رسالة إلى الأمير طلال بن عبدالعزيز

نشر في 28-03-2009
آخر تحديث 28-03-2009 | 00:00
 د. صلاح الفضلي ما دفعني للكتابة إليك يا سمو الأمير هو الخبر الذي قرأته عن تكليف شركة بريطانية متخصصة في المجال الأكاديمي لاختيار مدير عام للجامعة العربية خلفاً للدكتورة موضي الحمود، وأتمنى أن يقع الاختيار على من يستطيع انتشال الجامعة العربية مما هي فيه، ويتحقق الحلم الذي سعيت من أجله.

مشروع الجامعة العربية المفتوحة الذي تبناه الأمير طلال بن عبدالعزيز مشروع رائد، لأنه يفتح المجال للكثير من الأشخاص الذين لا يستطيعون الدراسة في الجامعات التقليدية إما لظروف عملهم وإما لأنهم غير مواطنين، وجامعة الكويت والجامعات الخاصة تفسح المجال لنسبة قليلة من غير المواطنين للالتحاق بها، أو لأن رسوم الجامعات الخاصة مرتفعة جداً مقارنة برسوم الجامعة العربية المفتوحة، لكون الجامعة العربية ليست مؤسسة ربحية، وما يزيد من أهمية مشروع الجامعة العربية المفتوحة أنها من التجارب الأولى في نظام التعليم الإلكتروني، الذي يُعد التوجه الجديد في نظم التعليم الجامعية على مستوى العالم.

برغم أهمية المشروع وفائدته فإن هناك الكثير من الملاحظات السلبية على طريقة تطبيق نظام التعليم الإلكتروني تقلل كثيراً من أهمية وفائدة هذا المشروع، ولذا أتوجه إلى الأمير طلال بهذه الملاحظات كونه الراعي الرئيسي لهذه الجامعة لعله يقوم بإصلاح هذه السلبيات ووضع الجامعة العربية المفتوحة في مصاف الجامعات المرموقة، لأن من تحته–على ما يبدو- لا يطلعونه على هذه السلبيات، وأنا أتكلم هنا من واقع معايشة لما يحدث في فرع الجامعة العربية المفتوحة في الكويت، والتي هي المقر الرئيسي للجامعة.

السلبية الرئيسة يا سمو الأمير هو في الخلل الكبير في تطبيق نظام التعليم الإلكتروني في الجامعة، فالتطبيق للنظام المعمول به بالوقت الحالي لا هو نظام تعليم تقليدي ولا هو نظام تعليم إلكتروني بل نظام هجين، وبالتالي فهو يجمع بين سلبيات النظامين ولا يستفيد من العديد من إيجابيات التعليم الإلكتروني، وبالتالي لا تتحقق فلسفة التعليم الإلكتروني.

السبب الرئيسي في هذا الخلل يعود مع الأسف إلى أن قسما كبيرا من إدارة وعمادة الجامعة العربية المفتوحة وقسما كبيرا أيضاً من أعضاء هيئة التدريس ليسوا على دراية بفلسفة التعليم الإلكتروني ولا بطريقة تطبيقه، وقد اعترف لي بشكل مباشر عدد من مسؤولي الجامعة بذلك. ونتيجة لذلك أصبح نظام التعليم في الجامعة نظاما يُدرس بالطريقة التقليدية في حين يفترض أنه نظام تعليم إلكتروني له مبادئه وطرق تدريسه الخاصة به.

التطبيق الخاطئ لنظام التعليم في الجامعة والنظرة التقليدية في طريقة تقييم الطلاب وتوحيد الاختبارات جعل ظاهرة الغش تتفشى بشكل كبير في الجامعة، وهذا بالتأكيد لا يرضيك يا سمو الأمير ولا يرضي الجامعة البريطانية المفتوحة مانحة الاعتماد الأكاديمي. فاللوائح التي تضعها عمادة الجامعة العربية لوائح تشجع على الغش، وفيها الكثير من الخلل وعدم المنطقية. ما يزيد من حدة المشكلة أن الكثير من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة ليسوا بالمستوى المطلوب، وربما يعود ذلك إلى نقص الحوافز المادية مقارنة بالجامعات الأخرى، ولذلك أصبحت الجامعة العربية ملجأ لمن لا تقبله الجامعات الأخرى، وأكبر دليل على ذلك أن أغلبية الدكاترة في الجامعة من المدرسين، إلى جانب نسبة كبيرة من حملة الماجستير تقوم بتدريس مواد متقدمة، وتقوم بأعمال تنسيق المواد، وهذا أمر غير مقبول أكاديمياً.

ما دفعني للكتابة إليك يا سمو الأمير هو الخبر الذي قرأته عن تكليف شركة بريطانية متخصصة في المجال الأكاديمي لاختيار مدير عام للجامعة العربية خلفاً للدكتورة موضي الحمود، وأتمنى أن يقع الاختيار على من يستطيع انتشال الجامعة العربية مما هي فيه، ويتحقق الحلم الذي سعيت من أجله.

***

تعليق: سكوت مدير جامعة الكويت د. عبدالله الفهيد عن السرقات العلمية التي تحدث في جامعة الكويت، وعدم تفعيله للجان التحقيق مع الذين ثبت وجود تجاوزات علمية بحقهم عبر لجان تقصي الحقائق التي شكلتها الكليات العلمية، ولعل آخر هذه القضايا المثارة تتعلق بشخصية قيادية في كلية العلوم الإدارية، على الرغم من أن طلب تشكيل لجنة التحقيق من قبل عميد الكلية موجود لدى المدير منذ ثلاثة أشهر. يشير كما يبدو إلى إن المدير ينتظر نهاية مدة هذا المسؤول لينتهي الموضوع دون أي مساءلة، والأرجح أن سبب ذلك يعود إلى أن هذا المسؤول ينتمي إلى تيار سياسي نافذ داخل وخارج الجامعة والمدير لا يريد أن يحتك بهذا التيار، ونحن نقول لسعادة المدير كفى لعب سياسة داخل الجامعة، فقد دمرت هذه السياسة الجامعة وحولتها إلى ساحة للصراعات السياسية.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top