رسائل صاروخية كادت تفجِّر جبهة لبنان حماس ترفض المبادرة المصرية... و القرار الأممي على نار حامية
انحسرت أمس، الأجواء الإيجابية التي أحاطت بإعلان المبادرة المصرية لوقف العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 13 يوماً، بعد اعلان حركة «حماس» رفضها لها، على الرغم من أن الولايات المتحدة تخلت عن معارضتها «المبدئية» لاستصدار قرار أممي لوقف إطلاق النار.
تواصل القصف الإسرائيلي الجنوني على غزة طوال يوم أمس، باستثناء ساعات «الهدنة الإنسانية» الثلاث، وذلك بعد أن انحبست الانفاس صباحا في المنطقة والعالم تخوفاً من انفجار الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية، في أعقاب سقوط أربعة صواريخ «كاتيوشا» على مدينة نهاريا ومنطقة الجليل الغربي، انطلاقاً من جنوب لبنان. ورغم نسبة التوتر المرتفعة على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، وخطورة الخرق الذي يحمل في توقيته ودلالاته رسائل أمنية وسياسية في أكثر من اتجاه، خصوصا إزاء المبادرة المصرية، انحصر الحادث برد إسرائيلي محدود على مصدر إطلاق الصواريخ، بينما أثمر الاستنفار السياسي في بيروت والأمني من قبل الجيش اللبناني وقوات الـ«يونيفيل» في الجنوب تهدئة للتوتر، الأمر الذي تعزز بإعلان «حزب الله»، في وقت لاحق، عدم تورطه في الحادث والتزامه الاستقرار والقرار الدولي 1701، وتُوِّج ليلاً ببيان صدر إثر اجتماع مجلس الوزراء اللبناني وتضمن تأكيد «التزام لبنان كل مندرجات القرار 1701 وإدانته إطلاق الصواريخ من أراضيه واستدراجه الى حرب لا تخدم مصلحته»، ودعا البيان الجيش اللبناني والقوات الدولية إلى مواجهة اي خرق والتحقيق في ما حصل وملاحقة الفاعلين. وفي وقت أعلنت «حماس» بعد اجتماع في دمشق مع الفصائل المعارضة لـ«السلطة الوطنية الفلسطينية» رفضها للمبادرة المصرية، معتبرة أنها لا تشكل «أساساً صالحاً للحلّ»، وتهدف إلى «التضييق على المقاومة»، مجددة ممانعتها لانتشار قوات دولية في القطاع، جرت مشاورات مكثفة في مجلس الأمن في محاولة لاستصدار قرار يوصي بوقف العنف. وفي هذا السياق، وبعد فشل حصولهم على الأصوات اللازمة للتصويت على مشروع قرار عرضته ليبيا، وافق وزراء الخارجية العرب الموجودون في الامم المتحدة على قبول مشروع قرار طرحته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بعد أن وضعوا أربعة شروط لذلك، وهي أن ينص القرار على وقف فوري لإطلاق النار، الى جانب رفع الحصار وانسحاب القوات الاسرائيلية وفتح المعابر الحدودية. وتعكف الـ«ترويكا» الغربية على دراسة هذه المطالب. واعتبر دبلوماسيون عرب أن تراجع الأخيرة عن مشروع البيان الرئاسي الى مشروع قرار هو «إنجاز كبير». وكان وفد اسرائيلي وصل الى القاهرة امس، والتقى رئيس المخابرات اللواء عمر سليمان لبحث المبادرة المصرية، وكيفية تنفيذها والتحفظات الاسرائيلية إزاءها، قبل أن يغادر مجددا الى اسرائيل لعرض نتائج محادثاته على الحكومة الاسرائيلية. وبحسب مصدر دبلوماسي، طلب عدم كشف هويته، فإن سليمان عرض للوفد تفاصيل عن الجانبين العسكري والفني للمبادرة المصرية بشأن الاجراءات الامنية التي ستطبق على الحدود المصرية- الفلسطينية، خصوصا بشأن التصدي لأنفاق تهريب الأسلحة. ومن المقرر أن يبحث الرئيسان المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس غدا نتائج التحركات العربية في مجلس الأمن، بالإضافة الى إمكان بث الروح في المبادرة المصرية. ميدانياً، ارتفع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 770 فلسطينياً، في وقت أعلنت وكالة الـ«أونروا» تعليق عملياتها في غزة، احتجاجا على قصف اسرائيل لقافلة تابعة لها، في حين اتهم «الصليب الأحمر» اسرائيل بخرق القانون الدولي. وأعلنت إسرائيل أمس، مقتل ثلاثة من جنودها وإصابة رابع بجروح خطيرة.