Funny Games ألعاب ذكيَّة خادعة

نشر في 03-07-2008 | 00:00
آخر تحديث 03-07-2008 | 00:00

يعود الكاتب والمخرج مايكل هانيكيه الى فيلمه Funny Games الذي انتجه عام 1997، لكن بنسخة أميركية جديدة تحمل العنوان نفسه ومطابقة للفيلم الأصلي، وربما الإختلافات الوحيدة فيها هي التغيير في مجموعة الممثلين واللغة وبعض التعديلات في الحوار.

السبب الوحيد لإعادة إنتاج نسخة جديدة هو تقديم القصة الى المشاهدين الأميركيين الذين لا يعرفون شيئاً عن النسخة الأصلية. يتميز الفيلمان بطبيعتهما الخاصة وكلاهما يستحق المشاهدة.

يمكن للبعض أن يصف قصة الفيلم الجديد بالبسيطة، لكن هذا الوصف ليس عادلاً تجاه ما يأتي لاحقاً من أحداث. ما إن انتقل الوالدان جورج (تيم روث) وآنا (نايومي واتس) وابنهما جورجي (ديفون غيرهارت) الى منزلهم الصيفي قرب البحيرة حتى زارهم رجلان، بول (مايكل بيت) وبيتر (برايدي كوربت). يمكثان لفترة عندهم ويأخذ تهذيبهما المزيف منحى آخر عندما يرفضان الرحيل. تجد العائلة نفسها رهينة ومجبرة على المشاركة في سلسلة ألعاب شريرة، ويضمن الشابان المختلان عقلياً لأفراد الأسرة بأنهم لن يبقوا أحياء بعد مضي 12 ساعة.

رعب مدهش

من الصعب فهم الفيلم ولن يكون مناسباً للمشاهدين الذين يهوون مشاهدة أفلام الرعب التقليدية. على الرغم من عدم وجود أي عنف على الشاشة، يخنق هانيكيه المشاهد متحدياً إيّاه بتحمّل أي نوع من العذاب النفسي والدمار الروحي اللذين نادراً ما نراهما على الشاشة. يبدو الفيلم رائعاً عندما تنتقل المشاهد من الداخل إلى الخارج وتبقى الكاميرا على خمس شخصيات أساسية من دون أن تلغي أو تخفي التوتر المتطور في الفيلم بأكمله.

أدوار الشخصيات متساوية وموزّعة ورائعة في رسم المأساة بمؤازرة إدارة ممثلين محترفة وصارمة. فيما يوحي عنوان الفيلم بالمرح، نجد أن الفكاهة غير موجودة والألعاب التي تمارسها العائلة ليست مضحكة. لكن ما لا يدركه المشاهد مباشرة هو أن هانيكيه لديه خدعة أخرى لأنه يلعب لعبة مع المشاهدين الذين يتسمرون في أماكنهم مهتمين بالتفاصيل كلها.

عندما يكسر بول الحائط الرابع للمرة الأولى وينظر إلى الكاميرا ويبتسم، يتساءل المشاهد «هل ينظر بول اليّ؟» يصبح الجواب واضحاً وهو نعم. يتحدى الناس الذين يشاهدون الفيلم بأن يبقوا في أماكنهم، فيتحول هؤلاء الى مشاركين في الجرائم الفظيعة التي ترتكب بحق العائلة البريئة. ما هو مذهل أكثر أن بول وبيتر لا يرفعان صوتيهما خلال الفيلم بأكمله. لو لم يكونا شخصين مضطربي العقل يقتلان قاطني المنازل المنعزلة لكانا محبوبين، لكن فكرة أن ثمة وحشاً يختبئ داخل الشخصية الهادئة لكل منهما مخيفة حقاً.

لمرّات عدّة يواجه جورج وآنا وجورجي اختيارات صعبة بهدف الهروب، ما يجعلنا نفكر لو أنهم قاموا بالأمور بطريقة مختلفة كان من الممكن أن يحققوا مبتغاهم. طريقة وصف تلك الشخصيات الثلاث ذكيّة، لكن حتى الذكاء لن يساعدهم في مواجهة المجرمين في منزلهم.

أبرز ما يميز هانيكيه هو قدرته على تبيان واضح للأمور الغامضة من خلال لقطات طويلة ومستقرة، ومن خلال حوار بين الشخصيات، ليدرك المشاهد أن ثمة أمراً غريباً. لا يوجد أي مشاهد دم او مشاهد مرعبة ومفاجئة أو مقرفة، لكن طريقة انسياب الفيلم ونمطه المكبوت يرعبان المشاهد حقاً.

طاقم موفّق

نايومي واتس، تيم روث، وديفون غيرهارت يقعون في جحيم حقيقي بأدوار آنا، جورجي وجورج. يتطلب أداؤهم أن يكونوا في حالة ذعر، رعب ويأس متكرر، أدّوا أدوارهم بشكل لافت. يتميّز غيرهارت عنهم بعض الشيء لأنه طبيعي ومقنع أكثر من الولد في الفيلم الأصلي، فيما واتس وروث كانا رائعين في تشخيصهما للثنائي المتزوج الذي يفاجأ بزوال الآمال أمام عينيه. اما بدور بول وبيتر، نجد الممثلين مايكل بيت وبرايدي كوربات مرعبين حقاً بميولهما الى الجرائم التي لا يندمان عليها.

Funny Games فيلم تشويق كئيب. لا يتمتع المشاهدون بما يرونه وهذا هو المغزى. التوتّر كله جزء من ألاعيب هانيكيه البربرية التي تُشعر المشاهد في نهاية الفيلم وكأنه يمسك سكيناً.

back to top