يانكولوفسكي ظهير ميلان، وتوماس اويفالوسي نجم فيورنتينا، والمدافع ميشال كادليتش نجل قائد المنتخب في اوروبا 1996 ميروسلاف كادليتش.وتمكن فاكلاف سفيركوس (24 عاما) هداف الدوري التشيكي وجوكر نادي بانيك اوسترافا من اختراق التشكيلة التي أكدها بروكنر في 28 مايو الماضي.حققت تشيكيا انتصاراً معنوياً في التصفيات التأهيلية عندما تصدرت مجموعتها الرابعة متقدمة بفارق نقطتين عن المانيا، بعد ان هزمت الاخيرة على ارضها 3 -صفر في ميونيخ أمام 70 ألف متفرج.وتمكنت تشيكيا من تخطي التصفيات بفعل المزيج الذي صنعه المدرب الساحر كاريل بروكنر بين المخضرمين يان كولر وميلان باروش وتوماس غالاسيك واللاعبين الصاعدين.(أ ف ب)الـ «زعيم» بروكنر والفرصة الأخيرة مهما كانت مسيرة تشيكيا في نهائيات كأس اوروبا 2008، فستشهد نهاية البطولة اعتزال مدربها كاريل بروكنر (68 عاما) احد امراء اللعب التكتيكي، واستراتيجية كرة القدم وفلسفتها.«بعد 34 سنة من العمل مدربا، قررت ان افتح صفحة جديدة في حياتي»، هكذا أعلن ببساطة صاحب الكاريزما الشديدة الملقب بالـ «زعيم» او «بيبي» او «كليخي بيترا» نظرا إلى شبهه الكبير بمدرس اميركي في مسلسل تلفزيوني تشيكي شهير.تسلَّم صاحب الشعر الابيض الساحر قيادة السفينة التشيكية في ديسمبر 2001 اثر فشل سلفه جوزف شوفانيتش في ايصال بلاده الى كأس العالم 2002، فتمكن من تخطي جميع التصفيات التي خاضها، مثل كأس العالم 2006، وكأسي اوروبا 2004 و2008، وكان قاب قوسين او ادنى من احراز اللقب القاري عام 2004 لولا سقوطه بالهدف الفضي امام اليونان في نصف النهائي، بعد ان قدم اجمل الاستعراضات. لم يكن «الساحر» بروكنر لاعبا خارقا في شبابه الذي نال فيه شهادة في الصناعة الميكانيكية، لكنه نجح كمدرب، عندما احرز فضية بطولة اوروبا للشباب عام 2000، كما انه قاد اندية تشيكية عدة مثل سيغما اولوموك وبانيك اوسترافا ودرنوفيتشي، اضافة الى انتر براتيسلافا السلوفاكي.«الفوز لا يفاجئني، افاجأ فقط عندما اربح جائزة اللوتو، حيث تقتصر حظوظي على واحد من اصل 52 مليونا»، هكذا يفلسف بروكنر نظرته إلى المباريات، من مقر اقامته مدينة اولوموك التاريخية شرق البلاد، حيث يعشق حديقته ويلعب الشطرنج ويستمع الى موسيقى موزارت.لقد تميز بروكنر بمعرفته الدقيقة لطباع اللاعبين، وردة فعله السريعة في التفاعل التكتيكي مع اي تغييرات طارئة على ارض الملعب، كما في عشقه البالغ للركلات الثابتة التي يتفنن في اختراع طرق مبتكرة لتنفيذها نظرا إلى خلفيته في الصناعة الميكانيكية.يولي بروكنر ثقة مطلقة للاعبيه، حتى عندما يمرون بفترات انعدام وزن، والدليل على ذلك تمسكه بالثنائي الهجومي يان كولر وميلان باروش اللذين يقدمان مستويات عادية في فريقيهما، بينما يشكلان قوة ضاربة مع منتخب تشيكيا.محطة بروكنر الاخيرة مع تشيكيا تشوبها اصابات عدة لمفاتيح الفريق، فبعد اعتزال جيل كاريل بوبورسكي، تعرض لاعب وسطه توماس روزيتسكي لاصابة بالغة ستحرمه من جهوده، كما انه خضع لجراحة في عموده الفقري ابعدته اسابيع عدة.بروكنر وضحكته الفاترة امام فرصة أخيرة كي يتقاعد الساحر الابيض مع ميدالية ذهبية اوروبية كاد ابناء الجمهورية التشيكية ان يحرزوها عام 1996 لولا العقبة الالمانية في النهائي.(أ ف ب) «مارادونا أوسترافا» الهداف الشقي تحول نجاح باروش في البرتغال الى كابوس اسود في احدى لياليه الحمراء، عندما ضبطته الصحافة المحلية برفقة ممثلة لعوب، لتهجره رفيقة عمره إثر ذلك.ومنذ ذلك الوقت، تحول «مارادونا اوسترافا» من قوة هجومية ضاربة الى مصيدة للـ«باباراتزي» في مواقع متعددة، من حركاته العنصرية في وجه الكاميروني ستيفان مبيا لاعب نادي رين الفرنسي، الى سهراته التي لا تنتهي، وصولا الى ضبطه يقود سيارته «فيراري ف 430» بسرعة 271 كلم/ساعة بين مدينتي ليون الفرنسية وجنيف السويسرية!ويعتبر فيرنر ليكا مدرب باروش السابق في نادي بانيك اوسترافا، ان حظ باروش السيئ «مردّه إلى العشرة السيئة» التي فضحته علنا صيف 2006، عندما مرر «صديقه» صورا له يرقص من دون حشمة. ورغم طباع باروش الغريبة، فلايزال يكتسب ثقة المدرب الوطني كاريل بروكنر الذي ضمه الى تشكيلته، ليكون حجر الاساس في خط الهجوم الى جانب العملاق يان كولر، «أرى فيه دائما ذاك اللاعب الكبير والمهاجم الخطير وسأعتمد دائما عليه... سيعود الى رشده عندما يتزوج».وقد انضم باروش الى ليفربول الانكليزي قادما من بانيك اوسترافا، فحمل الرقم 5، وكان يفترض ان يلعب دور المهاجم الاساسي في موسم 2003/2004، لكن جراحة في كاحله ابعدته 6 اشهر عن الملاعب ودفعت المدرب الفرنسي جيرار اوييه إلى ان يفضل عليه المحليين مايكل اوين واميل هيسكي.وبقي باروش في ليفربول ورحل اوييه ليشرف الاسباني رافاييل بينيتيز على «الحمر»، وفي موسمه الاول اضحى باروش المهاجم الاساسي في ظل رحيل اوين وهيسكي واصابة الفرنسي جبريل سيسيه، ليلعب في نهاية الموسم دورا رئيسيا في احراز ليفربول لقبه الاوروبي الخامس.ومنذ ان احرز باروش دوري الابطال مع ليفربول، تنقل بين اندية استون فيلا الانكليزي الذي بادله مع النروجي جون كارو من نادي ليون الفرنسي، حيث استعان به اوييه مجددا، لكنه وجد منافسة شرسة من كريم بنزيمة وسيدني غوفو والبرازيلي فريد.وتخلى ليون عن «الهم» المتمثل في تصرفات باروش (26 عاما)، فانتقل الاخير الى بورتسموث الانكليزي مطلع السنة الجارية مقابل 7 ملايين يورو، لكنه لم يعد ذاك المهاجم المهيب.ويبقى باروش رغم هفواته ثالث افضل هداف في تاريخ تشيكيا برصيد 31 هدفا في 63 مباراة دولية، خلف انطونين بوك (35 هدفا) وزميله الحالي يان كولر (52 هدفا).ويلخص مساعد المدرب السابق ميروسلاف بيرانيك طباع باروش في جملة واحدة: «عندما يقرر ميلان ان يسجل فانه يسجل، ولا يمكن لاي مدافع ان يمنعه من ذلك».وتبدو الفرصة سانحة امام باروش كي ينفض عنه غبار النقد، فبعد مونديال 2006 الذي غاب عن مباراتين فيه بسبب الاصابة، يأمل استعادة صورة المهاجم الفتّاك على الاراضي السويسرية والنمسوية.أوجفالوسي في القيادةأعلن الاتحاد التشيكي لكرة القدم أن توماس أوجفالوسي سيرتدي شارة قيادة المنتخب التشيكي خلال نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) وقال أوفالوسي (30 عاما) الذي اختير لارتداء شارة القيادة: «دائما ما يكون شرف كبير ارتداء شارة قيادة المنتخب الوطني، إنني أشعر بسعادة لاختياري لتلك المهمة».(أ ف ب - د ب أ)