نيللي مقدسي: أنا سيّدة قراري

نشر في 21-09-2008 | 00:01
آخر تحديث 21-09-2008 | 00:01
حققت الفنانة اللبنانية نيللي مقدسي عودة موفّقة إلى عالم الغناء من خلال أغنية «يا نار ناري». شكلت معارضتها لقضية الحصرية في «روتانا» السبب الأساسي لغيابها، إلا أنها استغلت ذلك الوقت لمراجعة حساباتها والتخطيط لمستقبل ناجح. تلفتها اللهجة البدوية وتتعالى على الإشاعات التي تطالها. تعيش راهنًا حالة حب، وحلمها التوفيق بين حياتها العاطفية والفنية.

عن عودتها الى الساحة الغنائية ونظرتها الى المستقبل كانت الدردشة التالية.

قدّمت حديثا أغنية «يانار ناري» باللهجة البدوية التي أحبك الناس فيها منذ انطلاقتك بـ «شوف العين»، هل تشعرين أنك تتميزين باللون البدوي أكثر من الألوان الغنائية الأخرى؟

يكون أدائي صادقًا في اللون البدوي أكثر من الألوان الأخرى، مع العلم أنني أستطيع أداء اللهجات المختلفة، وخير دليل على ذلك أغنيتي «توف» و{بس هس»، أحبني الناس باللون البدوي، لا سيما أن انطلاقتي الفنية كانت من خلاله. أنا مع التنويع لأن الأذواق تختلف، إلا أنني أشعر باللون البدوي أكثر من غيره ويصل إحساسي الصادق فيه بسرعة كبيرة الى الجمهور، لأني اختار البدوي السهل الفهم، هذا ما لمسته من الأصداء الجيدة التي حصدتها الأغنية في الشارع المصري. كذلك أحب اللهجة الخليجية وأشعر بها لأنها قريبة من البدوية.

حمل كليب الأغنية بعض الغرابة في المضمون والشكل، كيف تصفين تعاملك مع المخرجة اللبنانية رندا العلم وهل أنت راضية عن النتيجة؟

أعتبر أن كليب «يا نار ناري» من أجمل الأعمال التي صورتها من ناحيتَي الصورة والتنفيذ، رندا مخرجة محترفة تسعى إلى إظهار الفنان بأحلى صورة. أتعبتني كثيرا خلال تصويرنا الأغنية، فهي تدقق في أصغر التفاصيل ولا ترضى بالخطأ، بل تعيد تصوير المشهد مرات لتكون نتيجة العمل صحيحة.

في كل مرّة تغيبين فيها عن الساحة الفنية تكثر التساؤلات من حولك، ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذا الغياب المتكرر، هل هي نتيجة مشاكل معينة تواجهينها أم مراجعة حسابات لضمان مسيرة فنية سليمة؟

(تضحك) أفرح عندما يسأل الناس عني في كل مرّة أغيب فيها، ما يعني أنني في قلوبهم وأذهانهم وأنهم متعلّقون بفني، أشكرهم على تلك المحبة الكبيرة التي أبادلهم إياها. أعرف تمامًا أن غيابي المتكرر عن الساحة الفنية هو غير صحي 100%، لكن تفرضه الظروف التي تصب جميعها في خانة واحدة وهي شركة الإنتاج التي كنت أتعامل معها «روتانا».

تركتها هذه المرة من دون مشاكل وبكل اقتناع، ويسود الإحترام المتبادل بيننا، لكن استغرقت المفاوضات بعض الوقت لفسخ العقد، ما أدّى الى غيابي فنيّا. لم أكن أريد طرح عمل جديد لي في الأسواق وأنا ضمن تلك الشركة، فانتظرت بعض الوقت الى أن حلّت المسائل، كنت خلالها أحضّر لأغنيات جديدة، منها «يا نار ناري» وغيرها، فكرت أن أجمعها كلها ضمن ألبوم واحد، لكن ارتأيت في ما بعد طرح كل واحدة منفردة لأن معظم الأغنيات التي سجلتها كانت باللهجة المصرية، وأفضل أن تكون الحصة الأكبر في ألبومي الجديد للون البدوي.

تغادرين «روتانا» في وقت يتمنى فنانون كثر الدخول إليها، ألا تشعرين بضرورة وجود شركة إنتاج الى جانبك تسوّق أعمالك؟

أغادرها وأنا على علاقة صداقة بإدارتها، لكن مشكلتي الأساسية مع طموحي الذي لم تحققه لي «روتانا». لا أحب فكرة حصرية الكليبات على شاشتها وعلى المحطات المتّفقة معها. أريد مزيداً من الانتشار وطموحي الوصول الى كل بيت عربي.

عندما عدت الى «روتانا» بعدما غادرتها في المرة الأولى، اعتقدت أن تلك المشكلة حلّت الى أن اكتشفت أن كل شيء ما زال على حاله، فاتخذت قرار المغادرة للمرة الثانية. من الممكن أن أتعاقد مع شركة أخرى غير «روتانا» شرط ألا تكون هناك حصرية. شركات الإنتاج الراهنة معروفة وسأوقّع مع الشركة التي أجد نفسي فيها.

هل تشككين بانتشار «روتانا» في العالم العربي؟

أبدًا. لا أنكر أنها من أهم الشركات في العالم العربي ولديها انتشار واسع، لا سيما فضائياتها، «روتانا موسيقى»، «روتانا خليجية»، «روتانا سينما» وغيرها. لكني مرتاحة راهناً لأني سيدة قراري وليس هناك من شروط تحاصرني.

ليست «الحصرية» مشكلتي الوحيدة مع «روتانا» بل غادرها فنانون كثر للسبب نفسه. عندما بدأت في المجال الفني، لم يكن لدي خبرة وكنت طالبة في الحقوق وتعاملت مع الفن كما أتعامل مع أي أمر في حياتي العادية، إلى أن اكتشفت أن عالم الفن مختلف، فقررت الاتكال على نفسي ووضعت هدفًا أمامي مصرّة على تحقيقه، وهو تقديم الأعمال الفنية الناجحة والمميزة دائما، التي ترضي المستمع العربي.

تعرضت حديثا الى إشاعة مؤذية مسّت كرامتك، من يروّج لتلك الأخبار، هل من أحد يريد تصفية حسابات معينة معك أم أن الغيرة هي أساس تلك الإشاعات؟

لا أعتبر أن لتلك الإشاعة أساسًا، لكن عندما تكون متميزاً وتطرح عملا جديدا يحقق نجاحا كبيرا بين الناس، يتذكرك البعض بإشاعة او بأخرى. لا أسامح أي كان يمس شرفي وكرامتي، ثم إن الإشاعات تطاول دائماً الفنان الناجح، لذلك أتعالى على تلك الأخبار وأبتعد عن التبرير، لأني لست في موقع اتهام. صحيح أن الإشاعة سببت لي الأذى لكني نسيتها. أنا فنانة لا أخجل بما أقوم به، كانت انطلاقتي معروفة من خلال برنامج «كأس النجوم» وفزت بتصويت الجمهور وباختيار الفنانة سميرة توفيق تحديدًا، من هنا أفتخر بحياتي الفنية والعادية في آن.

هناك فنانات كثيرات يفتعلن الإشاعات حولهن للترويج لأعمالهن، ما تعليقك؟

أي فنان يقوم بمثل تلك الامور يعاني من نقص في شخصيته، لست مع الإشاعة التي تروّج للألبوم، بل أجتهد وأتعب ليكون لدي عمل جيّد يروّج لشخصي وفنّي.

ماذا أضاف إليك دخولك مجال الإعلانات؟

كانت التجربة جميلة وعُرضت علي بعدها مجموعة من الإعلانات، لكني رفضتها الى أن عرض عليّ إعلان المجوهرات، فقبلته لأنه راق ويقدمني بصورة جميلة ومميزة، إضافة الى أن المجوهرات تعتبر من الأشياء المفضلة عند المرأة، كانت الإفادة متبادلة في الإعلان بيني وبين أصحابه وكان عملا جميلا. أدرس راهناً مشروعاً إعلانياً مع شركة مجوهرات أخرى.

بعد خوضك مجال الإعلان، هل من الممكن أن نراك في التمثيل؟

تلقيت عروضاً كثيرة خصوصًا من مصر ولبنان، لكن لا أحب التعدي على مهنة غيري، إلا إذا اقتنعت بالدور وبالشخصية التي سأقدمها. لا تلفتني الأفلام الراهنة وأعشق الأفلام المصرية القديمة مثل «سيدتي الجميلة» لنيللي وأحب سعاد حسني وشادية، أشعر أن تلك الافلام تشبهني.

هل تتابعين المسلسلات الرمضانية التي تعرض؟

لا يسمح لي وقتي بمتابعتها، لكني أحب متابعة مسلسل «اسمهان» ولدي الفضول لمعرفة تفاصيل حياتها، كذلك أسمع أصداء جميلة عن مسلسل «باب الحارة». أستغل فترة رمضان المبارك لأقضيه مع أصدقائي وأشاركهم مائدة الإفطار، أحب الأجواء الرمضانية كثيرا.

كيف تقضين وقت فراغك؟

أدرس الموسيقى وأهوى ركوب الخيل والرياضة وأرد على رسائل المعجبين وأطالع بعض الكتب من وقت لآخر.

ما هي نوعية الكتب التي تقرئينها وهل من كتاب معيّن؟

أحب الاستفادة من كل ما أقرأه، لكن الحياة التي نعيشها تختلف كثيرا عن القصص التي نقرأها في الكتب والفلسفات. أحب القضايا التي تعالج علاقة المرأة بالرجل. أقرأ اليوم كتاب «الرجل من المريخ والمرأة من الزهرة».

كيف تصفين علاقتك بالرجل الشرقي؟

يلفتني في الرجل الشرقي حبّه للعائلة وكرم أخلاقه وأنه مسؤول أمام المرأة، ما لا أحبه أنه يحلل لنفسه ما يحرّمه على المرأة. أنا مع المساواة بين الطرفين.

هل تعيشين علاقة حب؟

أنا رومانسية ولا أستطيع العيش من دون حب، لكن ليس ضروريًّا أن تؤدي علاقات الحب جميعها الى الزواج.

نرى اليوم حالات طلاق بين الفنانات العربيات، الى اي مدى ترين صعوبة في تأسيس أسرة في المستقبل؟

صحيح. يجب على الشخص الذي سأرتبط به أن يكون على درجة كبيرة من النضوج، لكنني شبه أكيدة أن من الصعب الجمع بين الحياة الفنية وتكوين أسرة. الدنيا نصيب ويجب التغاضي عن بعض التفاهات، أعتقد أنني إذا شعرت بأني أحب زوجي أكثر من فني من الممكن أن أترك الفن والعكس صحيح. لا أجزم لأنني لم أمر بتلك المرحلة بعد، لا يجب أن نلوم الفنانة التي تفضل الفن على زوجها، لأن الرجل يصل أحياناً الى درجة من الأنانية تصبح بالتالي الحياة معه صعبة.

ما هو تعليقك على النهاية المأساوية للفنانة سوزان تميم؟

صُدمت جدا خصوصًا أنها ابتعدت عن الوسط الفني منذ فترة، بالتالي جاء خبر مقتلها مفاجئاً. التقيتها مرة في حفلة للامير الوليد بن طلال وقلت حينها إنها من الفنانات اللواتي يتميزن بالصوت والشكل. أتعاطف مع الأشخاص الذين تعذبوا في حياتهم مثلها وأعتبر أنها عاشت مظلومة وماتت مظلومة على الرغم من كل ما قيل.

هل يقلقك الغد؟

كلا. لكن أخاف من ألا أوفِّق بين حياتي العائلية وحياتي الفنية.

ماذا تتمنين خلال هذا الشهر الفضيل؟

الفرح والخير للشعب الكويتي والشعوب العربية عموماً، وأن يعم السلام وطني لبنان وأن ينوّر الله عقل حكّامنا.

هل تؤيدين الانتماء السياسي للفنان وأن يعلنه على الملأ؟

أؤيد أن يكون للفنان مبدأ، لكن ضد أن يعلنه على الملأ، لأنه ملك لجميع الناس، بالتالي يمكن أن يؤذي برأيه الشريحة التي تعارضه في الرأي.

ما هو رأيك بـ :

اليسا: إحساسها جميل.

نانسي عجرم: غنوجة.

أمل حجازي: لا تعني لي شيئًا.

أحلام: من أجمل الأصوات الخليجية.

نوال الكويتية: حساسة الى درجة كبيرة.

عبدلله رويشد: مميز جدًّا.

back to top