هل سيواجه مسلسل سعدون العواجي مصير فنجان الدم؟ قناة أبوظبي لم ترد حتى الآن على المعارضين من القبيلتين
دخلت الدراما البدوية حلقة مفرغة من مسلسل المنع والإيقاف، خوفاً من إثارة النعرات القبلية والفتن أو إيقظاها، بعد الإعلان قبل أسبوعين من حلول شهر الصيام أن «فنجان الدم» ضل طريقه إلى الشاشة إلى ما بعد رمضان، والآن تعلو أصوات أبناء قبيلتي عنزة وشمّر من أجل إيقاف «سعدون العواجي».
الدراما البدوية عرفت طريقها إلى المشاهد العربي منذ أن عرض أول مسلسل بدوي بعنوان «فارس ونجود» سنة 1973 الذي كتبه نزار مؤيد العظم وأخرجه ايلي سعادة ولعب بطولته الفنانان الرائدان في هذا المجال محمود سعيد وسميرة توفيق.وفي عام 1975 تم انتاج مسلسل «وضحا وابن عجلان»، ويعتبر هذا المسلسل من أوائل الأعمال الدرامية العربية التي صورت بالألوان، وقد حقق المسلسل نجاحاً كبيراً من خلال قصة حب جمعت بين الشيخ الفارس والشاعر ابن عجلان والفارسة وضحا، وقد أعيد انتاجه من جديد العام الماضي.ومن أشهر المسلسلات البدوية «راس غليص» من اخراج علاء الدين كوكش الذي أنتجه تلفزيون دبي عام 1975 في ثلاث عشرة حلقة تم عرضها في عام 1976، والعمل عن قصة مريم المشيني والدة الفنان نبيل المشيني في رواية صوتية مسجلة من بطولة الفنان عبدالرحمن آل رشي بدور «غليص» وهناء ثروت بدور «حمدة»، أعيد انتاج «راس غليص» بإدارة المخرج أحمد دعيبس ووجد طريقه إلى الشاشة في رمضان 2006، ولعب دور «غليص» الفنان رشيد عساف وقامت مرح جبر بدور «حمدة»، كما تم انتاج الجزء الثاني منه مع بطله عساف أيضاً.أما «نمر العدوان» فهو من إنتاج عام 1977 واخراج صلاح أبو هنود، ويحكي قصة حياة الشاعر والفارس الشيخ نمر العدوان، وكان من تمثيل محمود أبو غريب وطلحت حمدي ونبيل المشيني وسلمى المصري ومحمد العبادي وهالة شوكت، وأعيد انتاجه مرة ثانية وعرض في شهر رمضان 2007 من بطولة ياسر المصري وصبا مبارك.إيقاظ الفتنهذه الأعمال البدوية لاقت نجاحاً لافتاً في سبعينيات القرن الماضي، لما تحمله من قصص حب وابراز شجاعة فرسان وشيوخ القبائل والأشعار الجميلة.لكن في الفترة الأخيرة علت الأصوات منددة بمسلسل سيشعل الفتن الطائفية بين السنة والشيعة، ومنها على سبيل المثال مسلسل كويتي من إنتاج نايف الراشد بعنوان «للخطايا ثمن» لاحتوائه قصة فتاة تريد تحقيق الثراء من خلال زواج المتعة، والتطرق إلى الحسينيات ومراقد أهل البيت، وهذا سبب احتجاج الطائفة الشيعية وقد قامت قناة MBC بأمر من الشيخ وليد الابراهيم المالك والرئيس التنفيذي لمجموعة MBC بمنع بثه بناء على طلب من رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد لوأد أي فتنة طائفية حفاظاً على الوحدة الوطنية.فنجان الدموفي رمضان الجاري لم يعرض المسلسل البدوي «فنجان الدم» على قناة MBC أيضاً، وأعلن أنه تم تأجيل عرضه الى بعد رمضان، حيث تقول بعض المصادر إن السبب الكامن في منع بثه عدم الانتهاء من مونتاج كل حلقاته.بيد أن السبب الآخر هو اعتراض بعض القبائل التي وجدت تشابهاً بينها وبين بعض الشخصيات والأسماء والأحداث في سياق العمل. لذا ارتأت القناة التريث لحين الانتهاء من العمل ككل ومن ثم مشاهدته عبر لجنة متخصصة، ومن ثم معرفة إن كان العمل يثير النعرات القبلية أم لا؟!المنع أثار بعض أبطال المسلسل من بينهم الفنان السوري الكبير جمال سليمان والفنانة ميساء مغربي اللذان أكدا جودة العمل. كما نفى منتج العمل السوري أديب خير أن يكون نصه أو مضمونه قد حمل أي إساءة إلى أي شخص أو قبيلة، مشيراً إلى أن لجنة رقابة النصوص المتخصصة لم تشر إلى أن المسلسل يحمل مساراً خاطئاً، وعبر أديب أنه وفريق المسلسل بحالة حزن لعدم بثه الآن، وأكد أن مسلسله سيجد طريقه إلى الشاشة عاجلاً أم آجلاً.تدور أحداث المسلسل حول قبيلتين هما «معيوف» و«النوري هزاع» اللتان تتصارعان حول زعامة البادية، ولكن بعد انتصار المعيوف على النوري الهزاع تبذر بذرة الفتنة بين الأخوين سلمان وشعلان، مما يؤدي إلى انقسام القبيلة لاحقا، كما يرتبط النوري الهزاع بقصة حب مع عليا المعيوف.سعدون العواجيوفي المقابل ارتفعت أصوات معارضة منذ أن أعلن عن تصوير مسلسل «سعدون العواجي» الذي يبث حالياً حصرياً على قناة أبوظبي الفضائية، لكن القناة لم توقف بثه حتى الآن.الأصوات المعارضة لعرضه عزت الأسباب إلى أن العمل يوقظ الفتنة النائمة بين القبائل، خصوصاً بين قبيلتي عنزة وشمر.فقد ذكر موقع رسمي لقبيلة شمر على شبكة الانترنت من خلال نافذة إعلانية: «مسلسل سعدون العواجي... الفتنة نائمة، لعن الله موقظها، تاريخ شمر بين جاهل ومجهل، حاقد يتلاعب بالتاريخ كيف يشاء». وكان السواد الأعظم من الردود في هذه النافذة عقلانية، واحتوت على مداخلات من بعض أبناء قبيلة عنزة عبروا من خلالها عن مكانة قبيلة شمر في نفوسهم.أما في موقع شبكة مجالس قبيلة عنزة فقد تم نشر كل الموضوعات التي تتخوف من دقة المعلومات في تأليف مسلسل «سعدون العواجي».وفي السياق نفسه قدم الشيخ صالح الأمعط العواجي وهو على صلة قرابة بسعدون العواجي، خطابا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإلى ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز وعدد من أمراء الأسرة الحاكمة، شارحاً لهم حجم الأضرار الناجمة عن عرض المسلسل، فهو يتناول حقبة تاريخية انتهت منذ أيام مؤسس المملكة السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وأن إعادة فتح هذه الملفات ليس له سوى هدف واحد، وهو الكسب المادي عن طريق اللعب على أوتار القبائل وإثارة المشاكل بينها. حسب موقع إيلاف. فهل تجد أصوات المعارضة جواباً بإيقاف عرض المسلسل على قناة أبوظبي التي لم ترد عليها منذ بداية التصوير إلى عرضه على شاشتها؟!لكن ما قصة المسلسل التي ثار عليها أبناء القبيلتين التي تحمل كما يقولون فتنة قبائلية انتهت في أيام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، إضافة إلى مغالطات تاريخية وتشويهات؟!المسلسل مستوحى من قصة حقيقية جرت أحداثها في صحراء الجزيرة العربية بين عامي 1750 و1830. تدور حكاية الشيخ سعدون العواجي حول ولديه «عقاب» و«حجاب»، اللذين فارقاه وهما لا يزالان طفلين صغيرين، لكنهما أصبحا فارسين عندما شبّا، أما سعدون فخسر الكثير من سلطته، بعد فراق ولديه فاستعان بهما، واستعاد مجده الضائع. هذا ما أورد أو نشر عن قصة المسلسل من خلال القناة أو مخرجها لكن الأمر الذي لم يتم ذكره أو تم اخفاؤه هو قصة الشيخ هايس القعيط شيخ قبيلة آل بريك من شمّر والشيخ سعدون العواجي والثأر من ولديه عقاب وحجاب.