اجتماع هادئ لـ «الوزاري العربي» في غياب «النصف»
العرب يُحضّرون لدعوى أمام محكمة العدل لمنع «تهويد القدس»
خيَّم الهدوء على اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ في القاهرة أمس، الذي عُقِد بناءً على طلب فلسطيني، بهدف مناقشة بنود تتعلق بالقضية الفلسطينية، خصوصا المخططات الإسرائيلية في مدينة القدس، والموقف العربي من عملية السلام خلال المرحلة المقبلة، وتكثيف الاتصالات العربية على الصعيد الدولي، وذلك قبيل إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما لرؤيته الخاصة بعملية السلام والصراع العربي - الإسرائيلي.وشارك في الاجتماع، الذي عُقِد مغلقاً، 11 وزيراً للخارجية فقط، وكان من أبرز الغائبين المغرب الذي يرأس "لجنة القدس"، وقطر الرئيس الحالي للقمة العربية، التي رأس وفدَها وزيرُ التعاون الدولي خالد عطية، وسورية الرئيس السابق للقمة العربية، التي مثَّلها سفيرُها لدى مصر مندوبها الدائم في الجامعة العربية يوسف أحمد، وليبيا الرئيس المقبل للقمة العربية ومثَّلها المستشار الأول في المندوبية المبروك ميلاد. كما غاب أيضا وزراء خارجية لبنان والعراق وسلطنة عمان والكويت وجمهورية جزر القمر وجيبوتي.
وقرَّر الوزراء المجتمعون بدء التحضير لإقامة دعوى أمام محكمة العدل الدولية لكي تنظر في "الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية"، وأكدوا "استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يقضي بتكليف محكمة العدل الدولية النظر في الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة وما حولها وإصدار الحكم المناسب بشأنها".كما قرر الوزراء "تشكيل لجنة قانونية دولية برعاية جميع الدول العربية لتحضير ملف الدعوى أمام محكمة العدل الدولية ورصد الاعتمادات المالية اللازمة لذلك"، واتفقوا على "إجراء الاتصالات اللازمة لعقد اجتماع رفيع المستوى لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية". وعلمت "الجريدة" أنه تم عقد اجتماع تشاوري مغلق لوزراء الخارجية بحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ثم بدأ بعد ذلك الاجتماع الرسمي للوزراء بالاستماع لتقرير من وزير الخارجية الأردني ناصر جودة عن نتائج زيارة العاهل الأردني إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي.وأكد موسى أمام الاجتماع أنه لا تعديل في مبادرة السلام العربية لأن "فكرة المبادرة تقوم على الالتزامات المتبادلة بين العرب وإسرائيل"، وشدد على ضرورة "وقف الاستيطان وتهويد القدس".وكان وزير الخارجية الأردني قال في تصريحات للصحافيين على هامش الاجتماع، إنه لا تغيير في مبادرة "السلام العربية"، منوها بالإشارات الإيجابية من قبل الرئيس الأميركي.وعلمت "الجريدة" أن ليبيا تقدمت بمداخلة أمام الاجتماع، أكدت خلالها موقفها الثابت من القضية الفلسطينية والمتمثل في أن "حل الدولة الواحدة هو الحل الأمثل والممكن تحت اسم إسراطين، حسب رؤية الأخ القائد معمر القذافي التي تضمنها الكتاب الأبيض الذي يعالج هذه القضية والتي تم توضيحها في كثير من المناسبات وأمام قمم عربية عديدة".