د. شريف أبو زيد: البلوغ المبكر يؤدّي الى العقم
البلوغ المبكر هو ظهور علامات البلوغ الجنسي في فترة ما قبل عمر 7 أو 8 أعوام لدى الإناث وما قبل 9 أعوام لدى الذكور, وهي حالة تسبب القلق للطفل والأهل وقد تكون نتيجة مرض ما.
في حوار مع «الجريدة» يتحدث الدكتور شريف أبو زيد، اختصاصي التوليد وأمراض النساء والعقم، حول أسباب البلوغ المبكر.ما هي أسباب البلوغ المبكر؟لا نعرف بعد السبب الرئيس للبلوغ، قد يكون وراثياً فعندما تمرّ الأم به يتوقع أن تبلغ الإبنة مبكراً، أو مرضياً مثل وجود خلل أو ورم في الغدة النخامية أو الدرقية أو الكلوية أو المبايض، أو ناتجاً من نشاط الغدد الموجودة في المخ التي تفرز هورمونات تنتج هورمون الأنوثة الذي له مستوى معين، وعند تخطيه تحدث الدورة الشهرية، وبالتالي يسبب أي ورم أو خلل في هذه الغدد البلوغ المبكر.ما هي أعراضه؟لا تختلف الأعراض عن تلك الشائعة في حالة البلوغ الطبيعي، لكن التشخيص الأساسي للبلوغ المبكر هو حدوث الدورة الشهرية قبل 8 أعوام، هنا لا بد من إجراء الفحوص للتأكد من سلامة الطفلة وعدم وجود أية أورام تكون السبب في ذلك.هل له تأثير في الحمل والولادة؟قد يرافقه في سن الخصوبة (من 25 الى 45 عاماً) نشاط زائد في بطانة الرحم، بسبب زيادة الهورمونات. ولهذا النشاط أضرار مثل النزيف أو حدوث آلام في البطن ويمكن أن يؤدي إلى العقم أو إلى ورم خبيث. وبسبب البلوغ المبكر يكون انقطاع الطمث باكراً، نتيجة عدد بويضات محددة تولد مع الفتاة وتستهلكها في سن مبكرة.هل يمكن تجنُّب حدوثه وكيف؟إطلاقاً. لا يمكن التنبؤ به، لأننا لا نستطيع تحديد أي من الغدد تبدأ نشاطها أولاً، كل ما نستطيع فعله أحياناً هو وقف هذا البلوغ المبكر عن طريق إعطاء عقار GNRH وهو هورمون تفرزه الغدة النخامية، عند تناوله بنسب معينة يوقف عملية البلوغ، ولا بد من أن نتأكد من عدم وجود أية أمراض خطيرة قبل إعطائه.هل لهذا العقار أضرار جانبية؟طبعاً، والأساسية منها أنه يوقف نشاط المبايض فيسبِّب الأعراض التي تشكو منها المرأة في سن اليأس مثل السخونة المفاجئة (عدم انتظام حرارة الجسم الداخلية مع حرارة الجسم الخارجية). يمتص هذا العقار الكالسيوم فيتسبب في ترقق العظام، لذا ينصح بتناول الكالسيوم مع هذا العلاج وأدوية أخرى تساعد في التقليل من سخونة الجسم المفاجئة.أيهما أكثر تعرضاً للبلوغ المبكر: الذكور أم الإناث؟كلاهما، لكن بلوغ الولد المبكر لا ترافقه مشاكل كتلك التي تعاني منها الفتاة لدى بلوغها المبكر باستثاء قصر القامة، قد لا يصل الولد إلى الطول المتوقع في مرحلة البلوغ، ولا بد من التأكد من عدم إصابته بأي من الأورام.هل لهورمون الـ{ميلاتونين» الذي يفرز أثناء النوم تأثير في عملية البلوغ؟ نعم، فالمسؤول عن إفراز هذا الهورمون هو الغدة الصنوبرية وله علاقة بالبلوغ، من هنا يسبب حدوث نشاط أو وجود أورام في الغدة الصنوبرية البلوغ المبكر.هل للإضاءة الإصطناعية تأثير في البلوغ؟تنظم مستقبلات معينة للضوء الساعة البيولوجية للجسم، لذا يكون مَن يتعرض للظلام مهيئاً أكثر للبلوغ المبكر بسبب نشاط الهورمون الذي تفرزه الغدة الصنوبرية.هل ثمة أشخاص أكثر عرضة للبلوغ المبكر مقارنة بغيرهم؟أصحاب البشرة السمراء الداكنة يكون لديهم نشاط في الخلايا الصبغية أكثر من ذوي البشرة البيضاء، بالإضافة الى أنهم يسكنون في مناطق مدارية تكون درجة حرارتها مرتفعة.ماذا عن البدانة والوجبات السريعة؟هنالك أنواع من الكوليسترول أهمها HDL (كولسترول عالي الكثافة) LDL (كولسترول منخفض الكثافة)، ويكون التوازن بينهما لصالح HDL، لأنه مسؤول عن حماية القلب والجهاز الوعائي من الأمراض. تحتوي الوجبات السريعة على LDL وهو مُضر ويسبب البدانة، لذلك يكون الأطفال، الذين يتناولون وجبات سريعة وسعرات حرارية مرتفعة، أكثر عرضة للبلوغ المبكر من الذين يتناولون وجبات مفيدة ذات سعرات حرارية ضرورية للجسم.كذلك تعتبر البدانة من العوامل التي تساعد في البلوغ المبكر، وتفيد الدراسات بأنه لا يحدث إلا عند وصول الوزن إلى 47.800 كيلوغراماً. هل ثمة أدوية تسبب بلوغاً مبكراً؟ليس الأدوية العادية إنما التي تحتوي على هورمونات أنثوية مثل تناول الطفلة عن طريق الخطأ دواء منع الحمل الخاص بوالدتها أو أية أدوية تحتوي على هورمونات أنثوية وتؤثر في الجهاز العصبي وتزيد نشاطه.من الملاحظ أن سن البلوغ الآن أقل منه في الأجيال السابقة، ما السبب وهل سيستمر في الإنخفاض؟تؤكد الدراسات أن سن البلوغ يبكّر في كل جيل عن الجيل السابق، والسبب هو تغيُّر الظواهر المناخية، ثقب الأوزون، ارتفاع درجة الحرارة، اللجوء الى الوجبات السريعة بما تحتويه من سعرات حرارية عالية، بالإضافة الى العوامل النفسية. أما عن استمرار سن البلوغ في الانخفاض فهذا أمر غير معروف.معلومات* عند البلوغ المبكر للفتاة، لا بد من استشارة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة والتأكد من عدم وجود أورام أو التهابات, بالإضافة الى حمايتها وتوعيتها, إذ تحدث لديها تغيرات لا تستطيع فهمها, بالإضافة إلى تغير شكل جسمها. * الفتيات ذوات الأعمار المتقاربة اللواتي يعشن في مكان واحد ويقضين وقتاً طويلاً مع بعضهن تحدث لهن الدورة الشهرية في وقت واحد أو أوقات متقاربة بسبب التوافق في الساعة البيولوجية. * الفتيات المريضات بالسكري يكون لديهن كسل في المبايض، ما يسبب تأخر البلوغ. * حقن الأطعمة بهورمونات أنثوية له خطورة على الذكور, لأنها تدمر الخلايا الذكورية وتقلل الخصوبة وتعوق الوظائف الذكورية.