مشعل يلتقي وفداً فرنسياً في دمشق للمرة الأولى
علمت «الجريدة» أمس، من مصادر رفيعة المستوى، في العاصمة الفرنسية، أن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، التقى قبل أيام في دمشق وفداً فرنسياً تبادل معه وجهات النظر بشأن الحرب الاسرائيلية على غزة وانعكاساتها، كما بحث معه السبل الكفيلة للخروج من الأزمة السياسية الحادة بين السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس و«حماس».
واستقبل مشعل للمرة الأولى وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي، يرأسه وزير الخارجية الأسبق جان- فرنسوا بونسي، وعضوة مجلس الشيوخ مونيك سوريزييه- بنغيغا، المكلف مهمة رسمية من قبل رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه تنحصر في استطلاع الرأي، وتبادل الأفكار بشأن منطقة الشرق الأوسط. وبقي هذا اللقاء الرسمي بعيداً عن الأضواء، بينما بدأت فرنسا تعيد النظر في مواقفها السابقة التي كانت تحظر الاتصال بقيادة «حماس» بسبب إدراج الاتحاد الاوروبي لها على لائحة الارهاب. وإذا كانت الاتصالات السابقة قام بها الدبلوماسي الفرنسي المتقاعد إيف أوبان دولاميسوزير بطريقة غير رسمية، فإن السلطات سارعت إلى نزع أي غطاء عنها حين كشفت ذلك صحيفة «لوفيغارو» قبل أشهر، كما توالت شخصيات فكرية وإعلامية فرنسية على لقاء مشعل في دمشق خلال الحرب الاسرائيلية على غزة، وصولا الى اعلان وزير الخارجية برنار كوشنير في الأسبوع الماضي «أن حركة حماس هي احد المحاورين، ويجب التحدث اليها حين تقبل مسيرة السلام». ويبدو أن باريس تحاول معرفة الاستعدادات السياسية لمشعل بعد الحرب على غزة، وذلك لإعادة إفساح المجال لرئيس السلطة محمود عباس لتثبيت سلطته من خلال تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطيني. كما ترغب باريس في معرفة موقف «حماس» من المفاوضات التي يجريها عباس مع إسرائيل. وعلمت «الجريدة» أن بونسي وسوريزييه- بنغيغا نقلا إلى مشعل تطمينين اثنين إذا قبلت «حماس» المصالحة مع عباس و«فتح»، أولهما التزام العمل مع الحكومة الجديدة بجميع أعضائها، ومنهم وزراء «حماس» واستمرار المساعدات من اجل اصلاح وتنمية المؤسسات الفلسطينية، والآخر دعم حكومة الوفاق الوطني في الاعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية، والإقرار بنتائجها.