رئاسة البرلمان في الميزان

نشر في 23-05-2008
آخر تحديث 23-05-2008 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي

مثلما نطالب الحكومة بأن تحسن اختياراتها بانتقاء العناصر الوطنية ذات الكفاءة العالية والقدرة على الإبداع والنشاط... يجب علينا أيضاً أن نعدل بيت الأمة فلا نريد رئيساً يأخذنا شرقاً وغرباً، ويشعرنا بأنه جالس على ذلك الكرسي الوثير «بفلوسه»، أو أن المجلس إحدى شركاته «القابضة».

بعد أن وضعت المعركة الانتخابية أوزارها وهدأت الأوضاع قليلاً واستقرت على الجودي واتضحت تركيبة ومعالم المجلس للسنوات المقبلة، يبقى السؤال الأهم الذي تلوكة الألسن وتتناقلة الدواوين بشغف: من يا تُـرى رئيس المجلس القادم؟ وهل مازال شعار «للحكمة رجالها» يتماشى مع تشكيلة المجلس على الرغم من أن البرلمان قد حُلّ أكثر من مرة في أثناء رئاسة الرئيس السابق؟ ومازلت لا أعلم أين كانت الحكمة عندما حُلّ البرلمان؟

في تقديري أن الإعياء الذي أصاب المؤسسة التشريعية يتحمل جزءاً من مسؤوليته أيضاً الرئيس الذي يقع على عاتقه دائماً نزع فتيل الأزمات وإخماد الحرائق... وهنا أعود لأتساءل أيضاً باحثاً عن الإجابة: هـل قامـت الرئاسة السابقة بهذا الدور على أكمل وجه؟

أعتقد أن أعظم إنجاز يمكن أن يحققه هذا المجلس الجديد هو تغيير الرئيس أولاً، عن طريق البحث عن شخصية تقوم بتأدية أدوار مختلفة تماماً عن الأدوار التقليدية التي تقتصر فقط على «السلامات» و«الاحترامات»، و«حاضر طال عمرك» و«على أمرك طال عمرك»، لتمتد إلى إيجاد وخلق روح المبادرة بين المجلس والحكومة للوصول إلى التعاون الذي ينشده الجميع لدفع عجلة التنمية والتقدم.

يا إخواني إن هناك هلعاً وخوفاً متزايداً على هذه المؤسسة... فالناس ما عادت تثق بالبرلمان و«ملّت» وبدأت تلعن اليوم الذي أصبحت فيه الديمقراطية عبئاً ثقيلاً على البلاد وعاتقاً على الانطلاق والازدهار التنموي، وما نسبة المشاركة القليلة في الاقتراع أخيراً، إلا خير مثال على ذلك الشعور السائد والانطباع المتراكم داخل الأنفس والقلوب.

فالناس تتساءل عما فعل لنا مجلس الأمة، وماذا استفدنا منه؟ وهذا جميعه يدخل من ضمن خطة متكاملة من أعداء الديمقراطية لخلق هذا الشعور لدى الناس وتكفيرهم بالديمقراطية ودولة المؤسسات.

لذلك أرى أن من الواجب على الأعضاء جميعاً انطلاقاً من موقع المسؤولية وشعوراً بالأمانة الملقاة على عاتقهم، العمل على تحرير هذه المؤسسة البرلمانية من سلطة وقيود النظام وإحداث تغيير شامل وإعادة الهيبة والمكانة والريادة إلى العمل الوطني الحر، ولا يمكن أن تنصلح الحال إلا بتعديل أنفسنا كمجلس أولاً.

فمثلما نطالب الحكومة بأن تحسن اختياراتها بانتقاء العناصر الوطنية ذات الكفاءة العالية والقدرة على الإبداع والنشاط... يجب علينا أيضاً أن نعدل بيت الأمة فلا نريد رئيساً يأخذنا شرقاً وغرباً ويشعرنا بأنه جالس على ذلك الكرسي الوثير «بفلوسه»، أو أن المجلس إحدى شركاته «القابضة». وعلى هذا النحو يجب أن نعلي مكانة ورفعة بيت الأمة، وهذا ليس مسؤولية الأعضاء وحدهم، بل مسؤوليتنا جميعاً.

back to top