زهور بيضاء في بستان الجحيم 
(شذرات)

نشر في 27-05-2009
آخر تحديث 27-05-2009 | 00:01
 زاهر الغافري صوموئيل بيكت

سكرتير العدم بامتياز، وجه يشبه الطائر، صامت الى حد القسوة. في انتظار جودو أشبه بانتظار الأم. تمر الغيوم على رأسه مُثقلة بالكلمات أولاً، وعندما تنقشع يصحو ليكتشف انه أخرس، هنا تبدأ اللعثمة فيكتب البياض. التأمل في الوجود عجزٌ عن القول.

كافكا

استرخائي، يرى الأحلام والكوابيس بأذنيه الكبيرتين، فضيحته انه فضح العالم، بفضله انفتحت ابواب القلعة وأُغلقت شركات التأمين بالشمع الأحمر، رسائله الطويلة أيقظت طفولة الأب. الانسان صار حشرة وكابوسه التهم القرن العشرين بكامله.

باول تسيلان

رماد اللعنة، أرسل قصائدهُ في زجاجة إلى لا أحد، كتب الحقيقة كما ينبغي أن تُقال، استضافه الموت إلى نهر السين، فاحتفظ في يده بحبة من الرمل، كما يقول ميشو. انكشفت له أسرار هولدر لين، وريلكة وتراكل، فما عاد يقوى على الحياة.

فرناندو بيسوا

متعدد في واحد، ترك أشباهه يعيشون باستقلال تام لأنه لم يكُن أنانياً وعندما اطمأن عليهم مات، فخسر العالم شاعراً واحداً: فرناندو بيسوا نفسه. بينما أشباهه مازالوا يتجولون ويضعون الورود على قبره حتى اليوم.

ريلكه

كان قد مات فرثى ذاته للعابرين. الجمالُ ينتهي هكذا فحسب، الجمال رعبٌ في طريق الملائكة، انه صورة في حصاةِ الطبيعة، والمرآة زائفةٌ أيها الشاعر الشاب.

أنطونين آرتو

مريض حقيقي يلبس الأقنعة، بديله يصحو من السرير لكي يصرخ: أنا امبراطور روما، وامبراطور النحو أيضاً. لقد رأى فانتحروه، وهو ينحني أمام إله الحب والجنون.

أبو حيان التوحيدي

أحرق روحه أولاً ثم الكتاب، وعندما اكتشف انه غريب عاد يكتب للغرباء. أصحو، من منامي لأرى طيف التوحيد وحده يتجول في الصحراء.

أُنسي الحاج

ابن مصحة قصيدة النثر، عافيته في الصدق الذي لا يتزحزح، أخذ من السماء والأرض شوقَ الأمس وقبل أن يقولوا: لا. قال: لن، فهدأت الطبيعة وعندما أحبهم، وقعوا من القطار.

رامبو

أرسل قارباً ورقياً في ساقية وعندما ضربته شوكة الغصن في الجبين وهو يتنزه في الغابة، صرخ: آه انها شوكة الفكر، أظنني أنا المركب السكران.

رينيه شار

مطرقة بلا معلم، وضعت الشاعر في الغابة بلا فأس، ماذا يفعل الحطّاب إذن؟ يقطع الطبيعة بكلمات هي العزلة ذاتها، لم تكُن الحياة قد بدأت حتى أُسر الشاعر بلعنة القول.

عبدالله القصيمي

أكتشف أن (العالم ليس عقلاً)، كان صوته يرتحل في البرية وحيداً، لأنه لم يكُن ظاهرة. استقبلته المنافي كأخ غير شقيق بعد خيانة الصحراء. ألا يُقال: الخوف من المحافظين اذا جددوا.

سيوران

لم يطِق نفسه، استوعب العدم فانفجر ضاحكاً لأن الكآبة كانت أقوى مما يَحْتمِل. تشبث بحزام الشك حتى قتله. كان أكبر من الفلسفة ذاتها. أعاد إلى الكتابة صفاء الشذرات منذ الأغريق حتى الرومانسيين الألمان.

back to top