دوره في The Bucket List جعله يدرك معنى السعادة جاك نيكلسون: عندما أستيقظ صباحاً أفرح لأنني على قيد الحياة!

بدأ الممثل جاك نيكلسون مشواره السينمائي بأداء دور القاصر الجانح في فيلم The Cry Baby Killer من إنتاج روجيه كورمان. وفي الستينات أدى أدواراً مختلفة في حوالي 20 فيلماً. عام 1968 تعاون مع المخرج بوب رافلسون ومثَّل تحت إدارته ستة أفلام منها: Five Easy Pieces الذي ترشح عنه لأول جائزة أوسكار عن فئة أفضل ممثل، وEasy Rider الذي حقق له الشهرة ورشحه لجائزة أوسكار للمرة الثانية.

في السبعينات دخل لائحة أهم ممثلين في هوليوود من خلال اداء أدوار معقدة ومتطرفة كدوره في فيلم رومان بولانسكي Chinatown حيث حصد ترشيحه الثالث لجائزة أوسكار عن فئة أفضل ممثل، وبعد عام وفي دور المريض في فيلم One Flew over the Cooko’s Nest للمخرج ميلوس فورمان، استحق عن جدارة جائزة الأوسكار.

عام 1980 قام ببطولة The Shining للمخرج ستانلي كوبريك وحقق نجاحات كبيرة من خلال مجموعة من الأفلام منها Reds وTerms of Endearment الذي نال عنه جائزة اوسكار عن فئة أفضل ممثل في دور ثانوي. عام 1990 أصبح رمزاً عندما قام بأداء دور الجوكر في Batman. بعد ذلك أخرج ومثل في الجزء الثاني من فيلم Chinatown بعنوان The Two Jake. قلت إطلالاته السينمائية في التسعينات، لكنها بقيت جيدة، منها دور الأب اليائس في Crossing Guard والرئيس المجنون في Mars Attacks!. لكن الفيلم الكوميدي الرومنسي للمخرج جايمس ل. بروكس As Good as it Gets حقق له عودة قوية نال عنها ثالث جائزة أوسكار في مسيرته الفنية. بدءاً من عام 2000 شارك في أفلام كثيرة منها: The Pledge وAbout Schmidt وAnger Management وThe Departed.

في هذا الحوار يحدثنا نيكلسون عن فيلمه الجديد The Bucket List الذي جمعه بالنجم مورغان فريمان.

مع أفلام About Schmidt، Something Gotta Give، والآن The Bucket List، أديت دور شخصية أُرغمت على تبديل أولوياتها مع بلوغها عمراً معيناً، هل يحاول الذين يتولون اختيار الممثلين إيصال رسالة ما إليك أم أنك بدلت أولوياتك من تلقاء نفسك مع التقدم في السن؟

أعتقد أن العالم يحاول أن ينقل إليّ رسالة ما، لكن أولوياتي تبدلت في مطلق الأحوال، أكان ذلك بسبب تبدل شخصيتي أو فقدان القدرة على القيام بما اعتدت فعله. لم أتمكن يوماً من فهم هذه المسألة. وبصفتي ممثلاً ناجحاً، لم أتحدث إلى المسؤولين عن اختيار الممثلين منذ نحو 25 أو 30 عاما. لست مضطراً إلى ذلك. فهم يأتون إليّ ويعرضون عليّ الدور.

ما من كتب أدبية كثيرة تتناول مواضيع عن أشخاص تخطوا الخمسين من عمرهم. لذلك لا تتوافر قصص عدة من هذا النوع.

أحب المطالعة. وعندما أقرأ كتاباً يتحدث عن شخص في الخامسة والستين، ألاحظ أن الكاتب يحاول أن يوحي بأن هذا الرجل ليس طاعناً في السن إلى هذا الحد. لطالما أضحكتني هذه الفكرة لأن رجلاً في هذه السن هو شاب في نظري الآن. كان من المفترض أن يخبو نجمي منذ زمن طويل. لكنني لم أقع في فخ تكرار النجاحات التي حققتها. فهذا بمثابة الموت للممثل.

في كثير من الأحيان يحقق الممثل نجاحاً ما. فيُطلب منه أن يكرر ما فعله. لكن ما إن تعيد ذلك للمرة الثالثة حتى تقع في الفخ. لذلك من البداية، في فيلم Easy Rider، كانت الشخصية أكبر مني سناً. وفي الفيلم التالي مثلت شخصية في مثل سني. وبقيتُ أجسّد شخصيات تكبرني أو تصغرني. لذلك أظن أن الناس عجزوا طوال مسيرتي المهنية عن تحديد سني. إلا أنني الآن ما عدت قادراً على أداء أدوار شخصيات في الخامسة والثلاثين من عمرها.

ما زلت أذكر المرة الأولى التي سئلت فيها عن هذا الموضوع. أجبت حينذاك: «لا، أسعى دوماً لإيجاد فراغ أملأه لأبدل الرأي العام السائد». أردت أن أضفي جاذبية على الشخصيات في منتصف العمر، لأنه مع الطابع الجدي الذي غالباً ما يُعطى للآباء، لا يسعنا إلا أن نتساءل: كيف جاء كل هؤلاء الأولاد إلى الوجود؟ لطالما تصرف الآباء بجدية. هذا كان التعديل الوحيد الذي أجريته عمداً على الشخصيات التي أديتها. فكرت أن ثمة هامشاً واسعاً للتأثير في الناس في هذا المجال.

تحدثت عن هذه المسألة إلى مارتن سكورسيزيه خلال تصوير The Departed وطلبت منه أن نضفي بعض الجاذبية على شخصية فرانك كوستيللو رجل العصابات في الفيلم. قد يظن البعض أنني بالغت، لكني لا أوافقهم الرأي. تجاهلت الأسئلة كلها عن كوستيللو ولم أجرِ أي بحث عنه. وحوّلت الشخصية إلى ملك فقَدَ صوابه. لذلك تراه يلبس كثيرا من جلد النمر وغيره من الأمور. واكتشفت بعد فترة أن ما من بحث يتحدث عن هوسه وأنني أديت الدور بإتقان.

ما الذي أعجبك في The Bucket List؟

أحببت التناقض فيه وكان ذلك تحد كبير بالنسبة الينا، اذ غالباً ما نتحدث عن التوازن. أديت مشاهد درامية في أفلام كوميدية من قبل. وأكثرنا من هذه المشاهد في As Good as it Gets لذا طُلب مني التخفيف منها قليلاً لأنها لم تكن مناسبة آنذاك، لكنها مناسبة في هذا الفيلم.

يركز الفيلم على أهمية البحث عن السعادة، ما معناها بالنسبة إليك وكيف تبحث عنها؟

يصعب على المرء أحياناً معرفة الوقت الذي يشعر فيه بالسعادة ويبدو أن الناس يخشونها. أعتقد أن الحياة التي عشتها تخللت بعض لحظات من الفرح. أضحكني النقاد الذين تنبأوا بموت هيلاري كلينتون في نيو هامبشير، لكن السعادة تأتي من جوانب متعددة، شاهدت ابنتي في مسرحية قبل مغادرتي وتسللت خلف دنيس هوبر لأخيفه فاستدار وكان يشاهد ابنه يؤدي دور لنين والفأس في منتصف رأسه وكانت هذه لحظات سعيدة. عندما أستيقظ في الصباح، أفرح لكوني ما زلت على قيد الحياة.

ذكر المخرج روب راينر أنك صورت لكل مشهد ثلاث لقطات. وقد عملت أيضاً مع المخرج ستانلي كيوبرك في The Shining الذي اشتهر بتصوير لقطات كثيرة، ماذا تفضل؟

أحب تصوير كل لقطة بشكل مختلف. كما قلت لستانلي: «إن كنت تعتقد أنه لا بأس بتصوير مئة لقطة، فإن تصوير 101 لقطة سيكون أفضل»، لكني قلت ذلك لأغيظه. أما روب فكان سريعاً ولا بأس بذلك. أصبت بوعكة صحية قبل بدء التصوير لذا من جهة كنت سعيداً لأن حالتي تحسنت ومن جهة أخرى كان لا بد من إعادة تصوير لقطة واحدة. في البداية، شعرت بأنني سأحظى بكثير من المساعدة في التصوير لأن الكاميرا كانت ثنائية المقبض. وأعتقد أن هذه من ميزات التصوير، فقد كان النص دقيقاً جداً.

لم نرك تبكي كثيراً في الأفلام، كم كان من الصعب أداء هذه العاطفة في The Bucket List؟

توقفت عن أداء هذه المشاهد منذ فترة طويلة. عندما أصور أفلاماً كثيرة، يصبح الأمر صعباً عليّ. صُور مشهد البكاء في بداية الفيلم وكان من المشاهد التي قلقت حيال كيفية أدائها. كنت أقف هناك وأشاهد صور مورغان فريمان وهو صغير وفي اللقطة الثانية بدأت أبكي. وقد كنت محظوظاً لأنه ما كان عليّ أن أقلق حيال الأمر طيلة فترة الإنتاج.

هل توافق على أن الكوميديا هي من أصعب أنواع التمثيل؟

الكوميديا صعبة لأنه يجب أداء الدور بشكل صحيح، لكن في الأفلام الدرامية، ثمة طرق مختلفة لبلوغ النجاح. تأتي من الحياة الواقعية، وصعب على الممثل ان يكون مضحكاً. روب راينر وغيره من المخرجين الذين عملت معهم محترفون في مجال الكوميديا، أما انا فلست كذلك. أنا شخصية مضحكة، لكن إن قيل لي «كن مضحكاً» سأشعر بالإرتباك.

اذا طُلب منك وضع لائحة بثلاثة أمور ترغب في فعلها قبل أن تموت، علام قد تحتوي هذه اللائحة؟

لا أضع لائحة لأي شيء. أردت أن أعيش لأرى أولادي يتخرجون ويرتادون الجامعات. ولطالما أردت تعلم لغة ثانية والطهي بالإضافة إلى أمور أخرى.

هل تعلمت الطهي؟

تعلمت طهي الهوت دوغ والهمبرغر، لكن ما زال أمامي الكثير كي أتعلمه. أما إعداد الفطائر المحلاة فهو أبرز إخفاقاتي في فن الطهي.