آمال همّي ...يا واد يا تقيل

نشر في 13-03-2009
آخر تحديث 13-03-2009 | 00:00
 محمد الوشيحي «خيبة الناس السبت والحد وخيبة الهيئة العامة للبيئة ما وردتش على حد». فعلا، هذه البيضة من تلك الدجاجة، وهذه الهيئة من تلك الحكومة! واسألوا عن خيبة «همّي» (اختصار مسمى الهيئة العامة للبيئة) سكان أم الهيمان، واسألوا مرضى السرطان المتزايدة أعدادهم، واسألوا جماعة الخط الأخضر، واسألوا كل عابر سبيل وسيجيبونكم كلهم باللطم الشاق المؤبد.

ما علينا، خيبة «همي» من المسلمات ما فيها خذ وهات، وأكبر دليل على اهتمامها ببيئتنا هو عدم تعيين مدير عام لها إلى الآن رغم مضي ردح من الزمن إلى أن رَدَحَ الزمن. ومع هذا ورغم ذاك يأتي الكابتن علي حيدر، مدير «همي» بالوكالة، ليصرح لوكالة الأنباء (كونا) بأن ما نُشر في وسائل الإعلام عن الباخرتين الغارقتين شمال الخليج والمحملتين بالمواد الكيماوية كلام غير صحيح، وأن الباخرتين تحتويان فقط على مواد هيدروكربونية، وكله تمام يا أفندم! يا حرام، ظلمناهم وافترينا عليهم.

وقبل الرد على مدير «همي» بالوكالة، أشير إلى أنني لم أكن أود أن أكسر تعهدي بالصمت لولا أن «همي» شوهت الحقائق وشككت في مصداقية هذه الزاوية. وهنا أقول للجميع: «معلش، مسامحة. لا صمت اليوم».

الكابتن (هكذا يعرّف نفسه) علي حيدر، لم يتطرق الى ذكر اسمي في الرد الذي بثته «كونا» حتى لا يحقق لي الشهرة! يااااه يا واد يا تقيل، يااااه يا مجنني، كما قالت سعاد حسني، بينما أنا سأخاطبه بالاسم كي أشتهر على حسابه، وإن كنت أعلم أنه «موظف» مأمور، لا حول له ولا شور...

كابتن علي، إن لم تكن تعرف -وأنت المسؤول عن البيئة- ماذا حدث ويحدث هذه الأيام فأنت تؤكد لي وللجميع أنك المدير المثالي في الكويت، وهذا هو الشيء الطبيعي، لكن خذ عندك المعلومات وأنا أخوك وراجعها وتأكد من مصداقيتها ثم راجع مصداقية «همي» قبل أن تشكك في مصداقية الآخرين.

شوف يا كابتن، قبل أيام، اطّلعت مراجع عليا على الموضوع الكارثي ووثائقه وصوره فأمرت بإخلاء الباخرتين على وجه السرعة، بل بأقصى سرعة. ولو أن المحتويات كانت مواد هيدروكربونية غير خطرة لما صدرت الأوامر بهذا الشكل الواضح.

أيضا شوف يا كابتن، هل تعرف توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق ومستشار حكومتنا الحالي؟ هذا البلير التقى وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر الصباح الأحمد، وأبلغه ضرورة إخلاء الباخرتين في أسرع وقت. ومعلش يا كابتن، لو كانت المواد غير خطرة لما طلب بلير اللقاء ولما حذّر بجدية من خطورة الموضوع.

أيضا شوف يا كابتن، بعض المسؤولين الخليجيين، كما بلغني، باشروا الاتصال بالمسؤولين هنا يستفسرون منهم عن الموضوع ويطالبونهم بأن «ينحطّون في الصورة»، فكلنا في الهم شرق، والخطر سيشمل الخليج كله لو تم التهاون في الموضوع.

وأيضا شوف يا كابتن، كلامك بأن «جميع القطع الغارقة تم مسحها»، كلام غير صحيح مطلقا إطلاقا، معلش، ومصداقيتك ومصداقية مصادري ومصداقيتي أيضا أمام الناس، ياالله نشوف من الصادق منا؟ وأعتقد أن «همي» ستضطر الى الإجابة عن سؤال عن عدد السفن التي لم يتم مسحها، بعدما دخلت مجموعة من النواب على الخط، وعلى رأسهم الرئيس أحمد السعدون. وطبعا، قبل هؤلاء، تشير أصابع الفضل والامتنان كلها في اتجاه الفاضل محمد بودي.

أيضا وأيضا وأيضنات كُثر سأكرّها كرّا على البساط أمام الناس في المرة المقبلة، وسأجعل اللي ما يشتري يتفرج على خيبة «همّي» إذا لم تلتزم هذه الهيئة الصمت وتترك الأمور تسير في طريقها للانفراج! أحذركم يا «همّي»، وإن عدتم عدنا، وإن أردتم البطولة فعالجوا الموضوع بسرعة وبمهنية بدلا من اتباع سياسة «النفي» العربية المعتادة، لكن فعلا، هذه البيضة من تلك الدجاجة، وهذه الهيئة من تلك الحكومة، يا «همّي».

back to top